طالباني يلوح بالاستقالة من رئاسة الجمهورية للحفاظ على وحدة الصف الكردي

نيجيرفان بارزاني: سلم استقالته لرئيس الإقليم ليستخدمها ورقة ضغط

فتاة كردية ترفع ملصقا لجلال طالباني ومسعود بارزاني وهما يتصافحان وذلك خلال تجمع شعبي في أربيل مؤخرا («الشرق الأوسط»)
TT

تأكيدا للموقف الكردي الموحد في مواجهة الأزمة الناشبة بين رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والحكومة العراقية ممثلة في رئيسها نوري المالكي، كشف رئيس حكومة الإقليم أن «الرئيس العراقي جلال طالباني مستعد للتنازل عن منصبه في سبيل حماية وحدة الصف الكردي»، مشيرا إلى أن «طالباني فوض الزعيم الكردي مسعود بارزاني باستخدام هذا الموقف ورقة ضغط ضد الآخرين».

جاء ذلك في سياق لقاء أجرته صحيفة «هاولاتي» الكردية مع نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان الذي أشار إلى أن «الرئيس طالباني وللتعبير عن مساندته وحزبه الاتحاد الوطني الكردستاني لوحدة الموقف الكردي تجاه الأزمة الحالية بين الحكومتين الإقليمية والاتحادية، ولدعم موقف الإقليم تجاه بغداد، سلم استقالته من منصبه رئيسا للجمهورية إلى الرئيس مسعود بارزاني لكي يستخدمها ورقة ضغط في أي موقع أو موقف يتطلب ذلك»، مضيفا: «إننا لا نلتفت إلى التصريحات والأقاويل التي تتحدث عن وجود تشتت أو شرخ بالموقف الكردي، فما يهمنا هو موقف الرئيس طالباني الذي يؤيد وبقوة موقف قيادة الإقليم من الأزمة الحالية مع بغداد».

ولاستجلاء الموقف، اتصلت «الشرق الأوسط» بالقيادي البارز في الاتحاد الوطني وعضو مكتبه السياسي عدنان المفتي، فأكد أن «مبادرة طالباني بهذا الشأن تشكل رسالة واضحة إلى جميع الأطراف بوحدة ومتانة الموقف الكردي الموحد تجاه التعامل مع الأزمة السياسية الحالية التي تعصف بالعراق، وهذا الموقف من طالباني الذي يصل إلى حد التضحية بمنصبه الرسمي يأتي في إطار حرصه على وحدة الصف الكردي في هذا الظرف الحساس الذي تمر به العملية السياسية في العراق، وهو رد مفحم على كل من يراهن على وجود اختلافات في الصف الكردي، فالرئيس طالباني كان يؤكد دائما على أنه إذا حدث خلاف في الرأي أو تعارض بين مسؤوليته رئيسا لجمهورية العراق، وموقفه من القضايا الكردية، فإنه مستعد لأن يتخلي عن مسؤوليته رئيسا للجمهورية من أجل الحفاظ على وحدة الصف الكردي وقراره السياسي، وهو يعتقد أن هذا القرار السياسي الموحد في كردستان سوف يخدم المسار الديمقراطي في العراق والأهداف التي حددها الدستور العراقي لبناء عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي موحد». وأضاف المفتي: «صحيح أنه من خلال مسار الأحداث، كان للاتحاد الوطني العديد من المواقف والتصورات التي تختلف عن الآخرين، وحتى مع حليفه الديمقراطي الكردستاني، ولكن عندما تصل الأمور إلى حد اتخاذ مواقف حاسمة، فإن الاتحاد الوطني والرئيس طالباني سيحرصان على وحدة الموقف الكردي مهما كانت التضحيات».

وقال المفتي: «رغم أننا مرتبطون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الحليف باتفاق استراتيجي، فإن ذلك لم يمنع في الفترات الماضية، ولا في المستقبل، أن تكون لنا وجهات نظر خاصة ومتباينة تجاه بعض الأحداث، ولكننا بصفتنا طرفي اتفاق استراتيجي نعتبر المصلحة العليا للشعب الكردستاني فوق كل اعتبار آخر، وأن التفريط أو الإضرار به خط أحمر يجب أن لا يتجاوزه أي طرف كردستاني، فوحدة الصف والخطاب الكردي في المسائل المصيرية والاستراتيجية تعتبر من أولى أولوياتنا بصفتنا طرفين كردستانيين متحالفين».

وكان نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم قد أكد أيضا في سياق مقابلته مع الصحيفة الكردية أن «جميع الأطراف الكردستانية متفقة وموحدة في ما يتعلق بالأزمة الحالية بين أربيل وبغداد بما فيها أحزاب المعارضة الكردية». ولكن الدكتور شاهو سعيد المتحدث الرسمي باسم حركة التغيير الكردية التي تقود جبهة المعارضة بكردستان، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحركة لم تحدد بعد موقفها من مسألة سحب الثقة من حكومة المالكي، و«أنها تراقب تطورات المواجهة الحالية عن كثب، وفي حال استجد أي شيء، فستعلن الحركة موقفها الرسمي وستبلغه لكتلتها النيابية في البرلمان العراقي».

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي والمقربين منه راهنوا كثيرا على تباين موقف الاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس طالباني، مع حليفه زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ولكن الأحزاب والأطراف الكردستانية سبق أن أبدت دعمها خلال سلسلة من الاجتماعات التي عقدت في أربيل لموقف بارزاني، ويأتي دعم طالباني له في هذا المنعطف المهم من الأزمة ليعزز موقفه في مواجهته مع الحكومة العراقية.