بوتين يعين وزراء سابقين في مناصب مهمة في الكرملين

محللون اعتبروا الخطوة «تقاسم مناصب داخل الفريق نفسه»

بوتين أثناء ترؤسه اجتماعا مع أعضاء حكومته الجديدة في الكرملين أمس، ويبدو وزير الاقتصاد أندري بيلوسوف واقفا ضمن الحضور (أ.ب)
TT

عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عددا من الوزراء السابقين في الحكومة المنتهية ولايتها في مناصب في الإدارة الرئاسية النافذة، بعدما أبقى على مقربيه في المناصب الأساسية للحكومة مثيرا بذلك شكوكا في رغبته في الإصلاح.

وغداة الإعلان عن تشكيلة الحكومة الروسية الجديدة برئاسة ديميتري ميدفيديف، حيث ظهرت وجوه جديدة لكن بقي حلفاؤه المقربون في المناصب الرئيسية، وقع بوتين مرسوما يعين عددا من الوزراء السابقين الذين لم يكلفوا بحقائب في الحكومة في مناصب عليا في أركان الدولة. وأصبح وزير الداخلية السابق رشيد نورغالييف، الذي شهدت الأشهر الأخيرة من ولايته فضيحة كبرى حول التعذيب في دوائر الشرطة، أمينا عاما مساعدا لمجلس الأمن القومي. وعين سيرغي إيفانوف، النائب السابق لرئيس الوزراء، رئيسا للإدارة الرئاسية.

كما عين بوتين في مناصب عليا في الرئاسة الوزراء السابقين إيغور ليفيتين (النقل) والفيرا نيبيولينا (التنمية الاقتصادية) وأندريه فورسينكو (التربية) وتاتيانا غوليكوفا (الصحة) وإيغور تشيغوليف (الاتصال) وإيغور تروتنيف (الموارد الطبيعية).

وقال يولي نيسنيفيتش، الأستاذ في المعهد العالي للاقتصاد «هذا ليس تشكيل فريق سياسي، بل تقاسم مناصب داخل الفريق نفسه». ومن جهته، أكد المحلل المستقل ديميتري أوريشكين أن «بوتين لا يتخلى عن جماعته أبدا. الذين بدوا أوفياء له يمكنه الاستفادة منهم. يجب أن يبقيهم تحت سيطرته، قربه، داخل النظام». وكتبت صحيفة «فيدوموستي» الاقتصادية أمس أن كل هذه التغييرات تثبت أن «القرارات الأساسية ستتخذ في الكرملين» من قبل بوتين وليس من قبل رئيس الحكومة ميدفيديف.

وبقي بوتين، رجل الاستخبارات السابق الذي عاد إلى الكرملين بعد ولايتين سابقتين من 2000 إلى 2008 تولى بعدهما رئاسة الحكومة لأربع سنوات، رجل روسيا القوي. وقد أعيد انتخابه في مارس (آذار) الماضي لهذه الولاية الرئاسية الجديدة التي مُددت لتصبح ست سنوات بموجب إصلاح دستوري، وعين ميدفيديف الذي دفعه إلى الكرملين لأربع سنوات في 2008 لأنه لا يستطيع البقاء في الرئاسة لولاية ثالثة، رئيسا للحكومة.

وأثار تبادل المناصب بين ميدفيديف وبوتين غضب المعارضة، وشكل أحد أسباب موجة الاحتجاج على النظام منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفي مواجهة هذا الاستياء حدد بوتين لولايته الجديدة أهدافا أكثر طموحا من أجل دفع روسيا إلى المراتب الأولى في الاقتصاد العالمي، وخفض اعتمادها على صادرات المحروقات.

لكن نيسنيفيتش قال إن «الحديث عن تحديث مع حكومة كهذه أمر مضحك». ومن جهته قال غليب بافلوفسكي، المستشار السابق في الكرملين، إن «الحكومة ليست لديها على ما يبدو أي استراتيجية وأي برنامج سياسي، ويبدو أنها مصابة بالخمول وستواصل العمل في الأطر الميزانية نفسها من دون تقديم أفكار جديدة».

وكتبت «فيدوموستي» أن معظم القادمين الجدد إلى الحكومة شبه مجهولين ولا يملكون أي خبرة في السياسة. وذكرت بأن «التاريخ يثبت ذلك: وحدها الحكومات التي تضم سياسيين لامعين ومعترفا بخبرتهم فرضوا إصلاحات بقوة شخصيتهم تمكنت من إنجاز معحزات اقتصادية في بلدانهم». وأضافت الصحيفة أن «المهمة باتت محددة: تجديد فريق الممثلين من دون تغيير المخرج ولا مبادئ العمل التي تعد مقدسة. لذلك سيستمر العرض نفسه».