عوائق تحول دون مشاركة مصريين في انتخابات الرئاسة

من بينها الجغرافيا وحيرة الاختيار والمغتربون بالعاصمة

TT

الجغرافيا وضيق الوقت وحيرة الاختيار، عوائق أساسية صاحبت اقتراع المصريين لاختيار رئيسهم الجديد، فمع اليوم الأول لانتخابات الرئاسة والتي حظيت بإقبال كبير منذ الصباح، ظل العديد من الناخبين في حيرة حول اختيار مرشحهم، وينتظرون الإلهام من الصفوف الطويلة أمام مقرات اللجان، ويتساءلون: أنتخب مين؟

وبينما وقف أبو خالد (50 عاما)، أمام مقر لجنة الانتخابات المدرج بها اسمه، سائلا: «أنتخب مين»؟ حتى بادر الناخبون أمام لجنة «مدرسة باب الشعرية الثانوية بنين»، بالإقبال عليه وإقناعه بمرشحهم، وهو ما كون حالة من الجدال والنقاش، بينما ظل أبو خالد يستمع، محاولا الاقتناع بأحد المرشحين. وعقب خروجه من اللجنة تجمع حوله عدد من الناخبين للاطمئنان على نجاح تأثيراتهم عليه.

ويقول علاء فكري، تاجر سيارات، واقف أمام مقر إحدى لجان الانتخاب بشارع الجيش بحي باب الشعرية، لـ«الشرق الأوسط»: «أنا في حيرة، ولا أعلم ما هي ظروف المرشحين، عايزين أحسن الوحشين، المرشح عمرو موسى يتبع النظام السابق، والفريق أحمد شفيق كذلك، ومحمد مرسي من الإخوان المسلمين ولا نثق في الإخوان، وحمدين صباحي ناصري، وعبد المنعم أبو الفتوح إخواني سابق ومؤيد من السلفيين»، قولي يا أستاذ «أنتخب مين»؟

ولا تقتصر الحيرة على الرجال فقط، بل تمتد إلى لجان السيدات، فتقول شيماء حسن (مدرسة إعدادي 25 عاما): «لم أقرر بعد من أنتخب ومتحيرة بشكل كبير بين عدد من المرشحين ولم أحسم قراري بعد ولذا لن أذهب.. من الممكن أن أذهب للاقتراع (اليوم الخميس) إذا حسمت اختياري»، وتابعت: «أنا متحيرة بين حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح ولم أقرر بعد»، من جانبه قال علي صالح (موظف حكومي 52 عاما): «لا أعرف هل علي انتخاب مرشح الإخوان لأن الدين يملي علي ذلك أم أنتخب شخصا من المحسوبين على الثورة أم أنتخب شخصا من أتباع النظام السابق لعودة الأمن.. أنا متحير وقد لا أذهب للانتخابات بسبب هذه الحالة».

وفي السياق نفسه، ورغم قرار الحكومة بإعطاء العاملين بالدولة إجازة رسمية يوما بأجر كامل من يومي الانتخابات لحثهم على المشاركة فيها فإن عوامل الجغرافيا وضيق الوقت حالا دون تمكن أعداد من المواطنين من المشاركة في الانتخابات.

وقال محمود إمام وهو مغترب يعيش ويعمل بالقاهرة ومسقط رأسه محافظة قنا (نحو 600 كلم جنوب القاهرة): «على الرغم من حصولي على إجازة من عملي فإنني لن أستطيع التصويت في الانتخابات»، وتابع: «أنا مسجل في إحدى الدوائر بمسقط رأسي وهو ما يحتاج مني لأكثر من نحو ثماني ساعات من السفر وهو ما يصعب علي خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار أن الإجازة الرسمية من العمل يوم واحد ولن تكفي لسفري وذهابي للجنة الاقتراع وعودتي مرة أخرى للعمل في اليوم التالي».

وقال إمام مستغربا: «لقد أتيح لنا التصويت باستخدام الرقم القومي في الاستفتاء على بعض مواد الدستور في مارس (آذار) من العام الماضي ولكن في هذه الانتخابات الأهم لا بد أن تذهب لمقر اللجنة طبقا لعنوانك في بطاقة الرقم القومي وهو ما يصعب علي وعلى كثير من المغتربين». من جانبه قال إبراهيم حسين والذي يعمل أيضا بالقاهرة في إحدى الشركات الخاصة: «لم تعطني الشركة التي أعمل بها إجازة للاقتراع وعلى الرغم من أن لجنتي بمحافظة الغربية وليست بعيدة فإنني لا أستطيع الذهاب للتصويت بسبب ظروف العمل وكنت أتمنى المشاركة وأن تتدارك لجنة الانتخابات هذا الأمر وتخصص لجانا بعينها لتصويت المغتربين».

وبحسب آخر الإحصاءات المعلنة فإن نحو 3 ملايين مصري يعملون ويعيشون في العاصمة بعيدا عن محافظاتهم، بسبب البحث عن فرص عمل وتعتبر أكثر المحافظات الطاردة للسكان محافظات جنوب مصر خاصة محافظة سوهاج.