زلزال إيطاليا: ليلة جديدة من القلق ومونتي يتفقد المتضررين

الحكومة تعتزم إعلان المنطقة «منكوبة».. وتعليق جني الضرائب من سكانها

TT

أمضى أكثر من خمسة آلاف شخص ليلتهم الثانية، ليل الاثنين/ الثلاثاء، في مراكز رياضية أو مخيمات مرتجلة بعد الزلزال الذي ضرب فجر الأحد منطقة فيرارا. وسجلت 34 هزة ارتدادية تزيد قوتها على درجتين بين الساعة الثامنة مساء والساعة الخامسة صباح أمس، وتجاوزت واحدة الثلاث درجات بحسب المعهد الجيوفيزيائي الإيطالي.

وبحسب فرق الإنقاذ لم يسجل أي انهيار كبير ليلا، ليس فقط في «المنطقة الحمراء» في فينالي إيميليا، حيث كان مركز الهزة التي كانت بقوة ست درجات ووقعت الأحد عند قرابة الرابعة صباحا وأعقبتها بعد الظهر هزة ارتدادية بقوة 5.1 درجة وتسببت في مقتل ستة أشخاص.

وأمضى كثيرون ليلتهم في السيارات في مواقف المحلات الكبرى أو في ساحات عامة بعيدا عن المباني خشية انهيار جدران عليهم. وانتقل آخرون إلى مراكز استقبال مؤقتة أو مراكز رياضة أو تحت الخيم. وقال ديميتريو اجيدي، مدير الدفاع المدني في إيميليا رومانيا، المنطقة الأكثر تضررا من الزلزال: «حتى الآن نسبة المنازل المتضررة منخفضة للغاية» في حين تقوم فرق الإطفاء والهندسة بمعاينة المنازل بانتظام. وأضاف: «نأمل أن يعود عدد كبير من الأشخاص إلى منازلهم بعد أن يكونوا اطمأنوا نفسيا»، موضحا أن الدفاع المدني أقام في جميع الحالات مخيمات يمكنها استقبال حوالي 5800 شخص.

واستقبل رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي الذي تفقد صباحا المنطقة، بصيحات استهجان من قبل نحو 10 أشخاص في منطقة سانت أغوستينو الأكثر تضررا من الزلزال. وزار مونتي هذه المنطقة تعبيرا عن تضامن الحكومة مع الأهالي.

وتعرض مونتي للانتقاد بسبب الضرائب المرتفعة في البلاد التي دخلت مرحلة انكماش منذ نهاية 2011 وفرض عليها خطة تقشف صارمة. وقالت مواطنة تقيم في هذه البلدة التي بها حوالي ستة آلاف شخص وتقع في قلب المنطقة الصناعية والزراعية الغنية التي ضربها الزلزال: «العار عليكم! ابقوا في منازلكم!». وأكد مونتي أنه يريد من خلال زيارته «أن يؤكد تضامن الحكومة مع هذه العائلات والسكان الذين عانوا نفسيا وماديا من آثار الزلزال المدمرة».

وأكد مونتي أن مجلس الوزراء الذي سينعقد في روما سيعلن هذه المنطقة منطقة منكوبة، ما سيساهم في تسريع الإجراءات الإدارية لمساعدة الأهالي وإعادة إعمارها. كما لمح إلى «إمكانية تعليق» جني الضرائب مؤقتا في المناطق المنكوبة. وأدت الهزة الأرضية إلى إلحاق أضرار بالقطاع الصناعي في هذه المنطقة قيمتها «مئات ملايين اليورو». ومساء الاثنين، أعلن الفرع المحلي لاتحاد «كونفيندوستريا» أن «الأضرار المباشرة على المؤسسات لا تقل عن مئات ملايين اليورو».

وبحسب الاتحاد لحقت أضرار كبيرة بـ200 مؤسسة في المنطقة، وسيجد ألفا موظف على الأقل أنفسهم عاطلين عن العمل في الأسابيع المقبلة. وبحسب تقديرات صحيفة «إل سولي 24 اوري» الاقتصادية، فإن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد المحلي تقدر بـ500 مليون يورو.