سلطان بن سلمان: خادم الحرمين وجهنا بإبراز الآثار الوطنية للعالم لتكون شاهدا على عمقنا التاريخي

الأمير محمد بن نواف: معرض الخيل العربية الأصيلة علامة فارقة في معارض الخيول

TT

شارك الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أمس في حفل افتتاح معرض «الخيل: من السعودية إلى سباقات اسكوت الملكية»، الذي يحتضنه المتحف البريطاني برعاية الملكة إليزابيث الثانية.

وأكد عقب الافتتاح أن مشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار في هذا المعرض تأتي تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يقف وراء إنجازات الدولة في مجالات تعزيز البعد الحضاري للمملكة والعناية بتاريخها، مضيفا «لقد وجهنا خادم الحرمين الشريفين بالعناية بالآثار الوطنية وإبرازها للعالم لتكون شاهدا على العمق التاريخي الحضاري لأرض المملكة ومواطنيها؛ لذلك حرصت الهيئة العامة للسياحة والآثار على المشاركة في هذا المعرض المهم بعرض بعض المكتشفات الأثرية في المتحف البريطاني الذي يعد من أعرق المتاحف العالمية، والمشتملة على مجسمات للخيل العربية من فترة العصر الحجري الحديث، ولحيوانات أخرى استأنسها الإنسان واستخدمها في الصيد والقنص، بالإضافة إلى أدوات حجرية متنوعة مثل رؤوس السهام والمكاشط التي استخدمت في الحياة اليومية، وقطع لرسوم جدارية للخيل من فترة ما قبل الإسلام من مواقع مختلفة في المملكة».

وأوضح أن هذا المعرض يعد خطوة مهمة لإبراز أحد جوانب تاريخ المملكة العربية السعودية وحضارتها، ويؤكد اهتمام الدولة بالبعد الحضاري الكبير للمملكة وتعزيزه لإبراز مساهمة الحضارات التي سادت على أرض المملكة في مسيرة الحضارة الإنسانية والتي توجّها الإسلام العظيم، مؤكدا أن «مثل هذه المشاركات تبرهن للمجتمع الدولي أن أرض المملكة العربية السعودية هي بلد حضارات ضاربة في القدم، وعلى أرضها تقاطعت أهم الأحداث وطرق التجارة والتبادل الاقتصادي لتسهم بشكل فاعل في تشكيل الحضارة الإنسانية كما هي اليوم ولله الحمد».

ووجه الأمير سلطان بن سلمان شكره للأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء صندوق الفروسية السعودي؛ على تنظيم هذا المعرض الذي يقدم للمجتمع البريطاني رسالة مهمة في إبراز البعد الحضاري العظيم للمملكة، ويؤكد مدى التقارب بين المملكة العربية والسعودية والمملكة المتحدة في عدد من المجالات، ومنها مجال الاهتمام بالخيل. كما شكر سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز على الجهود التي بذلتها السفارة للمساهمة في تنظيم هذا المعرض.

وفي الإطار ذاته، سيكون الأمير سلطان بن سلمان المتحدث الرئيسي في الندوة العلمية المصاحبة لمعرض الخيل بمحاضرة عنوانها «خطوات نحو تعزيز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية»، والتي ستقام صباح يوم الجمعة القادم في قاعة «Stevenson Lecture Theatre» بالمتحف البريطاني، سيتحدث فيها عما تقوم به المملكة من جهود للعناية بالبعد الحضاري الوطني.

من جهته، وصف الأمير محمد بن نواف، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، معرض الخيل العربية الأصيلة بالعلامة الفارقة في معارض الخيول لأهميته وللمدلولات المتعددة التي يحملها. وقال إن أهمية المعرض تبرز في تتبعه لتاريخ الخيل العربية الأصيلة منذ القدم والعناية التي حظي ولا يزال يحظى بها الحصان العربي في موطنه الأصلي والإعجاب الذي اكتسبه عبر العالم للصفات الفريدة التي يتمتع بها دون بقية الخيول من مناطق العالم المختلفة.

وبين أن جلب الحصان العربي الأصيل إلى إنجلترا من موطنه الأصلي والاهتمام الذي يجده في بريطانيا يؤكد تنوع العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة لتتجاوز هذه العلاقات التعاون التقليدي في المجالات الحيوية إلى أن تكون محبة الخيل العربية الأصيلة قاسما مشتركا آخر بين البلدين.

وثمن رعاية الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا للمعرض، موضحا أن هذه الرعاية بمثابة تأكيد على الاهتمام المشترك بالخيل العربية الأصيلة الذي يجمع البلدين. وأوضح أن المعرض يشكل أيضا فرصة لتسليط الضوء على الاكتشافات، ومن ضمنها رسومات الخيول القديمة على الصخور التي تم العثور عليها في مواقع مختلفة من المملكة العربية السعودية وتعود إلى فترات زمنية متباينة، بالإضافة إلى قطع أثرية متميزة من قرية الفاو تشتمل على رسومات جدارية.

وبين أن الجهد الذي بذل في الوصول إلى هذه الاكتشافات والعناية بالحصان يؤكدان على الاهتمام الكبير بالخيل العربية الأصيلة في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن «هذا الاهتمام كان بارزا منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الذي وحد البلاد وجمعها على صهوات الخيل العربية».

ولفت النظر إلى أن خادم الحرمين الشريفين واصل الاهتمام والعناية بالخيل العربية الأصيلة والدعم لكل ما يتعلق بالحصان العربي الأصيل والفروسية. وعبر عن شكره وتقديره لكل من أسهم في دعم وتمويل المعرض وفي مقدمتهم الأمير خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن، مثمنا جهود الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وزير التربية والتعليم رئيس صندوق الفروسية السعودي، في طرح فكرة وتنظيم المعرض لإبراز صورة المملكة وإرثها وحضارتها في ما يتعلق بالفروسية والخيل العربية الأصيلة.