جمهوريون ينتقدون دور أوباما في فيلم «بن لادن»

عمل وطني يستغل لدعاية حزبية

TT

انتقد نواب جمهوريون في الكونغرس الرئيس باراك أوباما لمساعدته شركة إنتاج سينمائية في هوليوود لإنتاج فيلم عن قتل أسامة بن لادن، مؤسس منظمة القاعدة، وتوقيت الفيلم ليعرض قبيل انتخابات الرئاسة ليزيد أسهم أوباما ضد مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني. وقال داريل عيسى (جمهوري من ولاية كاليفورنيا): «يظل البيت الأبيض يريد استغلال عملية عسكرية وطنية كلنا فخورون بها لتحقيق أهداف حزبية». وقالت كاثي روجرز (جمهورية من ولاية واشنطن): «يجب أن لا يوافق البيت الأبيض على عرض إعلان انتخابي في صورة فيلم سينمائي قبل الانتخابات الرئاسية. يجب أن يعلموا أن عملية قتل بن لادن يجب أن لا تكون دعاية انتخابية».

ونشرت صحيفة «بوليتيكو» (اليومية الصغيرة التي تصدر في واشنطن وتركز على أخبار الكونغرس) أن قادة جمهوريين في الكونغرس يزمعون عقد جلسة استجواب لسؤال مسؤولين في البيت الأبيض عن دورهم في إنتاج الفيلم. ونشرت الصحيفة رأيا جاء فيه: «فاز الرئيس أوباما بجائزة نوبل للسلام في أول سنة له في البيت الأبيض وهو لم يحقق السلام. وها هو يخطط ليفوز بجائزة أوسكار بإنتاج فيلم عن قتل بن لادن». وكانت منظمة «جوديشيال ووتش» (المراقبة القانونية) المعارضة للرئيس أوباما نشرت وثائق سرية بأن البيت الأبيض رتب لتلتقي مخرجة أفلام في هوليوود مسؤولين حكوميين أشرفوا أو اشتركوا في العملية التي قامت بها قوات عسكرية خاصة، وقتلت بن لادن. تتبع الوثائق لوزارة الدفاع، وتتكون من مائة وخمسين صفحة تقريبا. وحصلت المنظمة عليها بعد دعوى قضائية رفعتها بموجب قانون حرية المعلومات الذي يمكن استخدامه لإجبار الحكومة على الكشف عن معلومات سرية.

وأوضحت الوثائق أن المخرجة اتصلت بمسؤولين كبار بالبيت الأبيض، وتعرفت على عضو في الفرقة العسكرية. وتوضح أيضا اتصالات بين البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) والبنتاغون، أن المخرجة هي كاثرين بيغلو، ومعها مارك بول، كاتب سيناريو. وكانا اشتركا في إخراج فيلم «هيرت لوكر» (خزانة مؤذية)، في عام 2008 عن حرب العراق، الذي حصل على جائزة أوسكار أحسن فيلم في تلك السنة.

وفي العام الماضي، أعلنا أنهما يخططان لإنتاج فيلم «زيرو دارك ثيرتي» (هدف ثلاثون أسود)، إشارة إلى اسم بن لادن، وهو عن عملية قتله. وقالت جينيفر يانجبلاد، متحدثة باسم «سي آي إيه»، إنها تتعاون بطرق معقولة مع الكتاب ومخرجي الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية. وأضافت: «هدفنا هو التصوير الدقيق لرجال ونساء (سي آي إيه)، ولعملياتهم الهامة، وللالتزام بقوانين الخدمة العامة». ومن الوثائق نص اجتماع في السنة الماضية مع مسؤولين في البنتاغون عقدته المخرجة وكاتب السيناريو، وفيه إشارات إلى أنهما كانا التقيا مع مستشار الرئيس أوباما للأمن الوطني، دينيس مكدونو، ومع كبير مستشاري أوباما لمكافحة الإرهاب، جون برينان. وأمس، نقلت وكالة «رويترز» أن صحيفة «نيويورك تايمز» كانت قالت إن المخرجة تزمع بدء عرض الفيلم قبيل انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني). ثم تقرر تأجيل الموعد إلى ديسمبر (كانون الأول) خوفا من انتقادات من الجمهوريين. وقالت «رويترز» إن «سي آي إيه» والبنتاغون لم يشككا في صحة الوثائق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، بأن البيت الأبيض لم يعط منتجة الفيلم «أي معلومات سرية».