في جبل الزاوية.. الرصاصات والأمل أثمن ممتلكات الثوار

جنود وضباط سوريون منشقون يروون قصص انضمامهم إلى الجيش الحر

عناصر من الجيش الحر يحملون أسلحتهم في منطقة باب الهوا بإدلب أول من أمس (رويترز)
TT

وسط ظلال الكتلة الصخرية الضخمة التي يطلقون عليها «جبل الزاوية»، وقف فارس أبو حمزة يحصي بعناية أثمن ما لديه من ممتلكات، حيث أخرج علبة متسخة من صدريته المموهة وقام بصب محتوياتها، وهي عبارة عن 13 رصاصة قديمة، على الكتلة الخرسانية المحروقة الموجودة أمامه.

وقال: «سوف أستعملها إذا اضطررت إلى ذلك، لكن لا بد أن أكون دقيقا، ولا بد أن يكون هناك سبب قوي لإطلاق النار».

وتعتبر الرصاصة الواحدة، التي يصل ثمنها إلى 4 دولارات، أغلى من إجمالي المبلغ الذي ينفقه أبو حمزة والثوار الاثنا عشر الجالسون حوله في الأسبوع لشراء الطعام، وتزيد قيمة ثلاث رصاصات على الراتب الشهري لكثير من مقاتلي الثوار الشباب مثله ممن يعيشون الآن داخل هذه الحجرة الخرسانية المهلهلة في شمال سوريا.

وتساوي البنادق الثمينة التي فروا بها من الجيش السوري، على الأقل 4 آلاف دولار لكل بندقية منها في السوق السوداء، وقد قاموا بتعليقها على مسامير مثبتة في حائط أبيض متسخ، ويوجد صندوقان خشبيان أخضرا اللون في الركن، يحتويان على كميات إضافية من الذخيرة وثلاثة رؤوس متفجرة يتم إدخالها في قاذفات صاروخية محمولة على الأكتاف (آر بي جي).

وخطا أحد الضباط، واسمه أبو أحمد، داخل الحجرة وطلب من أحدث المنشقين انضماما إلى صفوف الثوار، وهو شاب في التاسعة عشرة من عمره يدعى عدنان من حي بابا عمرو المنكوب في حمص، أن يرينا رؤوس الـ«آر بي جي». وأوضح أبو أحمد: «الواحدة منها تساوي 1000 دولار، وهو ثمن أعلى من أبعد أحلام أي أحد هنا وأكثرها تطرفا».

والشيء الآخر الذي لا يصدق بنفس القدر بالنسبة لكثير من الرجال الذين يعيشون في هذا المركز الحدودي المؤقت، هو أنهم قد عثروا أخيرا على وسيلة لكسر القيود التي كانت تربطهم بالجيش السوري ونظام بشار الأسد المتصلب.

ويقول محمد رزاق، شاب من الثوار فر من القاعدة القريبة في يناير (كانون الثاني) الماضي وانضم إلى جماعة الثوار هذه: «لم أكن أظن في يوم من الأيام أن هذا ممكن الحدوث. لكن الثورة استمرت، وببطء وجدنا بداخلنا القوة لاتخاذ هذا القرار». وهو، على غرار نظيره عدنان، ليس من هذه المنطقة، التي تتكون من سلسلة جبلية طولها 40 كم تقع بالقرب من إدلب وتعرف باسم «جبل الزاوية». ويقول كلا الشابين، اللذان أصبحا عضوين عاملين في قوات الثوار المسماة «الجيش السوري الحر»، إنهما لم يتمكنا من الهرب من وحدتيهما سوى بعد حصولهما على إذن بالانصراف، وحتى مع ذلك، فقد كان ممنوعا عليهما زيارة قريتيهما، تحسبا لانشقاقهما عن الجيش.

لذا، فقد غادر كل من عدنان ومحمد قاعدته خلسة في برد السحر، وانطلقا يبحثان عن أقرب معقل للثوار. ويقول أبو أحمد عن عدنان، وهو يشير إلى طريق أخدودي يمتد عبر منعطف الجبل الرمادي: «لقد جاء سيرا على الأقدام من هذا الطريق منذ 19 يوما وهو ما زال يرتدي زيه العسكري. كان يحمل سلاح الخدمة الخاص به وكان مذعورا، فرحبنا به وأدخلناه إلى القاعدة».

وقد اتخذ كل هؤلاء الرجال مأوى لهم داخل منزل ريفي مهجور، تشاركهم في فنائه الخلفي بطة مشاكسة وصغارها، إلى جانب ثلاث قطط ضالة. وبالخارج، تقوم مجموعة من النساء بحرث حقل خيار مواجه للقاعدة، التي تنحدر باتجاه ضفاف أحد السدود، الذي تلمع مياهه الفضية الساكنة وسط الطقس الدافئ في نهاية فصل الربيع.

