اليمن: التهديدات الأمنية تجبر السلطات على تغيير مكان الاحتفال بذكرى الوحدة

هادي يؤكد استمرار الحرب على الإرهاب.. وبدء التحقيقات في تفجير «ميدان السبعين»

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى حضوره عرضا عسكريا في كلية الطيران في صنعاء أمس بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية (أ.ف.ب)
TT

تواصل السلطات اليمنية التحقيق في حادث التفجير الانتحاري الذي وقع، أول من أمس، في ميدان السبعين في صنعاء وأدى إلى مقتل العشرات من ضباط وجنود القوات المسلحة والأمن، في وقت احتفل اليمن بذكرى قيام الوحدة اليمنية في ظل إجراءات أمنية مشددة.

وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن فريقا متخصصا بدأ التحقيق في الحادث، في الوقت الذي نقلت طائرة عسكرية فرنسية 5 من جرحى التفجير الانتحاري إلى مستشفى عسكري في إحدى القواعد العسكرية الفرنسية في جيبوتي، وقالت السفارة الفرنسية في صنعاء، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن عملية نقل المصابين الخمسة تمت في ضوء طلب عاجل من السلطات اليمنية لعلاج الجرحى بإصابات خطيرة وإن طائرة عسكرية خاصة من نوع «سي 160» قامت بنقلهم، وأضافت: «حدد الأطباء العسكريون الفرنسيون والمستشار الفرنسي الطبي الإقليمي المختص باليمن الجرحى الذين يصعب علاجهم في اليمن، وتم نقلهم إلى جيبوتي. وفي هذا الصباح (أمس) تم إدخال الجرحى إلى المستشفى العسكري».

وشهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، حفلا خطابيا وعرضا عسكريا بمناسبة ذكرى قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو (أيار) عام 1990، وذلك لأول مرة منذ تنصيبه رئيسا لليمن عقب انتخابه في 21 من فبراير (شباط) الماضي، وأقيم الاحتفال والعرض العسكري في «ساحة العروض» داخل كلية الطيران المجاورة لمنزل الرئيس هادي، بعد أن أجبرت التهديدات الأمنية التي فرضها حادث التفجير الانتحاري الذي استهدف السرايا العسكرية التي كانت تشارك في «بروفات» العرض العسكري في «ميدان السعبين» بجنوب العاصمة صنعاء، المنظمين على نقل مكان الاحتفال الذي أقيم في ظل إجراءات أمنية غاية في التشديد.

وشاركت سرايا عسكرية من مختلف وحدات القوات المسلحة والأمن اليمنية في العرض العسكري بعد أن كانت هذه الوحدات العسكرية متناحرة العام الماضي وخاضت مواجهات مسلحة ضد بعضها البعض، بعد أن أيدت بعض القوات العسكرية الثورة المطالبة بالإطاحة بالنظام، فيما وقفت قوات أخرى إلى صف النظام السابق.

وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي وجه، مساء أول من أمس، خطابا للشعب اليمني بمناسبة ذكرى الوحدة، أكد أن «الحرب على الإرهاب سوف تستمر حتى يتم استئصاله والقضاء عليه نهائيا مهما كانت التضحيات»، وأشار إلى أن اليمن كان على «حافة الحرب الأهلية الشاملة التي لم تكن تهدد أمن واستقرار ووحدة الوطن فقط ولكن أمن واستقرار المنطقة بأكملها، وقد جاءت المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية كحل سياسي جنب اليمن المصير الكارثي الذي كان يلوح في الأفق وقدم اليمنيون نموذجا مميزا وفريدا في الانتقال السلمي للسلطة وبأقل الخسائر».

وأكد الرئيس اليمني أن «الاستحقاق القادم الذي يجب أن تتكاتف جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لإنجاحه هو مؤتمر الحوار الوطني الذي يمثل جزءا من استحقاقات تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ويوجب على الجميع الدخول فيه بقلوب مفتوحة وأذهان صافية لتشخيص المشاكل تشخيصا دقيقا حتى نستطيع أن نضع الحلول الناجعة لأن التشخيص الخاطئ قد يقود إلى حلول خاطئة تحول دون إنجاز التغيير الذي ننشده جميعا».

وفي السياق ذاته دعا تحالف قبلي الرئيس هادي إلى ضرورة الحوار مع أنصار الشريعة على قاعدة انسحابهم من المدن التي دخلوها وتسليم المختطفين لديهم. وقال بيان صادر عن تحالف قبائل مأرب والجوف وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «ندعو الأخ رئيس الجمهورية والقيادة السياسية إلى القيام بعمل إنساني بعيدا عن لغة السياسة والمناكفات من أجل وقف نزيف الدم وحماية الوطن من الانزلاق في حرب مفتوحة بين الجيش وقبائل أبين من جهة ومسلحي ما يسمى أنصار الشريعة من جهة أخرى من خلال بحث إمكانية مبادرة لوقف إطلاق النار مدة معينة إذا التزم مسلحو ما يسمى أنصار الشريعة بمغادرة المناطق التي يسيطرون عليها في أبين أو أي منطقة أخرى يفرضون عليها سيطرتهم فيما سموها إمارات تتبعهم لإعادتها إلى سيطرة الدولة، وأن يفرجوا عما بحوزتهم من أسرى من أبناء الجيش والأمن وقبائل أبين والمخطوفين لديهم وتحديدا نائب القنصل السعودي في عدن والمدرسة السويسرية».

على صعيد آخر، عثر مواطنون في منطقة العشاش في جنوب العاصمة صنعاء على جثة شرطي إسباني يعمل حارسا في السفارة الإسبانية في باليمن، ويدعى الشرطي أنتونيو ثيخودو، وقد اختفى منذ الخميس الماضي، وسبق للسفارة أن أبلغت عن اختفائه، وبحسب مصادر أمنية يمنية، فإن التحقيقات الأولية وعملية فحص الجثة لم تشر إلى أنه تعرض لأي عنف أو كدمات أو ما شابه، ورجحت جهات التحقيق أن يكون أقدم على الانتحار.