«مؤسسة الأقصى»: الاحتلال يزيف التاريخ والجغرافيا والآثار ويهوّد المدينة

مواجهات واعتقالات في القدس.. ووضع قبور يهودية «وهمية» في محيط الأقصى

TT

واصل المستوطنون الإسرائيليون، أمس، محاولة اقتحام المسجد الأقصى، بعد يوم متوتر في المدينة، احتل فيه عشرات الآلاف منهم شوارعها، احتفالا بذكرى احتلال الجزء الشرقي منها وضمه للغربي.

وقال شهود عيان إن مستوطنين تسللوا بين مجموعات سياحية أجنبية من باب المغاربة، الممنوع على العرب، ودخلوا إلى ساحات الأقصى، بينما كان نحو 80 جنديا إسرائيليا يقتحمون بشكل مفاجئ ساحات المسجد، لإجراء تدريبات كما يبدو أو للبحث عن مطلوبين.

وكانت الشرطة الإسرائيلية شنت حملة اعتقالات في صفوف شبان صغار في القدس بحجة رشقهم مستوطنين وقوات الشرطة، أول من أمس، بالحجارة، واستمرت هذه الاعتقالات أمس، بعدما تجددت الاشتباكات ليلة الأحد حتى وقت متأخر بين الشبان ومستوطنين وقوات الشرطة. وتحولت شوارع القدس إلى ساحات للمطاردة الساخنة، إذ أخذ الشبان يلاحقون مستوطنين في المدينة، بينما راح الجيش يلاحق الفتية من شارع إلى شارع.

وعادة ما تشهد القدس مواجهات عنيفة بين الفينة والأخرى بين شبان وقوات الشرطة، بسبب محاولة مستوطنين اقتحام الأقصى أو الاستيلاء على منازل في المدينة.

وأكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية في القدس، بدأ في زرع آلاف القبور اليهودية الوهمية حول المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، على مساحة تقدر بنحو 300 دونم، من جبل الزيتون شرق المسجد الأقصى، مرورا بوادي سلوان جنوبا، وحتى وادي الربابة جنوب غربي المسجد، تنفيذا لقرارات حكومية إسرائيلية، بادعاء الترميم والصيانة والاستصلاح والاستحداث والمسح الهندسي والإحصاء.

وقالت المؤسسة في بيان، إن أذرع الاحتلال المختلفة، من ضمنها جمعية «إلعاد» الاستيطانية وسلطة الطبيعة والحدائق، كثفت من زراعة هذه القبور، في محاولة لـ«تهويد كامل محيط المسجد الأقصى والقدس القديمة، والسيطرة الكاملة على كل الأرض الوقفية والفلسطينية، وتحويلها إلى مقابر ومستوطنات وحدائق توراتية وقومية ومنشآت يهودية».

وأوضحت المؤسسة أن «أماكن دفن اليهود في قسم من الأرض الوقفية الإسلامية أجّر لليهود لدفن موتاهم، وهي بمساحة أقل بكثير مما يدعيه الاحتلال الإسرائيلي، وقد حكرت هذه المساحة القليلة في فترة الدولة العثمانية، من قبل السماحة الإسلامية - في تحكير طويل الأمد، انتهى في عام 1968 ولم يجدد بسبب واقع الاحتلال الإسرائيلي. وفي فترة الحكم الأردني للقدس الشرقية، تمت المحافظة على القبور اليهودية، لكن الاحتلال بعد عام 1967، قام بالاستيلاء على عشرات الدونمات الإضافية من الأراضي الوقفية والفلسطينية وتحويلها إلى مقابر ومدافن يهودية حديثة وأخرى مستحدثة لم تكن من قبل ولم تكن تحوي شواهد أو بقايا عظام موتى».

وأضافت «الاحتلال يقوم بعمليات تزييف كبيرة للجغرافيا والتاريخ والآثار والمسميات في سبيل شرعنة القبور اليهودية الوهمية واصطناع منطقة يهودية مقدسة» من خلال «زراعة آلاف القبور اليهودية الوهمية، في وقت يقوم فيه الاحتلال وأذرعه بمنع أي أعمال صيانة أو ترميم لمئات القبور الإسلامية التاريخية في القدس، بل يقوم بهدم وجرف المئات منها كما حدث مؤخرا في مقبرة (مأمن الله) الإسلامية التاريخية في القدس».

وقال عبد المجيد محمد، المسؤول عن ملف المقدسات في المؤسسة: «ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية هو فرض أمر واقع، للسيطرة على الأراضي الفلسطينية والوقفية في هذه المواقع، إنها تقوم بزراعة ثلاثة آلاف قبر يهودي وهمي، وبالمقابل تقوم بجرف خمسمائة قبر إسلامي تاريخي في مقبرة (مأمن الله) الإسلامية التاريخية».

وأوضح «على مرأى من أعين الناس، تجرف المساحات الواسعة ليبحثوا عن القبور، ولا يجدون أي قبر، ولا يجدون أي حجارة، المقابر شبه خالية من أي حجر، إنما يأتون بحجارة من الخارج ويزرعونها في داخل تربة لا يوجد فيها عظام أو شواهد قبور».