الجزائر: انطلاق أشغال «الجامع الكبير» بتكلفة مليار يورو

المشروع يراهن عليه بوتفليقة كأكبر إنجاز في ولايته الثالثة

TT

تترقب السلطات الجزائرية انتهاء أشغال «الجامع الكبير» نهاية 2015، وهو مشروع يراهن عليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كأكبر إنجاز في ولايته الثالثة (2009 - 2014). وانطلقت، أول من أمس، أشغال إنجاز البناية المعمارية، التي ستكلف الدولة مليار يورو.

وتستغرق مدة الأشغال، حسب الدراسات، 42 شهرا. ومن المنتظر أن يُستحدث 17 ألف منصب شغل، يعود نحو نصفها للأجانب. ويشرف على الأشغال شركة صينية مملوكة للدولة.

وحضر انطلاق أشغال «الجامع الكبير» الواقع بالضاحية الشرقية للعاصمة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، والسفير الصيني لدى الجزائر ليو يوهي، ومدير عام «الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر» محمد علوي، والمدير الفرعي للشركة الصينية المكلفة الأشغال.

وتلقى الوزير غلام الله شرحا مفصلا حول المشروع من خلال عرض مخططه المعماري، الذي يشتمل على مختلف الجوانب الهندسية والهيكلية والجمالية للمشروع.

وصرح غلام الله للصحافة بأن ما وصفه «الصرح العظيم، يعد بمثابة وضع لبنة جديدة لعلاقة الصداقة الجزائرية - الصينية». وذكّر بأن الحكومة «تولي أهمية خاصة لاحترام آجال الأشغال».

وجاءت الانطلاقة الفعلية لإنجاز المشروع، حسب المدير العام للوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر، بعد أن تم التوقيع على عقد الإنجاز وتسليم الأمر بالخدمة للشركة الصينية العمومية لهندسة البناء «تشاينا ستايت كونستراكشن».

ويضم المشروع 12 بناية منفصلة، تتربع على موقع يمتد لنحو 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تفوق 400 ألف متر مربع.

وسيحوي «جامع الجزائر»، الذي سيبنى وفق نظام مضاد للزلازل، قاعة للصلاة مساحتها هكتاران وتتسع لـ120 ألف مصلّ استمد تصميمها من أشكال قاعات الصلاة بمساجد المغرب العربي المرفوعة على أعمدة.

وعرض المجسم الخاص بالمسجد، على الرئيس بوتفليقة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأبلغه مصممو المشروع بأن قاعة صلاة المسجد ستكون مزينة بالرخام والحجر الطبيعي، وبقبة كبيرة ذات جدارين يحتويان على فتحات تسمح بمرور ضوء الشمس إلى القاعة في النهار، ونور القمر ليلا.

ويتضمن الجامع أيضا دارا للقرآن لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج، زيادة على مركز ثقافي إسلامي. أما المكتبة التي تضم نحو ألفي مقعد فقد صممت لاستيعاب مليون كتاب. وتعد قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق، قلب المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزين، والتجهيزات المكتبية المصنوعة خصيصا لعرض الكتب والوسائل المسموعة والمرئية.

وترتفع منارة الجامع إلى 300 متر، وهي مصممة وفق توازن في التناسب بين الأبعاد مع احترام مقاييس المنارات التقليدية المغاربية. وقد روعي في تصميمها الاستعمال الرمزي للرقم 5 نسبة لأركان الإسلام الخمسة. وتتوفر منارة الجامع، التي تضم متحفا للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية والعلمية، على مصعدين يمكنان الزوار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة وضواحيها على مدار 360 درجة.

ويتوفر الجامع أيضا على حظيرة للسيارات تتسع 6 آلاف مكان، مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي والجزء الغربي من حديقة الجامع. وأسندت دراسة المشروع إلى المجموعة الألمانية «أنجل وزيمرمان» و«كرابس وكييفر» إنترناشيونال جي إم بي إتش»، و«كرابس وكييفر وبرتنار إنترناشيونال»، مطلع 2008، بعد فوزها بالمسابقة الهندسية الوطنية والدولية لإنجاز جامع الجزائر. وتنافس 16 مكتبا آخر على المشروع من 16 دولة، بينها السعودية ومصر ولبنان وتونس و6 بلدان من الاتحاد الأوروبي.