مجزرة في حماه وإعدامات ميدانية في إدلب

استمرار القصف على الرستن وقوات الأمن تقوم بمداهمات واعتقالات بدمشق

دخان كثيف يغطي منطقة الرستن بعد قصف عنيف من القوات النظامية أول من أمس.. الصورة مأخوذة عن «يوتيوب» (أ.ف.ب)
TT

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن ما يزيد عن 35 شخصا لقوا حتفهم يوم أمس الخميس نتيجة الحملة الأمنية الواسعة التي يشنّها النظام في إدلب وريف حماه وحمص ودرعا ودمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أربعة مواطنين «أعدموا ميدانيا» على أيدي قوات النظام في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، فيما تحدثت الهيئة العامة للثورة عن مقتل ستة أفراد من عائلة واحدة في حماه وهم أم وأطفالها الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر وتسع سنوات.

وأفاد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف التي تشنها قوات الأمن السورية طالت أمس دير الزور وريف إدلب وريف حماه كما حمص وريفها ودرعا بالإضافة إلى العاصمة دمشق وريفها. وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «شهد يوم أمس على اشتباكات عنيفة بين منشقين والقوات النظامية في حي القدم في دمشق، فيما أجبرت قوات الأمن السورية أصحاب المحال التجارية في حي الميدان والذين كانوا يلتزمون بالإضراب على فتح محالهم بالقوة وعنوة».

وجاء في بيان للمرصد أن أربعة مواطنين قتلوا بعد أن «اعتقلوا من منازلهم وأعدموا ميدانيا في أحراش قرية بسامس في محافظة إدلب صباح يوم أمس».

وأدان المرصد «تنفيذ النظام السوري للإعدام الميداني في حق الشهداء الأربعة»، معتبرا أن ذلك «يتعارض مع الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الحكومة السورية والتزمت بتطبيق أحكامها».

واعتبر أنه ليس من «حق السلطات العسكرية والأمنية السورية تنفيذ أحكام الإعدام الميدانية في حق المواطنين حتى لو كانوا من المقاتلين»، متحدثا عن توثيق «عشرات حالات الإعدام الميداني التي نفذتها القوات النظامية السورية في محافظة إدلب في حق المقاتلين وغير المقاتلين خلال الأشهر الفائتة».

وجدد المرصد المطالبة «بتشكيل لجان تحقيق مستقلة مشتركة محلية وعربية ودولية من قضاة مشهود لهم بالنزاهة للتحقيق في هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة».

من جهة ثانية، أفاد المرصد عن مقتل أربعة أشخاص آخرين في اشتباكات في المنطقة الواقعة بين قريتي دير سنبل واحسم في إدلب بين القوات النظامية ومجموعات منشقة بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس.

بدورها تحدثت الهيئة العامة للثورة عن مقتل ستة أفراد من عائلة واحدة في حماه وهم أم وأطفالها الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر وتسع سنوات. وقالت الهيئة في بيان وثقت فيه أسماء الضحايا إن «مجزرة جديدة» جديدة وقعت على أيدي قوات الأمن والشبيحة «التي قامت باختطاف هذه العائلة أثناء عودتها من الغاب إلى حماه قبل يومين، ويوم أمس تم العثور عليهم في مصياف وقد قضوا ذبحا بالسكاكين».

وفي العاصمة السورية قال الناشطون إن قوات الأمن اقتحمت حي التضامن وشنت حملة دهم واعتقالات. وتشهد مناطق المهاجرين وأبو رمانة والمالكي بدمشق، وبحسب ناشطين انتشارا أمنيا مكثفا، خصوصا في الطرق المؤدية إلى مبنى البرلمان، ورصد تحليق مروحي متكرر في سماء العاصمة.

كما قتل شخص بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في إطلاق نار. كما قتل نحو تسع عناصر من قوات الجيش النظامي في ريف دمشق في داريا ووجدت جثثهم صباح أمس ملقاة في بساتين الزيتون بين داريا وصحنايا، وقال ناشطون إن خمسة من عناصر القوات النظامية قتلوا أثناء اقتحام حي القدم يوم أمس، ووقوع اشتباكات مع الجيش الحر، جرى بعدها إرسال تعزيزات أمنية وعسكرية قامت بتمشيط المنطقة بين بساتين القدم باتجاه داريا وصحنايا.

وقال ناشطون إن مدينة الحراك في محافظة درعا تعرضت أمس لقصف سقط فيه عدد من الجرحى وذلك إثر انشقاق بصفوف قوات الجيش النظامي. كما شهدت درعا البلد إطلاق نار كثيفا من رشاشات قوات النظام على الحواجز وذلك على أثر انشقاق بعض عناصر الجيش وفق الهيئة العامة.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن أن قرى جبل الأكراد في ريف اللاذقية تعرضت لقصف مماثل. كما سُمع دوي إطلاق نار وأصوات انفجارات ترافقت مع انتشار أمني وحملة اعتقالات بمنطقة الحسة بريف اللاذقية.

أما فيما خص حركة المراقبين الدوليين، فقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن وفدا من المراقبين الدوليين زار أمس مدينة دوما بريف دمشق، فيما زار وفد آخر أحياء الخالدية والقصور والشماس وفرع منظمة الهلال الأحمر بحمص.

وبينما زار وفد مدينة درعا والتقى محافظها، زار آخر منطقة حيان وجامعة حلب وخان العسل بمحافظة حلب، بحسب «سانا».

إلى ذلك استمر القصف يوم أمس الخميس على مدينة الرستن في وسط سوريا وقتل ثلاثة أشخاص بسقوط قذيفة هاون عند الفرن وجرح آخرون، وبعد ساعات وصل فريق من المراقبين الدوليين إلى مكان وقوع القذيفة، للاطلاع على الأوضاع هناك. ويتمركز عدد كبير من عناصر الجيش الحر بينهم ضباط برتب رفيعة في الرستن المحاصرة منذ أشهر. وقد حاولت القوات النظامية اقتحامها مرات عدة منذ سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص مطلع مارس (آذار)، كان آخرها في 14 مايو (أيار) قتل خلالها 23 عسكريا.

وفي محافظة دير الزور، قتل فجر الخميس شاب في إطلاق نار من القوات النظامية التي اشتبكت مع منشقين في مدينة القورية، ما أسفر أيضا عن مقتل عنصر في القوات النظامية.

وفي مدينة النبك في منطقة القلمون توترت الأوضاع الأمنية على خلفية اختطاف طفلين على طريق النبك - يبرود، خلال توجههم إلى مدرسة البيان الخاصة في يبرود صباح يوم أمس، كما تحدثت مصادر محلية عن قيام مسلحين باعتراض طريق باص للطلبة عند ريماس مول تم إيقافه وتم الاستيلاء على المصاغ الذهبي للمدرسات والموبايلات وخطف طالبين من مدينة النبك. وخرج مئات من آهالي النبك واعتصموا في ساحة المخرج للمطالبة بالإفراج عن المختطفين. ويشار إلى أن عصابات سرقة ونهب وسلب مسلحة تنشط بشكل كبير في منطقة القلمون.

وفي حمص شنت قوات الأمن والجيش النظامي حملات مداهمة وتفتيش واعتقالات في حي دير بعلبه هي الأولى من نوعها منذ سيطرة القوات النظامية على الحي، حيث تم تفتيش أكثر من خمسين منزلا واعتقال نحو 150 شخصا من الأهالي.