«شاكر البرجاوي» يعود إلى مسرح الأحداث اللبنانية عبر «الطريق الجديدة»

رئيس «الاتحاد العربي» الذي وصفوه بـ«المغامر» وعرف بـ«علاقاته الغامضة»

TT

الاشتباكات المسلحة التي عاشتها منطقة الطريق الجديدة في بيروت ليل الأحد الماضي، وأدت إلى سقوط قتيلين وعشرة جرحى، أعادت رئيس حزب «الاتحاد العربي»، شاكر البرجاوي، إلى مسرح الأحداث في بيروت، لا سيما بعد أن كان هو ومسلحوه طرفا في هذه الاشتباكات التي خرج منها خاسرا بإحراق مكتبه الحزبي، وإنقاذه مع عناصره من المنطقة التي تدين بالولاء لتيار «المستقبل» بما يشبه عملية «كوماندوز» لم يعرف حتى الآن من تولاها، والتي لولاها لكان مصير هذا الرجل في خطر كبير، ولربما وضعت هذه الحادثة حدا لحياة «الرجل الغامض» التي حفلت بالأحداث.

تعددت أوصاف البرجاوي، فثمة من يصفه بـ«المغامر»، وهناك من يعرفه بـ«الغامض» والبعض الآخر يعرفه بأنه «متقلب» نظرا للتبدل الذي طرأ على خياراته وولاءاته منذ أن انخرط في الحياة الحزبية أو «النضالية» كما يصف نفسه. كان أغلبية الذين يعرفون شاكر البرجاوي عن قرب، تتقاطع معلوماتهم على تفاصيل مسيرته، بدءا من انخراطه في«حزب البعث العراقي»، وتوليه مسؤولية «منظمة كفاح الطلبة» في هذا الحزب في أواخر سبعينات القرن الماضي حتى الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، قبل أن يصاب إصابة خطرة في قصف الطيران الإسرائيلي للمدينة الرياضية في بيروت، لينتقل بعد شفائه إلى العراق ويقاتل مع الجيش العراقي في حربه مع إيران.

بعد عودته من العراق، كان الخلاف بدأ بين النظامين السوري والعراقي، فبات البرجاوي أو (أبو بكر) ملاحقا من قبل السوريين الذين بدأ نفوذهم يمتد على كامل ما كان يعرف بمنطقة بيروت الغربية، فما كان منه إلا أن احتمى بتنظيم «المرابطون»، إلى أن حصلت «انتفاضة 6 شباط» في عام 1984 التي أخرجت فيها «الحركة الوطنية» الجيش اللبناني من بيروت، ليقع بعدها في يد السوريين الذين اعتقلوه وسجنوه فترة ليست بقصيرة.

ويقول عارفو البرجاوي إنه «بعد الإفراج عنه، عاد ليرتب علاقته بالسوريين، وينسج علاقات جيدة مع الأحزاب اللبنانية الموالية لسوريا، وعندما عاد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري إلى لبنان وترأس أول حكومة له، حاول التقرب من تياره السياسي (قبل أن يطلق عليه اسم تيار المستقبل)، لكن قيادات هذا التيار كانت حذرة منه، بسبب علاقاته المعقدة والغامضة، وتردده على ضباط المخابرات السورية في لبنان ومنهم غازي كنعان.

بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005 وانسحاب القوات السورية من لبنان، تردد أن البرجاوي لم يقطع علاقته بالمخابرات السورية، لكنه كان معروفا بتعصبه السني، ورغم أنه يؤيد حزب الله في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي وسياسته الاستراتيجية بالنظر إلى أنه قومي عربي، فإنه كان يعارض اجتياح الحزب وحلفائه لبيروت في السابع من مايو (أيار) 2008. ويؤكد مطلعون على مسببات الهجوم على مكتبه، أن «البرجاوي كان يعد لتنظيم مهرجان شعبي في منطقة الطريق الجديدة في 25 الشهر الحالي، دعما لسوريا (النظام السوري) وهو ما أثار غضب الأهالي ومؤيدي تيار (المستقبل)، وأن الإشكال الذي كان متوقعا الجمعة عند حصول المهرجان، جاء حادث مقتل الشيخين في عكار ليعجل بهذا الإشكال ويجرج البرجاوي من الطريق الجديدة».