أسرى «العزل الانفرادي» الفلسطينيون يؤدون الصلاة جماعة لأول مرة منذ سنين

بعد نجاح إضراب الآلاف منهم عن الطعام في السجون الإسرائيلية

ملصقات لـ3 من كبار أسرى حماس (المركز الفلسطيني للإعلام)
TT

ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الأسرى الفلسطينيين الذين عاشوا لسنوات في العزل الانفرادي، يشعرون بحجم التحول الكبير الذي طرأ على حياتهم داخل السجون الإسرائيلية في أعقاب بدء تطبيق ما جاء في الاتفاق مع مصلحة السجون الذي أنهى الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه الأسرى، لمدة 28 يوما على التوالي للمطالبة بإنهاء مأساة العزل الانفرادي وما يعرف بقانون شاليط، والسماح لأهالي أسرى القطاع بزيارة أبنائهم.

وحسب المصادر التي تستند إلى شهادات محامي الأسرى الذين زاروهم مؤخرا، فإن أهم حدث أظهر الفرق بين الحياة في زنازين انفرادية والعيش في أقسام السجن الجماعية، هو تمكن الأسرى الذين كانوا معزولين انفراديا من أداء صلاة الجمعة الأخيرة بشكل جماعي مع بقية الأسرى، وهو ما حرموا منه منذ عدة سنوات. وحسب الشهادة التي أدلى بها الأسير محمد عرمان، الذي يقضي حكما بالسجن 36 مؤبدا في السجن بعد إدانته بالمسؤولية عن قتل وجرح العشرات من الجنود والمستوطنين، للمحامي الذي التقاه أول من أمس، فإنه وبقية الأسرى يشعرون كما لو أنهم كانوا في قبر وخرجوا منه.

وبعد أن طبقت إسرائيل الاتفاق مع الأسرى قامت مصلحة السجون بنقل عرمان من زنزانته الانفرادية في سجن جبلوع شمال إسرائيل إلى سجن ريمون، حيث يعيش حاليا في أقسام السجن العادية. والتقى عرمان، الذي ينتمي إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في السجن بزملائه في التنظيم الذين لم يلتقهم منذ أن أودع السجن، وهم إبراهيم حامد، الذي تصفه إسرائيل بأنه قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية، وحسن سلامة الذي يعتبر أقدم أسرى العزل الانفرادي، الذي يمضي حكما بالسجن 48 مؤبدا بعد إدانته بالمسؤولية عن قتل وجرح العشرات من الجنود والمستوطنين انتقاما لقيام إسرائيل باغتيال المهندس يحيى عياش أواخر عام 1995، ومحمود عيسى، وجمال أبو الهيجا، وهما من أبرز قادة كتائب القسام في الضفة الغربية.

وحسب عرمان فإنه على الرغم من أن ظروف السجن تظل قاسية، فإنه لا يمكن المقارنة بين العيش لسنين في زنزانة انفرادية من دون أي إمكانية للالتقاء بالبشر والعيش في أقسام السجن العادية. وأشار إلى أن الأسير بمجرد أن يخرج من زنزانته يظل مقيدا حتى عندما يتوجه للقاء المحامي.

من ناحية ثانية، أجلت إسرائيل إخراج المهندس ضرار أبو سيسي الذي اختطفته اسرائيل من اوكرانيا، مدير محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة السابق، من عزله الانفرادي. وقال فؤاد الخفش مدير مركز «أحرار لدراسات الأسرى» إن مصلحة السجون الإسرائيلية ستسمح لأبو سيسي بالخروج من العزل في غضون الأيام القادمة.