مرشحو الرئاسة في صفوف الجماهير على أعتاب «الجمهورية الثانية»

رفضوا الاستثناء وشاركوا جموع الناخبين الزحام والانتظار

TT

شكلت انتخابات الرئاسة معايير خاصة لصحة المرشحين، واختبرت مدى قدرتهم على تحمل الانتظار لساعات أمام مقار الاقتراع، فلأول مرة في تاريخ انتخابات الرئاسة المصرية، وقف مرشحو الرئاسة في طوابير الناخبين للإدلاء بأصواتهم رافضين تخطي الصفوف التي امتدت لعشرات الأمتار أمام المقار الانتخابية، وبينما أصر مسؤولون وشخصيات عامة على اتباع نفس النهج، أفتى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بأن التقاعس عن التصويت غير جائز شرعا.

فأمام مدرسة فاطمة عنان بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة أصر المرشح الرئاسي عمرو موسي (76 عاما) على الوقوف لمدة ساعتين في طابور الناخبين للإدلاء بصوته رافضا تجاوز الناخبين. وقال موسى: «مطمئن لنتائج الانتخابات وسأقبلها لأنها نتيجة التجربة الديمقراطية».

والتزم المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح (61 عاما) بمكانه في نهاية الطابور أمام لجنته في مدرسة ابن النفيس بحي مدينة نصر (شرق القاهرة)، ثم انتقل إلى طابور كبار السن بعد أن لفت أحد المواطنين نظره لذلك، وأكد أبو الفتوح أن هذا اليوم تاريخي في حياة الشعب المصري، لأنه سيختار الرئيس الذي يعبر عنه وسيكون خادما له ولا يخضع لأي إملاءات خارجية.

أما المرشح الرئاسي حمدين صباحي (58 عاما) فرفض استثناءه من قبل المواطنين لتجاوز الطابور لدخول اللجنة، وأصرَّ على الوقوف في طابور الناخبين أمام لجنته بمدرسة السيدة خديجة بضاحية المهندسين. وقال: «ملتزم بخدمة المصريين بأي موقع سواء حالفني الحظ بالنجاح أم لم يحالفني».

كما أصر محمد مرسي (61 عاما) مرشح جماعة الإخوان المسلمين على الوقوف في الطابور أمام لجنة مدرسة السادات الإعدادية بنين بمحافظة الشرقية قائلا: «لست أفضل من هؤلاء المواطنين الذين من بينهم كبار السن وأبنائي من الشباب الواقفين في الطابور».

وقال المرشح الشاب خالد علي عقب إدلائه بصوته في مدرسة مفيدة عبد الرحمن بمدينة نصر «سوف أقبل بمن يأتي به الصندوق الانتخابي. بينما أفتى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بأن التقاعس عن التصويت غير جائز لأنه أمانة، وذلك عقب إدلائه بصوته في مدرسة التوفيقية بمدينة نصر (شرق القاهرة)، وحرص الطيب على استئذان المواطنين الذين اصطفوا أمام اللجنة، وقال إن «هذا اليوم تاريخي لمصر وشعبها لأنه لأول مرة في التاريخ يختار الشعب المصري رئيسه بإرادته الحرة». وطالب المنتخبين باختيار مرشحهم بحرية تامة دون أي ضغوط خارجية أو مساومة أو رشوة مادية أو معنوية أو خدمية.

وبمجرد وصول الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب إلى مقر مدرسة جيل 2000 بمدينة 6 أكتوبر، ليدلي بصوته تجمع حوله العشرات وعرضوا عليه اجتياز الطابور، غير أنه رفض وأصر على الوقوف في الطابور، وقال الكتاتني الذي قضى في الطابور نصف ساعة إن «الشعب سيثبت للعالم أجمع مدى قوة المواطن وقدرته على الحفاظ على مكتسباته».

وأعرب الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان) عقب الإدلاء بصوته بمدرسة الناصرية في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية عن أمله أن تقود الانتخابات إلى تحقيق الاستقرار والأمن واستكمال مؤسسات الدولة الحديثة.

وأدلى الأنبا باخوميوس القائم مقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية بمقر لجنته بمدرسة الإعدادية بفلاقة في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وقال إن «المسيحيين شاركوا مثل غيرهم لأن الانتخابات واجب وطني للجميع، والكنيسة تشجعهم على هذا دون أن تتدخل في اختيارهم، كما أن الكنيسة تصلي من أجل اختيار الرئيس الصالح».

وأدلى الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية بصوته في مدرسة القرية السياحية الأولى بمدينة 6 أكتوبر، وقال: إن «لكل مصري الحق في الاختيار الحر لما يراه مناسبًا دون أي ضغط أو تخويف أو تخوين». ودعا المفتي إلى تجنب الصدام والعنف والاحتكاك غير المبرر والالتزام بالسلمية والحفاظ على المنشآت وعلى صناديق الانتخابات.