ويلعب عدنان دور المجند المستجد، حيث يقوم بأعمال الغسل والطهي وتلبية أوامر الضباط. وفي المقابل، فهو يحصل على امتيازات أكبر في مشاهدة التلفزيون.

ومن خلال نظارة معظمة عتيقة، يستطيع عدنان بالكاد أن يرى قاعدته القديمة على الطرف البعيد من البحيرة. وفي ركن آخر من البحيرة، تقع القاعدة التابعة للنظام التي قادت في شهر مارس (آذار) الماضي عملية غزو هذه القرية الصغيرة، التي تسمى اللج، وإخراج الثوار منها لفترة قصيرة. ويقول حسام شمسي، وهو مقاتل من بلدة جسر الشغور القريبة: «لقد ألقوا علينا قنبلة حارقة».

وتهب رياح البحيرة أحيانا لتحرك الرماد من الحجرة كئيبة المظهر، فيطير إلى الخارج ويكسو أوراق شجرة التوت القريبة. وفي الحجرة الأمامية من منزل متواضع أعلى التل، يصف رجل من الأهالي، يدعى أبو خالد، كيف جاء الجيش واعتقل ابنه في ذلك اليوم من شهر مارس، ثم أطلقوا عليه النار في صدغه داخل أحد الأزقة المهجورة القريبة.

وقال الكهل بعينين دامعتين: «كل ذلك لمجرد أنه شاب وخوفا من أن يجنده الثوار».

وهذه الذكريات ليست الشاهد الوحيد على بطش النظام، فحينما انتهى الجنود من القاعدة، انتقلوا إلى الجانب الآخر من الطريق حيث منزل أبو أحمد ومتجره، ثم قاموا بتفجيرهما وإجبار أسرته على الفرار إلى الهضبة التي تعلو قرية اللج.

وخلال 16 شهرا من الثورة، أصبحت هذه المساحة الشاسعة من الأرض المرتفعة واحدة من أربعة مراكز رئيسية للثورة على مستوى البلاد - أما في نظر النظام في دمشق، فهي مرتع لميليشيات الإسلاميين ومركز للتمرد يتمتع بدعم أجنبي ويريد إسقاط بشار الأسد وإضعاف حليفته الرئيسية إيران.

وقد احتشد المنشقون من شمال البلاد المضطرب هنا، وهم يستغلون من حين لآخر ذلك الغطاء الذي توفره لهم الوديان الصخرية والقرى المؤيدة لهم من أجل شن هجمات موسعة وقوية ضد وحدات الجيش.

لكن الثأر منهم لا يتأخر كثيرا، فمواقع النظام تملأ الآفاق، ويمكن أن تظهر الدبابات من أي مكان - من وراء بساتين التفاح أو الخوخ المورقة، أو من البلدات الموالية التي ما زالت تتعرض للقصف في أرجاء الهضبة الواسعة - وتتكرر باستمرار الغارات الدموية على مناطق الثوار، وتكثر الاعتقالات لمن يجرؤون على مواجهة إحدى نقاط التفتيش التابعة للنظام.

ويقول أبو أحمد إنه فقد أعدادا كبيرة من الرجال في الكمائن والاعتقالات. وقد عاد أبو أحمد، الذي كان رجل أعمال يعيش في السعودية حتى اندلعت الثورة، ليتولى دورا قياديا في قوة حرب العصابات الوليدة، وهو يحمل حاليا رتبة مقدم، ضمن خمسة تقريبا يحملون رتبة كبيرة كهذه في القرى الاثنتي عشرة أو نحوها الواقعة ما بين هنا ومدينة إدلب المطوقة، التي استعادتها قوات الموالاة في شهر مارس الماضي.

ويقول أبو أحمد عن أعدائه: «إنهم وحشيون وأشرار، ولن يتوقفوا أبدا عن القتل والكذب. نحن بالنسبة لهم ولمن يدعمونهم على نحو أعمى ننتمي إلى الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون هم تنظيم القاعدة. وكلا هذين الادعاءين كذب وخداع».

وفي هذه القاعدة وكل القواعد الأخرى التي زارتها صحيفة «غارديان» على مدار خمسة أيام في سوريا، كان هناك جهاز تلفزيون يعمل في الخلفية، وكانت كل مجموعة من المضيفين تصر على مشاهدة قنوات التلفزيون الرسمي السوري، ثم الانتقال إلى المحطات التلفزيونية العربية والمؤيدة للثوار.

وكان التلفزيون الحكومي لا يكف عن الحديث عن تدخل تنظيم القاعدة، وهي حجة أساسية من الحجج التي يتذرع بها النظام من أجل البقاء في السلطة، حيث إن حشد التأييد للقمع الذي تمارسه الدولة يكون أسهل حينما يؤمن الشعب بأنه ضروري للتصدي لمخطط «إرهابي» جهادي عالمي ضد دولة قومية عربية علمانية.

