المؤتمر القومي الثاني للمرأة الكردية ينعقد في أربيل

وسط غياب لافت لنساء كردستان إيران

الناشطة الكردية التركية ليلى زانا تلقي كلمة في المؤتمر القومي الثاني للمرأة الكردية في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

تحت شعار «التنوع وتوحيد الخطاب من أجل تحقيق الوحدة القومية»، بدأت أمس في مدينة أربيل أعمال المؤتمر القومي الثاني للمرأة الكردية بحضور مندوبات من أجزاء كردستان الأربعة، بالإضافة إلى مشاركة وفود نسوية كردية من روسيا والولايات المتحدة وكازاخستان ولبنان ودول أوروبية أخرى. وشارك في المؤتمر الذي تحولت فيه السياسية الكردية التركية الناشطة ليلى زانا إلى نجم المؤتمر، أكثر من 170 مندوبة يمثلن أجزاء كردستان الأربعة وبمقاطعة جزئية من نساء كردستان الإيرانية، وتوزعت عضوية المؤتمر، حسب آمنة ذكري المشرفة على أعمال المؤتمر، على الشكل التالي: 80 عضوا من كردستان العراق راعية المؤتمر، و48 من كردستان تركيا، و17 عضوا من كردستان إيران، و14 من كردستان سوريا، إضافة إلى 12 عضوا من دول أوروبية مختلفة.

وحول أسباب مقاطعة نساء كردستان إيران، قالت ذكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «حاولنا إلى آخر لحظة من مساء أول من أمس التفاوض مع المندوبات المدعوات للمؤتمر من أجل ثنيهن عن المقاطعة، خاصة أننا نفذنا جميع مطالبهن من حيث ضمان التمثيل الكافي لهن، بالإضافة إلى إعطائهن مقاعد في لجان إدارة جلسات المؤتمر، فقد طلبن زيادة عدد المندوبات إلى 24 فأعطيناهم 25 مقعدا، وطلبن أيضا تمثيلا في اللجان المنبثقة عن المؤتمر فلبينا الطلب أيضا، ولكن للأسف قاطعن المؤتمر من دون وجود أي سبب وجيه معلن». وحول ما إذا كان غيابهن سيؤثر على مقررات وتوصيات المؤتمر والهدف من انعقاده، خاصة أن المؤتمر يراد له أن يمثل جميع أجزاء كردستان الأربعة، قالت المشرفة على أعماله: «انسحاب عدد من المدعوات من كردستان إيران لم يؤثر على سير أعمال المؤتمر ولا على الهدف المتوخى منه، لأن هناك تمثيلا فعليا لنساء كردستان إيران عبر خمسة أحزاب سياسية أخرى وعدد من المنظمات المدنية الناشطة هناك، وقرار الانسحاب جاء من ثمانية أحزاب سياسية فقط، والمؤتمر سيستمر بأعماله رغم مقاطعتهم». وبسؤالها ما إذا كانت هناك أسباب سياسية وراء قرار المقاطعة، قالت: «لا أستطيع التأكيد على وجود قرار سياسي من عدمه، والمهم أننا نحترم خيارات هذه الأحزاب، وإن كنا نطمح إلى أن يكون لهم حضور في هذا المؤتمر لأنه مؤتمر قومي يهدف إلى توحيد الخطاب وخدمة قضية المرأة الكردية عموما بعيدا عن الصراعات السياسية».

وحول محاور المؤتمر، قالت آمنة ذكري وهي نائبة في البرلمان الكردستاني: «هناك ثلاثة محاور سيبحثها المؤتمر، الأول يتعلق برؤية المرأة الكردية للقضية الكردية في أجزاء كردستان الأربعة، وكيفية حلها في الأجزاء الثلاثة الأخرى التي لم يتمتع فيها الشعب الكردي بعد بحقوقه القومية بسبب سياسات الأنظمة القائمة هناك، والمحور الثاني يتعلق بقضية المرأة وحقوقها والمشاكل التي تعانيها في الأجزاء الأربعة، والمحور الثالث هو السعي لتشكيل مركز قومي يضم جميع الأحزاب والمنظمات والمراكز النسوية على مستوى كردستان الكبرى، من أجل توحيد الخطاب وتأكيد دعمنا للمؤتمر القومي العام الذي ينتظر انعقاده في كردستان العراق أيضا في غضون العام الحالي، فنحن كنسوة كردستان علينا أن نوحد جهودنا مع جميع القوى السياسية وقياداتها من أجل تحقيق وحدة قومية كاملة تمهد لتوحيد الخطاب الكردي العام بهدف انتزاع حقوق جميع أبناء كردستان في الأجزاء الأربعة»