مقتل شخص بانفجار سيارة بالسودان في ظروف غامضة

فريق من خبراء المتفجرات إلى بورتسودان للتحقيق في الحادث

TT

في حادث انفجار سيارة بمدينة بورتسودان الساحلية شرق السودان هز أرجاء المدينة وفي ظروف غامضة، لقي شخص حتفه. وذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أمس أن سيارة «برادو» انفجرت وتوفي بداخلها فورا ناصر عوض الله أحمد سعيد (65 عاما) ويعمل تاجرا في بورتسودان، عند مدخل المدينة (675 كيلومترا من الخرطوم).

وقال اللواء السر أحمد عمر المتحدث الرسمي باسم الشرطة في تصريحات صحافية أمس إن الشرطة قامت بمعاينة مكان الحادث وباشرت الإجراءات بمشاركة المباحث المركزية والأدلة الجنائية، مشيرا إلى أنه سيتم إرسال فرق فنية من الخرطوم للمساعدة في التحقيق والتحري ومعرفة ملابسات الحادث.

ولم يذكر التقرير مزيدا من التفاصيل بشأن ما إذا كان الحادث له دوافع سياسية أم جنائية.

من جهته، قال العميد (معاش) محمد محمود دربكاتي والي ولاية البحر الأحمر بالإنابة إن فريقا من خبراء المتفجرات سيصل إلى الولاية لمعرفة أسباب انفجار السيارة صباح أمس عند مدخل مدينة بورتسودان الذي أدي إلى مقتل قائد السيارة رجل الأعمال ناصر عوض الله سعيد.

وكانت لجنة أمن ولاية البحر الأحمر قد عقدت اجتماعا طارئا أمس برئاسة دربكاتي رئيس اللجنة بالإنابة، وذلك لوضع الترتيبات الأمنية اللازمة عقب حادث انفجار السيارة الـ«برادو» صباح أمس.

وأوضح دربكاتي بعد اجتماع لجنة الأمن أنه «تم تكوين لجنة للتحقيق في الحادث برئاسة محمد عثمان عبد الله رئيس الإدارة القانونية بالولاية. هذا، وقد قام رئيس وأعضاء لجنة الأمن بزيارة لموقع الحادث ومشرحة مستشفي بورتسودان التي يوجد بها جثمان ضحية الحادث».

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حادث انفجار سيارة (برادو) الذي وقع أمس في مدينة بورتسودان مشابه لحوادث انفجار سيارات أخرى حدثت من قبل في مدينة بورتسودان دون معرفة الجهة التي أحدثت هذه الانفجارات، ولكن الصحافة الإسرائيلية أكدت أنها عمليات عسكرية إسرائيلية لمعاقبة العاملين في مجال تهريب الأسلحة إلى بعض الفصائل الفلسطينية، خاصة حماس في غزة، ولم يصدر بيان من الجيش الإسرائيلي لتأكيد هذه التسريبات الصحافية». وأضافت المصادر أنه لا يستبعد أن يكون تفجير السيارة قد تم بواسطة صاروخ إسرائيلي بادعاء مكافحة تهريب الأسلحة من السودان إلى داخل الأراضي الفلسطينية.

وأوضحت المصادر أن حادث انفجار السيارة أمس تم في ظروف غامضة، مما دفع الكثير من مواطني المدينة إلى توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل بحكم أنها سبق أن فجرت سيارة بطريقة مشابهة لحادث أمس، وأن صحفها كشفت ملابسات ذلك الحادث. ومن المقرر أن تعلن الجهات السودانية الأمنية المختصة بعد التحقيقات جانبا من حقيقة الموقف للرأي العام خلال الأيام القليلة المقبلة. ويخشى مواطنو المدينة أن يكون هذا الحادث له صلة بالهجوم الذي سبق أن شنته إسرائيل بإدعاء مكافحة تهريب الأسلحة إلى غزة.