ويقول أبو حمزة عن التغطية الإعلامية الحكومية: «إنهم يتحدثون دوما عن تنظيم القاعدة، ولا يتورعون عن فعل أي شيء يجعلنا نبدو في صورة شياطين، في حين أنهم يعلمون جيدا جدا أن (الجيش السوري الحر) ليس أكثر من مجموعة من الرجال الذين رأوا النور. هل رأيت ادعاءهم بأن هناك 3 آلاف من العرب الأجانب يقاتلون هنا إلى جانبنا؟ لا يوجد أحد منهم».

وتشعر جماعات الثوار في أنحاء جبل الزاوية بأن رواية النظام عن وجود جماعات مدعومة من تنظيم القاعدة هي التي تقود التمرد قد بدأت تسود، وعلى وجه الخصوص في العقلية الغربية.

ويبدي الثوار انزعاجهم من هذا الادعاء وما قد يسفر عنه. وعلى الرغم من وصول المقاتلين الأجانب والأسلحة من ليبيا وتونس إلى معقل الثوار غرب سوريا بالقرب من حمص، لا يزال الثوار في المناطق المحيطة بإدلب يصرون على أنهم لم تصلهم أي من إمدادات السلاح أو الرجال.

ويقول العقيد أبو حازم: «إنهم يعلمون أنهم ليسوا موضع ترحيب، ولذا لم يحاولوا الوصول إلى هنا. أنت بحاجة إلى فهم هذا المجتمع لتعرف أنه من المستحيل بالنسبة لمجموعات مثل هذه الحضور إلى هذه المناطق. فسرعان ما سيعلم الجميع، لأنهم سيكونون بحاجة لمن يستقبلهم داخل سوريا، وليس هناك سبيل غير ذلك.

ربما يكون ذلك صعبا في دير الزور (منطقة شرق سوريا تجاور محافظة الأنبار العراقية)، لأن أفراد قبيلة الدليمي يعيشون في كلا الجانبين في سوريا والعراق، وربما يعبر بعض الرجال من الأردن إلى درعا السورية، لكنك إن تجولت في أي مكان تشاء هنا لن تجد أيا ممن يطلق عليه مقاتلو (القاعدة)».

كان الطريق إلى بقية المناطق المحيطة بجبل الزاوية حول حافة السد، يتشح بلون أخضر لامع بعد تشربها بمياه الأمطار.

يمتد هذا الطريق باتجاه الهضبة مارا بعدد من القرى الصخرية الصغيرة، التي يعيش سكانها في عزلة بعيدا عن الأرض. والقليل من السيارات التي تتحرك هنا تفسح الطرق للأبقار المرقطة بالأبيض والأسود.

في هذه المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، لا يظهر العلم السوري أو اللافتات المؤيدة للأسد. ويقول دليل لـ«الجيش السوري الحر» من السكان المحليين: «إنهم معنا، لكن الجيش قد يأتي إلى هنا في أي وقت، لذا فالناس تضطر إلى الاختباء الآن».

وتمتد القرى الموالية للثوار لمسافة 30 كيلومترا أو نحو ذلك والتي تنحدر تدريجيا نحو مزارع القمح والمحاصيل على الجانب الآخر. والطريق عبر الحقول ومواقع الجيش السوري والمدن الموالية للثوار، متاهة مرتجلة من الدروب التي تسير عليها الماعز والطرق الترابية الفرعية والطرق المختصرة الموحلة عبر مزارع الزيتون وبساتين الكرز.

تلك المسارات التي يستخدمها الثوار لنقل الإمدادات الضئيلة ولإخلاء الجرحى إلى تركيا تشكل رحلة مضنية تمتد نحو 90 كيلومترا. وقالت راعية غنم على سفوح الوادي التي كستها الشمس لونا بنيا: «حماكم الله، عما قريب سيسقط الأسد، وسيسقط معه كل نظامه».

تجمعت مجموعة كبيرة من الأغنام والماعز عبر الطريق، مما تسبب في نوع من التأخير، فقد تسلقت الحيوانات الجبل من المراعي في سهول حماه الموجودة بالأسفل. يبدو الهدوء الريفي البسيط وكأنه لم يتغير لقرون. هذا المشهد الذي لا يستطيع المرء نسيانه، يختلف كل الاختلاف عن التهديد الوشيك بالعنف الذي يقع على حافة جبل قريب.

في مدينة سنجا، على بعد 20 كيلومتر أو نحو ذلك، لا يشارك الثوار والسكان المحليون نفس تفاؤل الراعية، فسأل أحدهم من أرضية غرفته: «لن يحدث شيء قبل الانتخابات الأميركية، أليس كذلك؟ والفرنسيون منشغلون في شؤونهم الداخلية، وتركيا والسعودية لن تقدما شيئا من دون أميركا، ومن ثم فإن الأمر يعود إلينا في النهاية».

