«جبهة النصرة» تعلن مسؤوليتها عن عملية دير الزور وتتوعد بمزيد من الهجمات

خبراء إسلاميون يتحدثون عن طرف دخيل ويتهمون النظام بارتكاب كل التفجيرات

الجنرال موود أثناء حديثه إلى الصحافيين في دمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

تبنت «جبهة النصرة لأهل الشام» الإسلامية الانفجار الذي وقع في دير الزور يوم السبت الماضي، وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص. وهي المرة الثانية التي تتبنى فيها الجبهة تفجيرات تقع في سوريا بعد تبنيها مطلع الشهر الحالي تفجيرات دمشق وحلب، ثم نفيها ذلك بعد يومين وتأكيدها أن البيان الصادر في وقت سابق مفبرك.

وبالأمس تم تعميم بيان صادر عن الجبهة، يستخدم أسلوب الحركات الإسلامية المتشددة، حمل الرقم «تسعة» وتم تناقله سريعا على شبكة الإنترنت وبعض المواقع الإسلامية، وأفاد بأن «جنود (جبهة النصرة) في المنطقة الشرقية - دير الزور شنوا هجوما على المنطقة الأمنية التي تضم فرعي الأمن العسكري وفرع المخابرات الجوية يوم السبت الماضي»، موضحا أن «استشهاديا» انطلق «بسيارته المفخخة، ليقتل من قتل وليخلع قلوب من بقي من ناج أو جريح، وليضع هذا النظام الفوضوي في متاهة لا يعرف رأسه من ذنبه فيها».

وإذ أكد البيان أن العملية لم تسفر عن إصابة أحد من المدنيين، مضيفا «هو أمر تحرص عليه (جبهة النصرة) ما أمكنها»، توعد بأن «جبهة النصرة» ستواصل عملياتها «حتى تطهير أرض الشام من رجس النصيريين (العلويين) وتريح أهل السنة من ظلمهم».

يذكر أنه لم يتم التطرق لهذا البيان على الصفحة الخاصة بالجبهة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إذ اكتفى القيمون على الصفحة بكتابة: «لقد تمادى نظام البعث حتى أجبرنا على أن ندافع عن أنفسنا بالسيف قبل الكلام».

وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) ذكرت أن انفجارا «انتحاريا» وقع أمام مبنى مؤسسة الإنشاءات العسكرية في دير الزور السبت، مما أدى إلى مقتل «تسعة من المدنيين وحراس المبنى وإصابة العشرات بعضهم جروحه خطيرة».

وكانت «جبهة النصرة» تبنت في أشرطة فيديو وبيانات منشورة على مواقع إلكترونية أصولية عمليات تفجير في دمشق وحلب، أبرزها انفجاران استهدفا في 17 مارس (آذار) مركزين أمنيين في دمشق وتسببا بمقتل 27 شخصا بحسب السلطات، وانفجار في 6 يناير (كانون الثاني) في دمشق أدى إلى مقتل 26 شخصا، وانفجار في حي الميدان في دمشق في 27 أبريل (نيسان) أودى بحياة أحد عشر شخصا، بالإضافة إلى تفجيرين في حلب في 12 فبراير (شباط) قتل فيهما 28 شخصا. وفي 15 مايو (أيار)، نفت هذه المجموعة أن تكون تبنت الهجوم المزدوج الذي هز دمشق في 10 مايو مسفرا عن مقتل 55 شخصا، وذلك بعدما صدر بيان باسمها تبنى العملية.

وبالتزامن مع إعلان «جبهة النصرة»، بثت «الإخبارية السورية» كما وكالة الأنباء الرسمية «سانا» ما قالت إنها «اعترافات لإرهابيين تونسيين أقروا بأنهم استقدموا إلى سوريا عبر تركيا بناء على دعوات تكفيرية، بالتنسيق بين ميليشيات ما يسمى (الجيش الحر) وتنظيم القاعدة، وبتلقيهم تدريبات في ليبيا وغيرها».

ورد الداعية الإسلامي والخبير بالحركات الإسلامية عمر بكري التناقض الحاصل ببيانات «جبهة النصرة» لـ«طرف دخيل تابع للنظام السوري يسعى لتعميم فزاعة (القاعدة)، بينما الكل يعلم أن نظام الأسد هو من يقوم بهذه التفجيرات»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من أنه تم تزكية (جبهة النصرة) من قبل عدد من المشايخ ومن بعض المنتديات الجهادية، لكن عدم إعلان زعيم (القاعدة) أيمن الظواهري رسميا وعلنا أن الجبهة تتبع لـ(القاعدة) يعني أنه لا علاقة لها بها وبأنها تعمل بشكل منفرد»، مشددا على أن لـ«القاعدة» ما يكفي من الجرأة لإعلان تبنيها عمليات مماثلة في الداخل السوري أو غيره.

وإذ أوضح بكري أنه لا شك أن بعض العناصر الإسلامية التابعة لـ«القاعدة» أو غيرها قد دخلت لنصرة أهل السنة في سوريا، شدد على أن أعداد هؤلاء لا تذكر مقارنة بأعداد الجيش السوري وبمن يدخل لمساندته، مجددا التأكيد على أن كل التفجيرات التي تشهدها سوريا حاليا صنيعة النظام الذي يضع المطلوبين في السيارات ويفجرها متحدثا عن عمليات انتحارية.