اليمن: مقتل أكثر من 50 عنصرا من «القاعدة».. والتنظيم يفرض حظرا للتجوال

بن عمر يعود إلى صنعاء لمتابعة «مسيرة التسوية السياسية»

TT

لقي أكثر من 50 عنصرا من عناصر تنظيم القاعدة أمس، حتفهم في مواجهات عنيفة وقصف جوي على مدينة جعار بمحافظة أبين التي تعد المعقل الرئيس لتنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة» في جنوب اليمن، في وقت عاد فيه إلى صنعاء المبعوث الأممي جمال بن عمر، لمواصلة مشاوراته بشأن التسوية السياسية قبيل اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في اليمن.

وقالت مصادر محلية وأمنية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش، المسنودة بمسلحي اللجان الشعبية، نفذت عملية عسكرية نوعية أسفرت عن مقتل قرابة 56 مسلحا من «القاعدة» في جعار، إضافة إلى مقتل قرابة 6 آخرين في غارة جوية على إحدى القرى المجاورة للمدينة.

وأكدت هذه المصادر فرض عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» لحظر تجوال في جعار اعتبارا من الساعة الـ10 مساء وحتى السابعة صباحا، وكذلك منع حمل السلاح والتجوال به، وأرجعت المصادر إقدام «أنصار الشريعة» و«القاعدة» على هذه الخطوة، إلى خشيتهم من انتفاضية أو مقاومة شعبية من قبل المواطنين. وأشارت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن القرى المجاورة لمدينة جعار تشهد موجة نزوح غير مسبوقة، حيث يخشى السكان المدنيون على أنفسهم من الغارات الجوية الأميركية واليمنية ومن القصف المدفعي والمواجهات المسلحة، وبدأوا في النزوح إلى المحافظات المجاورة. وفي السياق ذاته، شكا نازحون من أبين في محافظتي عدن ولحج من أن المواد الغذائية التي توزع عليهم سواء من قبل السلطات اليمنية أو المنظمات الدولية، منتهية الصلاحية وتباع في السوق السوداء بأسعار بخسة.

وتواصل القوات الحكومية اليمنية، منذ أيام، عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على مدينة جعار التي تعد المعقل الرئيسي لـ«القاعدة» في جنوب اليمن. وتأتي هذه العملية في سياق العمليات العسكرية الساعية إلى دحر عناصر «القاعدة» من المدن والبلدات التي يسيطرون عليها في جنوب اليمن. وتحدثت المصادر عن تحقيق القوات الحكومية تقدما كبيرا على صعيد جبهة زنجبار، عاصمة المحافظة، وعن تقدم ميداني على الجهتين الشرقية والغربية للمدينة.

ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن قوات الجيش كبدت عناصر «القاعدة» في جعار وزنجبار «خسائر فادحة في الأرواح والعتاد». وأضاف أن «أبطال القوات المسلحة اقتحموا وطهروا جبل الاحبوش ومنطقة الجبلين من العناصر الإرهابية بعد أن وجهوا ضربات موجعة لمواقع وأوكار تلك العناصر، كما وصلت طلائع القوات المسلحة إلى وادي بناء الواقع على مشارف مدينة جعار»، وأن «أبطال الجيش ورجال اللجان الشعبية دمروا آليات ومعدات للعناصر الإرهابية، وأن نحو 25 إرهابيا لقوا حتفهم وأصيب العشرات منهم في جبل الاحبوش ومنطقة الجبلين». وقالت الوزارة إن «فلول العناصر الإرهابية تتهاوى أمام الضربات القوية والمحكمة التي يوجهها أبطال القوات المسلحة لمخابئ وأوكار تلك العناصر، فيما شوهدت مجاميع من تلك العناصر وهي تلوذ بالفرار لتتحصن في جبل العرقوب بعد أن أجبروا على الخروج من مخابئهم».

في موضوع آخر، وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، جمال بن عمر، مستشار ومبعوث أمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن والذي يشرف أمميا على تطبيق المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، وهذه هي الزيارة الـ11 لابن عمر إلى اليمن منذ تعيينه مبعوثا خاصا العام الماضي، وكان شارك، خلال اليومين الماضيين، في مؤتمر «أصدقاء اليمن» بالعاصمة السعودية الرياض، والذي أسفر عن تقديم أكثر من 4 مليارات دولار لدعم الاقتصاد اليمني والتسوية السياسية.