وكانت الحكومة السودانية قد اتهمت إسرائيل بشن غارة جوية استهدفت سيارة في بورتسودان الواقعة شرق البلاد وأدت إلى سقوط قتيلين مساء الثلاثاء 5 أبريل (نيسان) من العام الماضي. وقال علي أحمد كرتي وزير الخارجية السوداني في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم آنذاك: «لدينا أدلة تشير إلى أن الهجوم شنته (إسرائيل).. نحن متأكدون بالكامل من هذا، إلا أننا لا نعرف السبب». وحول هوية القتلى، قال كرتي: «لا نعلم من كانوا، فهم مجرد مواطنين سودانيين عائدين من المطار».

وأكدت وزارة الخارجية السودانية بدورها أنها تمتلك أدلة قوية تثبت أن هجوم بورتسودان نفذته طائرتان مروحيتان (إسرائيليتان) من طراز «أباتشىA64-AH » أميركية الصنع. وأضافت الوزارة في بيان صادر عنها أن الطائرتين أطلقتا 16 صاروخا على السيارة المستهدفة.

وأوضحت الخارجية أن الطائرتين الإسرائيليتين جاءتا من جهة البحر الأحمر، مستخدمة مجال الطيران الدولي المدني قبالة مطار بورتسودان، مستخدمة تقنيات متقدمة للتشويش على الرادارات السودانية. وشددت الخارجية السودانية على أنها تمتلك أدلة مادية مقنعة تثبت تورط (إسرائيل) في هذا العدوان قائلة إن «السودان سيستخدم كل التدابير لحفظ حقوقه، وحماية أراضيه ومواطنيه».

يذكر أن أول ضربة عسكرية تعرض لها السودان كانت في 20 أغسطس (آب) 1998 حينما قصفت طائرات أميركية بصواريخ «كروز» مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم مدعية حينها أنه ينتج أسلحة كيماوية، وتحديدا غاز الأعصاب (VX) . كما ادعت أن له صلة بتنظيم القاعدة. وجاء القصف الأميركي للمصنع بُعيد هجومين تعرضت لهما السفارتان الأميركيتان في نيروبي ودار السلام، واتهمت واشنطن تنظيم القاعدة بالتخطيط لهما وتنفيذهما. من جهة أخرى، أصيب شرطي بجروح في إطلاق نار أثناء مواجهات مع لاجئين في أحد المخيمات بالسودان على الحدود مع إريتريا، كما ذكر شهود عيان. وأكد أحد العاملين الإنسانيين المحليين أن نحو 300 شخص تجمعوا أمام مكتب إدارة مخيم شقارب الذي يضم غالبية من اللاجئين الإريتريين احتجاجا على الظروف الأمنية، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس، ونددوا بعمليات خطف أخيرة طالت طالبي لجوء داخل المخيم، بحسب شاهد عيان.

وقال أحد العاملين في المجال الإنساني إن «عددا من الشرطيين طوقوهم، ثم سمعت إطلاق نار وتفرق الحشد. رأيت ضابطا في الشرطة مصابا وجنديا كان يحاول مساعدته».

وأفاد طالب لجوء كان موجودا في المكان أن حشدا كان يصرخ أمام مكتب الإدارة، وقال: «ثم سمعت إطلاق نار وحاول معظم الناس الفرار. وقرب المركز الصحي في المخيم، رأيت ضابط شرطة ينزف». ولم يكن أي من شهود العيان متأكدا من مصدر إطلاق النار.

وصرحت فيليبا كاندلر المندوبة المساعدة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في السودان أن أسباب الصدامات غير واضحة، لكنها تزامنت مع اجتماع بين اللاجئين والمفوضية العليا للاجئين والمندوب السوداني في الوكالة المكلفة شؤون المخيم.

وأكدت أنه لم يصب أي لاجئ أو موظف في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بجروح، مضيفة أن الأمم المتحدة تسعى للتأكد من المعلومة حول إصابة شرطي.

ويستضيف مخيم شقارب في شرق السودان كل شهر نحو ألفي طالب لجوء، غالبيتهم من الإريتريين الذين يهربون من الخدمة العسكرية.

وندد اللاجئون والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين مرات عديدة بالظروف الأمنية في هذا المخيم، وأكدت المفوضية العليا أنها أُبلغت عن 20 عملية خطف للاجئين على الأقل كل شهر.