مصر على موعد مع رئيس جديد اليوم

51 مليون ناخب يدلون بأصواتهم على مدار يومين.. واللجنة تعلق نتائج المنتخبين في السعودية

صور للمرشحين البارزين في انتخابات الرئاسة المصرية (من أعلى اليمين) حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي ثم أحمد شفيق وخالد علي وعمرو موسى (إ.ب.أ)
TT

توقفت حافلات الجند على جانب الطرقات الرئيسية في القاهرة أمس، في طريقها لتسلم لجان الانتخابات الرئاسية، التي من المقرر أن يقترع فيها نحو 51 مليون مصري اليوم (الأربعاء)، في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) من العام الماضي.

وظهر الجنود في عدتهم كاملة استعدادا للحدث التاريخي، حيث تتولى قوات الجيش بمساعدة عناصر الشرطة تأمين ثاني انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد يتم إجراؤها بنظام الاقتراع السري المباشر، حيث جرت أول انتخابات وفق هذا النظام في عام 2005، وفاز بها مبارك. لكن الكثيرين يعتقدون أن انتخابات اليوم هي أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر. وتأمل القوى السياسية أن تكون هذه المهمة هي الأخيرة للجيش قبل العودة لثكناته التي غادرها بقرار من مبارك مساء يوم 28 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي.

ومن بين 13 مرشحا رسميا في الانتخابات، بدا أن خمسة منهم سيخوضون صراعا جديا، حيث أظهرت استطلاعات الرأي ونتائج تصويت المصريين في الخارج أن المنافسة الانتخابية ستنحصر في كل من القيادي الإخواني السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ومرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، والقيادي الناصري حمدين صباحي، وعمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.

ورغم الضرر الذي لحق بصورة الجيش طوال عام ونصف العام منذ تسلمه سلطة الحكم في البلاد في فبراير 2011، حيث يرى نشطاء أن الجيش قمع مظاهرات واعتصامات سلمية، يعتقد مراقبون أن تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب في اقتراع نزيه من شأنه أن يرمم ما شاب صورة المؤسسة العسكرية المصرية طوال الفترة الماضية.

ويقول أحمد عبد الوهاب، وهو ناشط في حركة شباب 6 أبريل، لـ«الشرق الأوسط» «بصرف النظر عن أي خطأ، لو أدار المجلس العسكري (الحاكم) انتخابات نزيهة أعتقد أنهم يستحقون تكريما من كل مصري».

ولا تزال الانتخابات «النزيهة» تعني لعدد كبير من المصريين، عدم نجاح الفريق أحمد شفيق المحسوب على نظام مبارك، يضيف عبد الوهاب «يعني يفوز من يفوز باستثناء شفيق، هذا لن يقبل به شباب الثورة».

وتشارك قوى سياسية رئيسية عبد الوهاب في اعتقاده، حيث صرحت قيادات بجماعة الإخوان المسلمين، وعدد من المرشحين البارزين، بأن انتصار شفيق يعني أن الانتخابات قد تم تزويرها، وهو ما اعتبره شفيق الذي يحظى بدعم من رجال أعمال وكوادر من الحزب الوطني المنحل، انقلابا على شرعية الصناديق، ومصادرة على حق الشعب في الاختيار.

من جانبه، أكد اللواء محمد العصار، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن المجلس العسكري سيعمل على إجراء الانتخابات الرئاسية بكل نزاهة وشفافية، لافتا إلى أن القوات المسلحة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وأنها ستقبل نتيجة التصويت أيا ما يكن الفائز بمنصب الرئيس، مشيرا إلى أن القوات المسلحة ستسلم السلطة إذا فاز مرشح من الجولة الأولى عقب أداء اليمين.

وطالب العصار في كلمة له أمس بالمؤتمر الصحافي الذي عقد بإدارة الشؤون المعنوية، الشعب المصري بالمشاركة في انتخاب رئيس مصر حتى يأتي معبرا عن الإرادة الحقيقية للناخبين.

وأكد العصار أن القوات المسلحة تتولى مسؤولية تأمين الانتخابات الرئاسية بمشاركة قوات الشرطة، وأنه ستتم إحالة جميع المخالفات للنيابة العامة فورا.

وفي محاولة لدعم مشاركة المصريين في الانتخابات، قرر الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء، أمس، منح العاملين في الدولة أحد يومي الانتخابات الرئاسية (الأربعاء والخميس) إجازة رسمية بأجر كامل.

ويتوجه نحو 51 مليون مصري إلى صناديق الاقتراع داخل 13 ألف لجنة فرعية، لاختيار رئيسهم الجديد، وتبدأ عملية الاقتراع التي تستمر لمدة يومين في تمام الساعة الثامنة صباح اليوم، وحتى الساعة الثامنة مساء، ويشرف على الانتخابات نحو 14 ألف قاض، بمعدل قاض على كل صندوق.

ولا تزال بعض المعوقات تواجه الانتخابات اليوم، على رأسها وصول القضاة المشرفين على الانتخابات إلى لجانهم الفرعية، خاصة اللجان الواقعة في المناطق النائية.

واستبعد الكثير من المراقبين إمكانية أن يحسم أي من المرشحين الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى، التي من المقرر أن تعلن نتيجتها الرسمية في 29 مايو (أيار) الحالي. وبحسب الجدول الزمني الذي أعلنته اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، يقترع المصريون في جولة الإعادة يومي 16 و17 الشهر المقبل، بينما تخطر اللجنة الرئيس الجديد للبلاد بفوزه يوم 21 من الشهر نفسه.

وفي مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، أعلن المستشار حاتم بجاتو، رئيس اللجنة العامة لانتخابات المصريين بالخارج، نتائج التصويت في 138 بعثة دبلوماسية على حدة، في انتظار حسم الموقف من أصوات المصريين في السعودية، التي قرر تعليق نتائجها في نهاية فرز أصوات المصريين بالخارج بعد طعن مندوبي المرشحين الرئاسيين عبد المنعم أبو الفتوح وخالد علي عليها، قائلين إن مخالفات شابتها.

واعتبر بجاتو أن الطعن لا يمكن تجاهله، مما دعا اللجنة إلى طلب إرسال برقية دبلوماسية في جدة والرياض، لنقل أوراق التصويت على أول طائرة بالحقيبة الدبلوماسية، للنظر في إمكانية وجود دلائل على ما قاله مندوبا المرشحين، وتأثيره على نتائج الانتخابات، مشيرا إلى أن اللجنة لا تستطيع اعتماد النتيجة، أو القطع برأي قبل فحص أوراق التصويت.

وتصدر أبو الفتوح نتائج المصريين بالخارج بإجمالي 46 ألفا و350 صوتا، وحل مرسي مرشح جماعة الإخوان ثانيا بإجمالي 39 ألفا و551 صوتا، فعمرو موسى في المركز الثالث بإجمالي 32 ألفا و34 صوتا، وفي المركز الرابع حمدين صباحي بإجمالي 28 ألفا و265 صوتا، ثم أحمد شفيق في المركز الخامس بإجمالي 18 ألفا و569 صوتا.