حزب الله يصف « المستقبل» بـ«الميليشيا المسلحة» ويدعو الدولة لإعادته لرشده

مجدلاني يرد: سلاحه غير الشرعي هو المشكلة الأساسية

TT

بعدما التزم عناصر حزب الله - تماما كنوابه وقيادييه - سياسة الصمت المطلق في اليومين الماضيين اللذين شهدا تدهور الوضع الأمني في الشمال وبيروت نتيجة مقتل الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعي، خرج الحزب أمس في حملة هجومية واسعة على تيار المستقبل واصفا إياه بـ«الميلشيا المسلحة» داعيا الدولة لإعادته إلى رشده.

بالمقابل، تحدث نواب المستقبل عن أن احتمال تجدد المناوشات في بيروت وارد، طالما أنه لا حل جذريا للموضوع الأساسي، وهو السلاح غير الشرعي الموجود وخصوصا سلاح حزب الله.

وبينما أكدت مصادر مقربة من حزب الله لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب مارس ويمارس أعلى درجات الانضباط بالتعاطي مع الوضع الراهن لعلمه بأن المؤامرة لم تعد تستهدف سلاحه فحسب، بل باتت تطال مفهوم المقاومة ككل»، حمّلت تيار المستقبل مسؤولية «التدهور الأمني الذي يشهده البلد»، مؤكدة أن «هناك مخططا أمنيا يقوده المستقبل على الرغم من مناشدته رسميا قاعدته الهدوء والتروي».

من جهته لم يستبعد عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني «احتمال تجدد المناوشات في بيروت طالما أنه لا حل جذريا للموضوع الأساس وهو السلاح غير الشرعي الموجود وخصوصا سلاح حزب الله»، مشيرا إلى أن «السلاح الميليشياوي سيبقى يهدد السلم الأهلي في كل لحظة».

واعتبر مجدلاني أن «المطلوب الذهاب إلى الحوار ومعالجة النقطة الوحيدة وهي السلاح غير الشرعي ووضعه تحت إمرة الأجهزة اللبنانية الشرعية من جيش وقوى أمن، ونزع سلاح الميليشيات الصغيرة التي تنمو نتيجة دفع أموال لها وعمل المخابرات الذي بات أكثر وضوحا».

وأوضح مجدلاني أن «ما جرى في الطريق الجديدة هو فورة غضب من الأهالي على الاستفزازت التي كانت تقوم بها مجموعات تابعة لحزب الله وللمخابرات السورية»، مضيفا: «استطاع أهلنا أن يطهروا منطقتهم من هذه المجموعة، وهذا انتصار لأهل الطريق الجديدة حتى يعيشوا بسلام وطمأنينة ودون استفزاز».

وفي الحملة التي شنّها حزب الله على المستقبل، اعتبر عضو كتلة حزب الله النيابية نوار الساحلي أن «ميليشيا حزب تيار المستقبل المسلحة نفذت عملية اعتداء آثم على مركز التيار العربي في قلب العاصمة بيروت»، لافتا إلى أن «ميليشيا المستقبل بإطلاق النار من مختلف أنواع الأسلحة الحربية والقذائف الصاروخية مروعة المواطنين الآمنين في منازلهم».

ووضع الساحلي هذا الفعل «في خانة فرض الآراء ومحاولة للسيطرة بالقوة المسلحة على الساحة»، مضيفا: «لقد أصبح جليا وواضحا لكل الناس أن حزب المستقبل لا يمكنه تقبل الرأي الآخر، خصوصا إذا كان هذا الرأي مخالفا لتوجهاته الأحادية والمرتهنة للخارج».

ورأى أن «حزب المستقبل بميلشياته المسلحة لا يسمح للدولة القيام بدورها ويحاول أن يكون بديلا عنها عندما لا تكون تحت إمرته أو على مزاجه السياسي»، معتبرا أن «الأحداث الأليمة التي وقع ضحيتها عدة مواطنين لبنانيين تؤكد أن حزب المستقبل هو ميليشيا بكل ما للكلمة من معنى».

وإذ اعتبر أن «ما حصل هو أمر خطير وهو برسم الرأي العام اللبناني»، أكّد الساحلي أن «الدولة يجب أن تكون الراعي الوحيد لكل المواطنين وبالتالي فواجبها حمايتهم وحماية السياسيين، وملاحقة واعتقال العابثين بالأمن والمخلين بالقوانين والأنظمة».

بدوره، شدّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق على أن «أحداث الشمال بيّنت أن السلاح الذي يشكل خطرا على الاستقرار والوحدة الوطنية هو سلاح الميليشيات الذ يستخدم ف الداخل»، معتبرا أن «الذين تعنيهم مصالح الوطن لا يمكن إلا أن يؤيدوا مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، لأن سياسة قوى 14 آذار سياسة كارثية أدخلت لبنان ف نفق المخاطر الكبرى».

هذا واعتبر النائب عن حزب الله علي عمار أنها «ليست المرة الأولى التي يُضبط فيها حزب المستقبل بالصوت والصورة يحمل السلاح ويستخدمه لفرض وجهة نظره بقتل مخالفيه وتهديد المواطنين»، لافتا إلى أنه «في مرات عديدة وخلال السنوات الماضية كانت تطل ميليشيا المستقبل المسلحة وسط المشهد السياسي اللبناني بأزيز الرصاص ودوي القذائف وسط الأحياء في بيروت وغيرها، لعجزها عن إقناع الآخرين بالحوار ومنطق الدولة».

وإذ حمّل عمّار الدولة بأجهزتها السياسية والأمنية «مسؤولية حماية السياسيين والمواطنين، وعدم إفساح المجال أمام ميليشيا حزب المستقبل للعبث بأمن الوطن واستقراره»، دعا إلى «محاسبة المرتكبين لردعهم وإعادة حزب المستقبل إلى رشده».

واعتبر عمار أن «اعتداء ميليشيا حزب المستقبل المسلحة على مركز وعناصر حزب التيار العربي في الطريق الجديدة وفي قلب بيروت النابض، بالسلاح الخفيف والمتوسط ولساعات عدة، انتهاك لحرمة بيروت وكل لبنان، وجريمة يحاسب عليها القانون لما تركته من آثار واضحة في المباني والممتلكات وأدت إلى قتل وجرح العشرات وروَّعت المواطنين، وسلبت الأمن والاستقرار من عاصمة المقاومة والشرف والتضحية».

وشدد على أن «ما حصل يؤكِّد أنَّ حزب المستقبل لا يتحمل الرأي الآخر لا في منطقته ولا في طائفته فضلا عن أي رأي آخر في غيرهما. وهو حاضر لاستخدام السلاح لفرض رأيه بالقوة، ويرفض الحوار بديلا، ويمعن في تخريب الدولة بشكل منهجي منذ فلت عقالُها من هيمنته».