سيول تحث بيونغ يانغ على اتخاذ «مسار مختلف» نحو السلام

المجاعة تطال المناطق التي تعد مخزن الأرز في كوريا الشمالية

TT

حث كبير مفاوضي كوريا الجنوبية للشؤون النووية أمس كوريا الشمالية على اتخاذ «مسار مختلف» نحو السلام، محذرا من أنه لن يكون هناك تسامح مع أي استفزازات جديدة من جانب بيونغ يانغ. وبدأ ليم سونغ نام المحادثات في سيول مع نظيره الياباني شينسوكي سوجياما والمبعوث الأميركي غلين دافيز، وسط مخاوف من احتمال اعتزام كوريا الشمالية إجراء تجربة نووية ثالثة. وتصاعدت المخاوف منذ فشل تجربة كورية شمالية لإطلاق صاروخ طويل المدى في 13 أبريل (نيسان) الماضي. وقال ليم: «ردا على تجربة إطلاق الصاروخ الفاشلة، يوجه المجتمع الدولي - بما فيه نحن (كوريا الجنوبية) والصين وروسيا - رسالة واضحة إلى بيونغ يانغ بأنه لا بد وأن تحجم كوريا الشمالية عن أي استفزازات أخرى». وأضاف أنه «سيكون ذلك مسارا مختلفا لهم إذا اتخذوا القرار الصحيح». وقال مسؤول بوزارة الخارجية لوكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء إن المحادثات «يمكن أن توجه رسالة تحذير من أي استفزازات كورية شمالية جديدة».

وذكر المسؤول أنه من المقرر أن يتوجه دافيز إلى بكين اليوم الثلاثاء ليلتقي كبير مفاوضي الصين للملف النووي الكوري الشمالي وو داوي.

ومن جهة أخرى ذكرت صحيفة «ديلي ان كا» الإلكترونية التي يصدرها لاجئون كوريون شماليون أن نقص المواد الغذائية تفاقم في كوريا الشمالية، بما في ذلك في جنوب غربي البلاد، المنطقة التي تعد مخزن الأرز في البلاد، حيث توفي عدد كبير من السكان جوعا.

وقال أحد العاملين في الصحيفة لوكالة الصحافة الفرنسية: «بسبب تفاقم النقص في الغذاء حصلنا على معلومات عن أشخاص ماتوا جوعا، بما في ذلك في إقليمي هوانغهاي الشمالي والجنوبي». وأضافت الوكالة أن ستة أشخاص هم أطفال ومسنون توفوا في قرية في منطقة شينغي بعدما رفضت السلطات تقديم أكثر من كيلوغرامين من الذرة للحصة الغذائية بشكل عاجل لكل منزل. ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر أن عشرة أشخاص توفوا جوعا في عدد من المزارع الجماعية حول مدينة هايجو الساحلية قبل نهاية أبريل (نيسان) بعد النقص في نهاية الخريف. ومن جهتها قالت جمعية «غود فريندز» التي تتخذ من سيول مقرا لها، على موقعها الإلكتروني، إن نقص الغذاء ما زال يسبب سقوط ضحايا في كل إقليم هوانغهاي الجنوبي. وقالت إنه في مصنع للحديد في المنطقة مات عمال جوعا بسبب توقف توزيع الحصص الغذائية. وأكدت صحيفة «ديلي ان كا» أن إنتاج الأرز في هوانغهاي الشمالية والجنوبية انهار العام الماضي بسبب السيول بينما خصص الجزء الأكبر من حصاد الخريف للجيش وسكان بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية حيث تقيم النخبة. وتواجه كوريا الشمالية مجددا أزمة غذائية حادة منذ أشهر، وتقول الأمم المتحدة إن ستة ملايين شخص هم ربع السكان يحتاجون إلى مساعدة غذائية عاجلة.