الأميرة للا سلمى تدعو المنتظم الدولي لجعل التصدي للسرطان أولوية عالمية

حضرت الدورة الـ65 لجمعية الصحة العالمية في جنيف بصفتها ضيفة الشرف

TT

وجهت الأميرة للا سلمى، قرينة العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيسة «جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان» وسفيرة النوايا الحسنة للمنظمة العالمية للصحة بجنيف أمس، نداء للمنتظم الدولي لجعل التصدي لداء السرطان أولوية عالمية.

وقالت الأميرة للا سلمى في كلمة أمام الدورة الخامسة والستين لجمعية الصحة العالمية بصفتها ضيفة الشرف إن «خطورة هذا الداء الوبيل تقتضي أن نجعل من التصدي له أولوية دولية على جميع المستويات؛ أولوية في مجال التحسيس والتوعية، وأولوية في مجال الوقاية، وأولوية في الكشف والتشخيص المبكر، وأولوية في الولوج إلى العلاج، وأولوية في ميدان التكوين وفي البحث العلمي».

وشددت قرينة ملك المغرب على أن ذلك لن يتأتى «إلا بالعمل الملموس على تقليص الفوارق الصارخة في مكافحة هذا الداء بين بلدان الشمال والجنوب وبين دول الجنوب في ما بينها».

وحذرت الأميرة للا سلمى من خطورة هذا الداء الذي «يشكل معضلة كارثية خاصة بدول الجنوب حيث يزداد الوضع تدهورا» مبرزة أن أعداد المصابين به تتضاعف حتما وبالتالي تتضاعف الوفيات بسببه إن لم تتم مواجهته بخطة شاملة وجماعية.

وأكدت أن «هذا الواقع المرفوض إنسانيا وأخلاقيا يسائلنا جميعا فاعلين سياسيين وصانعي الأدوية ومنظمات المجتمع المدني ويدعونا بإلحاح لتحمل مسؤولياتنا التاريخية في هذا المجال».

وأبرزت رئيسة «جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان» الحاجة الملحة لدمقرطة الوسائل الوقائية والولوج إلى العلاج من أمراض السرطان داعية إلى «بلورة وتنفيذ خطط عمل مشتركة تتضافر فيها جهود كل الفاعلين المعنيين، وفي مقدمتهم منظمة الصحة العالمية بكل أعضائها التي لا يمكنها إلا أن تنخرط بقوة في الإرادة الجماعية التي تحدونا لجعل محاربة هذه الآفة الفتاكة أسبقية عالمية».

وذكرت الأميرة المغربية، في هذا السياق بأن «نداء مراكش» الصادر عن المؤتمر الدولي حول محاربة داء السرطان في الشرق الأوسط وأفريقيا الذي احتضنته مدينة مراكش في يناير (كانون الثاني) الماضي أكد على ضرورة اعتماد مختلف أنواع الشراكة وتعزيز التعاون (جنوب – جنوب) بين الحكومات والمجتمعات المدنية في دول المنطقة إضافة إلى وضع آليات «لتجميع المشتريات من الأدوية» المضادة للسرطان وإنشاء صندوق جهوي للشرق الأوسط وأفريقيا للوقاية والعلاج من السرطان.

وأضافت الأميرة للا سلمى أن هذا النداء عزز الاقتراح «الذي قدمته خلال الاجتماع رفيع المستوى المنعقد في سبتمبر (أيلول) 2011 بخصوص إحداث صندوق دولي لمحاربة السرطان على غرار صندوق محاربة الإيدز وذلك لتجسيد التزام المجتمع الدولي بمحاربة السرطان وسعيا لإعطاء معنى ملموس للمسؤولية الجماعية التي نتقاسمها».

وقالت الأميرة للا سلمى إنه دعما لهذا المقترح، الذي جددت التأكيد عليه فإن منظمة الصحة العالمية وفقا للتوصية الواردة في «نداء مراكش» يمكنها إحداث «مرصد دولي للأدوية المضادة للسرطان» بهدف تمكين الدول من المعلومات اللازمة بشأن أسعار الأدوية وجودتها ومراكز الإنتاج المؤهلة وغيرها من المعلومات بما يفيد المرضى وذويهم ويسهل ولوجهم إلى الدواء والعلاج مضيفة أن «الخبرة الواسعة التي راكمتها منظمة الصحة العالمية بوصفها السلطة المختصة بالتسيير والتنسيق في مجال الصحة إضافة إلى الموارد المالية التي يمكن أن تتوفر للصندوق المنشود ودعمها للأبحاث العلمية وتكوين الموارد البشرية.. كلها عوامل من شأنها أن تخلق طفرة نوعية للتكفل بهذا الداء».