الولايات المتحدة تخترق مواقع إلكترونية تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن

في إطار صراع الإنترنت الذي تخوضه الحكومة الأميركية

TT

كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن أن خبراء الإنترنت في وزارة الخارجية الأميركية قد نجحوا في اختراق مواقع الإنترنت الخاصة بتنظيم القاعدة في اليمن، وقاموا بتغيير العبارات المناهضة للولايات المتحدة بعبارات أخرى تؤكد مقتل مدنيين في الهجمات الإرهابية التي نفذها التنظيم. وأضافت كلينتون أنه عندما بدأت الحملة الدعائية لتجنيد أعضاء جدد في تنظيم القاعدة في الظهور على المواقع الإلكترونية الخاصة بتنظيم القاعدة في اليمن، قام «فريقنا خلال 48 ساعة بتغيير الدعاية بنص آخر يشير إلى حجم الضرر البالغ الذي أحدثته هجمات (القاعدة) على الشعب اليمني».

ويعد هذا التصريح بمثابة نافذة غير معتادة على الأنشطة الخاصة بصراع الإنترنت الذي تخوضه الحكومة الأميركية، والذي نادرا ما تتحدث بشأنه.

وفي خطاب إلى قيادة القوات الخاصة الأميركية في مدينة تامبا، أشارت كلينتون إلى عملية الاختراق كمثال على التعاون المتزايد بين وزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات الأميركية وقوات الجيش من أجل مكافحة الإرهاب. وأضافت أن خبراء وزارة الخارجية يتعاونون أيضا مع قوات العمليات الخاصة على الأرض في وسط أفريقيا للعمل على إحداث انشقاقات في جيش الرب للمقاومة بقيادة جوزيف كوني.

وبينما يتوسع الجيش الأميركي في عملياته لتشمل مهام كانت مخصصة من قبل للدبلوماسيين، تدعو كلينتون إلى توسيع نطاق مهام وزارتها لتشمل العمليات المدنية العسكرية والتي تصفها بـ«القوة الذكية». وأضافت كلينتون «نحن في حاجة إلى قوات عمليات خاصة قادرة على الجلوس وتناول الشاي مع شيوخ القبائل بنفس درجة قدرتها على مهاجمة مواقع الإرهابيين». واستطردت قائلة «إننا بحاجة أيضا إلى دبلوماسيين وخبراء في التنمية قادرين على أن يكونوا شركاءكم. والآن يمكننا القول إن جهودنا قد بدأت تؤتي ثمارها في اليمن، حيث بدأ المتطرفون يعربون عن إحباطهم ويطلبون من مؤيديهم عدم تصديق كل شيء يقرأونه على شبكة الإنترنت». وقالت كلينتون إن الاختراق قد تم من قبل مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأميركية، مع الاستعانة بخبرة الجيش وأجهزة الاستخبارات.

وتعد هذه الخطوة هي الأحدث في إطار الجهود الأميركية لمكافحة الإرهاب عبر الإنترنت لوقف انتشار الفكر الإسلامي المتشدد والذي تمتد جذوره منذ ما لا يقل عن عقد من الزمان على الأقل.

القيادة المركزية الأميركية لديها فريق عمل متخصص في مراقبة المدونات والمنتديات التي تتبنى توجهات وسطية والتفاعل مع المستخدمين، حسب تصريحات الميجور ديفيد نيفرز، الرئيس السابق للفريق. وفي حوار له خلال العام الحالي، قال نيفرز «نعمل على تركيز طاقتنا وجهودنا على هؤلاء الذين لم يصبحوا متشددين بعد. تكمن الفكرة في اختيار أي موضوع يدور النقاش حوله ووضع تعليق متطرف أو دعاية كنقطة بداية للمتلقين». ويقول إيفان كوهلمان، وهو مستشار في شؤون الإرهاب الدولي والذي يتتبع مواقع الجهاديين «يستخدم تنظيم القاعدة خططا وآيديولوجيات ذات طبيعة جدلية ومسببة للخلاف، والتركيز على ذلك يسيء بشكل كبير لصورة (القاعدة)، وحملات التجنيد التي تقوم بها وجهودها من أجل شن هجمات جديدة». ومع ذلك، بدا كوهلمان متشككا بشأن نجاح هذه الخطة، حيث تساءل «هل يصل ما ننشره على المنتديات الخاصة بالقبائل إلى جمهور كبير بالدرجة التي تحدث الفارق؟ لو كنت تعيش في اليمن وفي منطقة تحكمها القبيلة، فقد لا تحتاج إلى الدخول على موقع الإنترنت للانضمام لـ(القاعدة)».

* خدمة «واشنطن بوست»

* خاص بـ«الشرق الأوسط»