الجيش اليمني يستعيد أجزاء من مدينة زنجبار الجنوبية

مصدر عسكري لـ «الشرق الأوسط» : أعداد من مسلحي «القاعدة» غادروا زنجبار وبعض المقاتلين يعودون إليها

TT

قال مسؤولون وسكان في مدينة زنجبار، في جنوب اليمن، إن قوات الجيش اليمني استعادت، أمس، السيطرة على أجزاء من المدينة الاستراتيجية، من أيدي المتشددين المتحالفين مع «القاعدة»، في إطار حملة عسكرية تدعمها الولايات المتحدة على مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في الجنوب.

وأضافوا أن سبعة متشددين قتلوا وجرح جندي في المعارك التي سيطر خلالها الجيش على ضواحي زنجبار الشمالية الشرقية.

وفي جبهة أخرى في الجنوب قال المسؤولون إن 14 إسلاميا متشددا وثلاثة جنود قتلوا في معارك في بلدة جعار التي يسيطر عليها المتمردون.

وبدأت القوات الحكومية هذا الشهر حملة عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وبلدة جعار التي استولى عليها المتشددون المرتبطون بـ«القاعدة» العام الماضي، عقب الاحتجاجات التي أدت إلى خروج الرئيس السابق علي عبد الله صالح من السلطة.

ومن شأن استعادة زنجبار أن تمثل ضربة موجعة للمتمردين وأن ترفع معنويات الجيش بعد تفجير انتحاري ضخم قتل فيه ما يزيد على 90 جنديا في صنعاء يوم الاثنين، أثناء تجارب الأداء الخاصة بعرض عسكري بمناسبة العيد الوطني. إلى ذلك صرح مصدر عسكري يمني بأن الجيش يستطيع دخول مدينة زنجبار، غير أنها تخلو من السكان الذين نزحوا إلى عدن ومناطق أخرى. وقال المصدر العسكري، الذي فضل عدم ذكر اسمه: «نستطيع دخول زنجبار، غير أنها تخلو من السكان». وأضاف: «مجاميع كثيرة من مقاتلي (أنصار الشريعة) خرجت من المدينة باتجاه جعار، غير أن بعض المقاتلين يعودون إليها». وذكر المصدر أن «الجيش ليس شرطة أو قوة أمنية، وبما أن المدينة تخلو من السكان، فإنه يفضل تطهيرها ثم تتولى المهمة قوة أمنية مع عودة النازحين».

ويقول مسؤولون يمنيون إن عسكريين أميركيين يساعدون في تنسيق حملة القوات اليمنية مع وجود عشرات المدربين الأميركيين في اليمن. وكثيرا ما تشن الولايات المتحدة أيضا هجمات على المتشددين باستخدام طائرات من دون طيار. وقال مصدر عسكري ميداني لوكالة الصحافة الفرنسية إن «ستة جنود قتلوا وأصيب تسعة آخرون في المعارك التي اندلعت فجر أمس عندما بدأ الجيش هجوما للتقدم والسيطرة على الأطراف الشمالية الشرقية» لزنجبار. وقد أكد مصدر طبي أيضا هذه الحصيلة. من جانبه، قال مصدر محلي إن المعارك أسفرت عن مقتل 22 من عناصر تنظيم القاعدة. وأكدت مصادر عسكرية لوكالة الصحافة الفرنسية أن أفراد اللواء 25 ميكا تمكنوا من الدخول إلى أطراف مدينة زنجبار والسيطرة على ساحة الشهداء وملعب الشهداء والمجمع التربوي. وقال المصدر العسكري الميداني: «نحن الآن بالقرب من سوق القات القديم، لكن ما زلنا نواجه مجاميع مسلحة تهاجمنا بين الحين والآخر وتقاتلنا فيما يشبه حرب عصابات». وأضاف: «نحاول دخول زنجبار بحذر شديد». وفي جعار المجاورة التي يعتقد أنها معقل رئيسي لقيادات التنظيم، يستمر القصف المدفعي على مواقع «القاعدة». وكانت القوات اليمنية أطلقت في 12 مايو (أيار) حملة ضخمة بمشاركة 25 ألف عسكري لإخراج تنظيم القاعدة من أبين التي سيطر المتطرفون على عاصمتها في 29 مايو. ويركز الجيش حملته على زنجبار وجعار وشقرة، وقد أسفرت المعارك عن 262 قتيلا غالبيتهم من المسلحين الإسلاميين المتطرفين.