مراقبون: الأصوات الحائرة تحسم منصب «الرئيس» في مصر

تعدد المرشحين يربك ملايين الناخبين

TT

متنقلا بين حملات مرشحي الرئاسة وفعالياتهم الانتخابية، والنقاشات المحمومة وغير الودية أحيانا لزملائه في العمل وأصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقراءة البرامج الانتخابية للمرشحين، يقضي محمد السيد مراد (27 عاما)، نحو ثلاث ساعات يوميا لحسم مصير صوته الانتخابي، الذي لم يحسمه بعد. ويقول مراقبون إن أصوات الناخبين الحائرين، مثل مراد، قادرة على حسم المنصب الرفيع في البلاد التي تجري أول انتخابات رئاسية عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني).

وقبل يومين من الاستحقاق الانتخابي الأهم للمصريين، تشهد حياة ملايين الناخبين جدلا محموما، في كل تجمعاتهم وتحركاتهم اليومية، حول المرشح الرئاسي الأمثل لتحقيق طموحاتهم الكبيرة بعد 15 شهرا من الثورة.

وأظهر آخر استطلاع رأي لمركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، أمس، أن 33 في المائة من المصريين لم يحددوا موقفهم من التصويت لأي مرشح لمنصب رئيس الجمهورية الشاغر بعد تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم.

وأوضح مراد، الذي يعمل مهندس كهرباء في مدينة الغردقة (الساحلية)، أنه اختار التصويت لمعسكر مرشحي الثورة في الانتخابات، مستبعدا التصويت لمرشحين محسوبين على نظام مبارك، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «مرشحي الثورة في كفة ومرشحي الفلول في كفة أخرى»، وواصل مراد حديثه بينما كان يشاهد إعلانا تلفزيونيا لأحد المرشحين: «المعضلة أنني حائر بين ثلاثة مرشحين، فهم جديرون بالمنصب والفروق بينهم بسيطة بنظري».

وينافس 13 مرشحا رسميا في الانتخابات الرئاسية، لكن 5 فقط يتبادلون رأس القائمة، بينهم إسلاميون ويساريون ومسؤولون عملوا مع النظام السابق.

وقال مراد، الذي سبق وصوت لأحد الأحزاب الإسلامية في الانتخابات البرلمانية: «قرأت البرامج الانتخابية للمرشحين واستمعت لحواراتهم وأجلس مع أنصارهم.. لكنني أحتاج إلى المزيد من الوقت لحسم اختياري». وأضاف مراد: «أعلم أن صوتي سيحدث فارقا في تلك الانتخابات؛ لذا أنا حريص على أن يذهب لمن يستحقه».

ويقول مراقبون إنه يمكن تقسيم الناخبين المصريين لثلاث فئات رئيسية، فئة مؤيدة للثورة أو التيار الإسلامي، وفئة محسوبة على النظام القديم، وفئة ثالثة هي الفئة الحائرة التي لم تحدد رأيها بعد، وهي الفئة التي حسمت الانتخابات البرلمانية لصالح الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، مثل حزب الحرية والعدالة الإخواني أو النور السلفي.

ويشير المراقبون إلى أن ضعف الأداء البرلماني للإسلاميين واستمرار المظاهرات وأحداث العنف، قد تقلل من فرصهم في الانتخابات الرئاسية. وأوضحت ريم حسين (24 عاما).