4 آلاف ناج و24 هزة ارتدادية ليلا بعد زلزال فيرارا في إيطاليا

رئيس الوزراء يسرع عودته من «الأطلسي»

TT

ضربت 24 هزة ارتدادية جديدة بقوة تصل إلى 3.7 درجة ليل الأحد/الاثنين منطقة فيرارا شمال شرقي إيطاليا، مما زاد من قلق نحو 4 آلاف ناج من الزلزال القوي. ووقعت كافة الهزات الارتدادية في مناطق ميراندولا وسان فيليتشي وفينالي إيميليا، الأكثر تضررا من الهزة التي حدثت الأحد وأوقعت 6 قتلى و50 جريحا وتسببت في أضرار جسيمة في التراث الغني لهذه المنطقة. وأمضى مئات الناجين ليلتهم في ملاجئ ومراكز رياضية واستيقظوا صباح الاثنين تحت الأمطار. وحاول كثيرون النوم في سياراتهم في مواقف المحلات الكبرى أو في ساحات عامة بعيدا عن المباني خشية انهيار جدران عليهم. وانتقل آخرون إلى مراكز استقبال مؤقتة.

وأمضى أكثر من مائة شخص ليلتهم في قاعة سانت أغوستينو الرياضية قرب فيرارا، حيث أحضر الدفاع المدني عشرات الأسرّة والكراسي والطاولات ومولدا للكهرباء. وفي فينالي إايميليا حيث حدد مركز الهزة على بعد 36 كلم شمال بولونيا، أقيم أربعة مخيمات. وروى سيباستيانو لوكي، المسؤول في الدفاع المدني الإيطالي، لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد عملنا طوال الليل». وأضاف «يمكننا استقبال 500 شخص هنا. كثيرون لا يزالون خائفين حتى وإن لم تدمر منازلهم». وهذه حالة ماريا المتقاعدة الشقراء، إذ تقول: «لا تزال هناك هزات ارتدادية، وما زلنا خائفين، لكننا نشعر بالأمان هنا حتى وإن كنا قلقين لأن علينا البقاء في هذا المكان لفترة طويلة».

وقال ابنها ماسيميليانو: «إننا نخشى وقوع هزة أرضية جديدة». وخلال الليل، سجلت 24 هزة ارتدادية على الأقل، منها أربع لم تزد قوتها عن 3 درجات. وتساءل أحد الناجين: «كيف يمكننا النوم ولا تزال الأرض تهز تحت أقدامنا؟». فبعد هطول أمطار غزيرة مصحوبة بالرياح ليلا، تحسنت الأحوال الجوية، لكن الأمطار لا تزال تهطل على المنطقة، مما يؤثر على المباني التي تضررت جراء الهزة، خصوصا الكنائس الأكثر تأثرا بالزلزال.

ونشرت صورة برج الساعة في منطقة فينالي إيميليا الذي انشطر إلى النصف، على صدر صفحات كافة الصحف الإيطالية صباح أمس مع عنوان «الخوف والألم» أو «ليلة كابوس». والبرج الذي تضرر كثيرا انهار كليا بعد وقوع هزة ارتدادية بعد ظهر الأحد. وقال رئيس بلدية المدينة فرناندو فيريولي، بيأس: «اختفت في لحظة آلاف السنين من التاريخ». وقالت وزارة الثقافة: «إن الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي كبيرة بحسب تقديراتنا الأولية». وستبقى مدارس المنطقة مغلقة لمعاينة المباني للتحقق من سلامتها. وذكر المعهد الوطني الجيوفيزيائي أن الزلزال بقوة 6 درجات وقع على عمق 5.1 كلم.

والضحايا الست هم: أربعة عمال كانوا يعملون ليلا في مصانع، وامرأتان: واحدة تبلغ 100 سنة عثر عليها تحت أنقاض منزلها، والثانية ألمانية في الـ37 أصيبت بوعكة صحية جراء الهزة. وقرر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي تسريع عودته أمس من قمة حلف شمال الأطلسي إلى إيطاليا التي ضربها زلزال في نهاية الأسبوع وشهدت اعتداء في برينديزي (جنوب) أدى إلى مقتل تلميذة في الـ16.