منظمات أفغانية لـ «الشرق الأوسط»: إيران تتدخل في شؤون أفغانستان من الداخل وتحاول فرض سيطرتها

عبر تمويل صحف وتلفزيونات وجامعات وأحزاب

الرئيس الأفغاني حميد كرزاي (يسار)، وإلهام علييف رئيس أذربيجان، وآصف علي زرداري رئيس باكستان (يمين)، في قمة الناتو في شيكاغو أول من أمس (رويترز)
TT

أبدى عدد من المسؤولين الأفغان، ومن الناشطين في المجتمع المدني ورؤساء المنظمات، انزعاجهم من حجم التدخل الذي تقوم به إيران في شؤونهم الداخلية. وأكدوا أنها تحاول فرض سيطرتها من خلال استعمال عناصر من طالبان ومن الشيعة الأفغان، وعبر عدة وسائل، منها الصحف ومحطات التلفزة التي تمولها، وكذلك الجامعات التي لها فروع إيرانية تعمل في كابل، وقال المسؤولون الذين التقتهم «الشرق الأوسط» على هامش قمة شيكاغو، إن إيران غيرت سياساتها في الفترة الأخيرة عبر استعمال الأدوات السياسية أكثر من الميدانية التي كانت تمارسها في الماضي.

وقال أحمد نادر نادري، رئيس اللجنة العليا لحقوق الإنسان في أفغانستان، إن دول الجوار تسبب إزعاجا لأفغانستان وتعرقل سير الحكومة، خاصة باكستان وإيران اللتين تتحالفان الآن من أجل التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية.

وأكد نادري على أن إيران تقوم بالترويج لسياستها وفكرها في أفغانستان عبر عدة وسائل، أهمها الإعلام، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «في العام الماضي وضع الإيرانيون الكثير من الأموال ليطبعوا صحفا في أفغانستان يوزعها الموالون لهم من أجل نشر آرائهم». وأضاف: «كما أنهم يمولون قنوات تلفزة يسيرها أفغان في الظاهر، لكن هم من يتحكمون في آيديولوجياتها».

وشدد على أن إيران لا تعتمد على الإعلام فحسب، بل تسعى لتأسيس بنية تحتية قوية في بلاده، من خلال فتح جامعات إيرانية في العاصمة وفي مناطق أخرى داخل البلاد، وقال: «حتى بعض الجامعات هي فروع لجامعات موجودة بالأساس في كابل، مثل الجامعة الإسلامية الحرة».

كما اتهم نادري إيران بعدد من التفجيرات التي شهدتها كابل في الفترة الأخيرة، وقال: «ليس لدي دليل قاطع يمكن أن أبرهن به على تورطها، لكن البصمات الإيرانية، حسب المخابرات، موجودة في أغلب الأعمال الإرهابية التي تشهدها البلاد».

كما أشار نادري إلى أن هناك تنسيقا واضحا بين موسكو وطهران وإسلام آباد حول الشأن الإيراني، وقال: «زار مؤخرا مسؤول رفيع المستوى من الخارجية الأفغانية، لا أرغب في ذكر اسمه، إسلام آباد ثم طهران ثم موسكو، للتحاور حول مسائل أفغانية، ووجد أن المواقف في البلدان الثلاثة متشابهة إلى حد يدعو إلى اليقين أنهم متفقون سلفا على مواقفهم الخاصة بسياستهم تجاه أفغانستان».

ومن جهته قال الدكتور محمد سعيد نيازي، رئيس مركز «تطوير المجتمع المدني» في أفغانستان، إن إيران تحاول شراء الشيعة الأفغان لضمهم لصفوفها داخل أفغانستان، كما أنها تحاول مواصلة السيطرة على المقاتلين الذين كانت تدعمهم أثناء الحرب.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نرى إيران وباكستان تقومان بتحالف للقيام بأعمال ضد أميركا من أفغانستان، وهما يعملان بمبدأ عدو عدوي صديقي».

كما تحدث نيازي عن دعم إيران لطالبان، وقال: «هم يدعمونهم في عدة مجالات، ومؤخرا غيروا سياستهم، وتحاول إيران التدخل في سياستنا من خلال أحزاب تدعمها في الداخل وشخصيات في الحكومة تدفع لهم».

وأضاف: «هم يحاولون خلق أدوات سياسية مثل تنظيم المظاهرات، أو ما قام به سفيرهم منذ فترة غير بعيدة، حيث طلب من برلماننا توقيف صفقة شراكة مع الولايات المتحدة». وقال رئيس مركز «تطوير المجتمع المدني»: «حسب رأيي، الحل هو أن توقفهم حكومتنا عند حدهم، وتضع ضغوطا عليهم من أجل تغيير سلوكياتهم وليكونوا أكثر دبلوماسية».

وحول قرارات قمة شيكاغو الخاصة بوضع خطط واستراتيجيات انسحاب قوات الناتو من أفغانستان، علق نيازي بقوله: «إنهم طلبوا من الناتو ومن المجتمع الدولي أن لا يتخلى عنهم». وبأنهم محتاجون أكثر لقوات حلف الأطلسي وعلى مدى بعيد، وأكد أنهم تلقوا وعودا من الرئيس أوباما وزعماء الناتو بأنهم لن يتخلوا عنهم وسيكونون دائما موجودين لمواصلة تدريب القوات الأفغانية.