كان الرجال من حوله يدخنون ويجلسون القرفصاء على الوسائد وعيونهم مغشية من سحابة النيكوتين الرمادية التي كانت تلفهم بمساعدة مروحة السقف التي تئن.

وقال أحد الرجال: «لقد رأيت ما نحن عليه، نحن نعلم أن المساعدة لن تأتي».

في منزل قريب، تعيش أم خالد، أم سورية، حالة من الحداد على ابنها الذي قتلته قوات نظام الأسد على مشارف المدينة أوائل هذا العام. وهو الفرد في عائلتها الذي تقتله قوات النظام، فقد قتل زوجها قبل 25 عاما، وتقول أم خالد: «الناس تأتي إلى هنا لزيارتنا ومواساتنا، لكن أحدا لا يقوم بشيء. لن أقبل مقتل زوجي وابني من دون مقابل، أين العالم؟». تتكرر القصة ذاتها في كل قرية، يتجمع عشرات من الرجال، غالبيتهم من المنشقين عن الجيش، لمناقشة الثورة، يتحدثون فيها عن الشهداء وعائلاتهم والمعارك الأخيرة، ويقول ملازم انشق عن الجيش في مارس: «الحياة بعد الأسد لن تكون سهلة. كنت في الزبداني عندما استولى الثوار على المدينة. كانوا يقولون لنا إن (القاعدة) هي من فعل ذلك، وكنا كلنا جميعا نعلم أن ذلك غير صحيح. اتفق الجانبان على وقف إطلاق النار ووضع بعض الثوار أسلحتهم بعدما وعدهم الضباط بألا يصيبهم سوء، لكنهم قتلوا على أيدي قوات النظام فقد تعرضوا للخيانة، وهو ما دفعني للانشقاق».

كان الموضوع الرئيس الذي يطل برأسه على كل المناقشات بين لحظة وأخرى هنا، ما ذكره محمد فيصل، منشق من حماه: «كل المنشقين في الغرفة هم من السنة».

وقال: «لا مفر من اتخاذ الثورة طبيعة طائفية، لكننا لا نريد ذلك، فهذا هو ما يريده النظام. لي أصدقاء من العلويين، ولكني لا أستطيع الحديث إليهم منذ أن انشققت عن الجيش، على الرغم من أنني ما زلت أعتقد أن بإمكاني الوثوق بهم. يجب أن أكون حذرا الآن. فهناك واد بيننا وليس هناك ما يمكننا القيام به».

تأتي الغالبية العظمى لقاعدة دعم الأسد من العلويين، الذين يسيطرون على المناصب القيادية في البلاد، ويحظون بدعم واسع من إيران التي تستخدم سوريا لتعزيز مصالحها في العالم العربي.

وفي تجمع في قرية أخرى قريبة، يقول سالم، (31 عاما)، من مدينة جسر الشغور المحاصرة القريبة من الحدود: «أنا لا أكره العلويين، إنهم يحتلون هذه المناصب لحماية أنفسهم، وهم لا يكرهوننا لأننا سنة، فهم يخشون من الانفصال عن النظام الذي يدعمهم».

يقع المنزل الثاني لعائلة سالم في ضاحية العامرية في بغداد، وعاش هناك أغلب حياته حتى ترك العراق إلى منزله الأصلي في سوريا في أواخر عام 2006. لم يكن هناك حي في العالم أخطر مما كان في العراق خلال الحرب الأهلية، ويقول سالم: «كانت القاعدة تدير الحي وكان هناك الآلاف من العرب من دول أخرى، وفي كل يوم كانت هناك جثث في الشوارع.

مع غروب الشمس على الوادي القريب من مدينة سالم ذات مساء، اتصل بي وعرض علي تناول كوب من القهوة المرة على الطريقة العراقية، وقال لي: «أنا حقا أخشى تنظيم القاعدة، فقد رأيت ما تعنيه الحياة بالنسبة لهم (في العراق) وإذا ما حضروا إلى هنا، فسوف تتغير». لا يستطيع سالم في الوقت الراهن العودة إلى جسر الشغور، وكذلك المئات من مقاتلي الثوار الآخرين ممن التقيناهم المنفيين داخل بلادهم. ويقول أبو حمزة: «هذه حربنا، لكن هل سنتمكن من إنهاء ما بدأناه؟»، نظر بوجهه إلى الأرض وقال: «إن شاء الله»، «لن يستطيع النظام الفوز لأنهم يتصرفون مثل جنكيز خان. لكن من دون السلاح سيكون الأمر صعبا».

* باتفاق خاص مع الـ«غارديان»