«مطار» شفيق مغلق في وجه الإخوان و«السادات» يصوت لـ«صباحي»

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء ناخبين في اليوم الثاني للاقتراع

TT

تباينت ردود فعل الناخبين المصريين تجاه من يختارونه رئيسا للبلاد. وعلى عكس اليوم الأول للاقتراع أول من أمس، والذي اتسم بفورة وجدانية، طغت فيها مظاهر الفرح بالمشاركة في أول انتخابات رئيسية حقيقية، ومع تناثر ملامح افتراضية لثقل المرشحين الثلاثة عشر أمام صناديق الاقتراع، اتسم اليوم الثاني والأخير للماراثون الانتخابي بمسحة عقلانية، تجلت في انشغال الكثير من الناخبين بإجراء مواءمات سياسية بين المرشحين.

«الشرق الأوسط» استطلعت في عباءة هذا المشهد آراء ناخبين أمام لجان الاقتراع، فببساطة شديدة يفسر مجدي حسين (39 عاما) مدرس لغة عربية، تصويته للفريق أحمد شفيق قائلا: «هو رجل صاحب إنجازات. يكفي أنه بنى (أسس) مطارات مصر كلها ولم يكذب علينا كالإخوان».

وأوضح حسين، والذي سبق وصوت لحزب الحرية والعدالة الإخواني في الانتخابات البرلمانية، أن عدم تنفيذ الإخوان لوعودهم الانتخابية جعله يبتعد عن مرشحهم محمد مرسي. وقال حسين، بينما كانت والدته تطالبه بعدم الكلام: «أثق في شفيق والإخوان كاذبون.. قالوا لن نسيطر على البرلمان وسيطروا عليه.. قالوا لن نرشح أحدا منا للرئاسة وفعلوا.. لا يمكن تصديقهم».

ويعتقد الكثير من الناشطين أن رموز النظام السابق ينفقون ملايين الجنيهات لترجيح الانتخابات لصالح شفيق، لكن أخت مجدي، مروى حسين (26 عاما) ربة منزل، قالت بغضب شديد وهي تلوح بيدها بتوتر «لم يعطنا أحد أي أموال.. نحن مواطنون شرفاء ولنا رأينا الحر».

وبينما يروج عبد المنعم أبو الفتوح لنفسه كرمز للاصطفاف الوطني بعيدا عن خلفيته كقيادي إخواني طيلة نحو 35 عاما، فإن الكثير من الناخبين أوضحوا لـ«الشرق الأوسط» أنهم ابتعدوا عن التصويت لأبو الفتوح بسبب خلفيته الإسلامية.

وقال مصطفى منصور (24 عاما) موظف بشركة اتصالات: «أبو الفتوح إسلامي وأنا لن أصوت للإسلاميين مجددا»، وهو ما أيده محمد عنتر (33 عاما) سباك، بقوله: «أنا مقتنع بأنه مرشح سري للإخوان».

على النقيض قال حسن إبراهيم، طالب جامعي (23 عاما): «البرلمان إسلامي في يد الإخوان.. ونحن لا نريد العودة لزمن الحزب الوطني الذي كان يسيطر على كل شيء لذا اخترت أبو الفتوح».

العديد ممن صوتوا لحمدين صباحي قالوا إن مشاداته التاريخية مع الرئيس المصري السابق أنور السادات لعبت دورا حاسما في اختياره. وقال محمد بيومي، طالب حقوق (23 عاما): «صباحي رجل جريء يكفي أنه تحدى السادات حينما كان في الجامعة».. وهو ما توافقت معه لمياء أحمد، موظفة (36عاما)، قائلة: «صباحي رجل له تاريخ منذ أيام السادات وحتى حين كان نائبا في البرلمان».

وفيما كان مطار شفيق حافزا لأنصاره لدعمه، كانت وزارة الخارجية المصرية وإسرائيل الأكثر ترددا على لسان المصوتين لعمرو موسى. وقال أحمد إبراهيم (56 عاما) موظف بشركة الكهرباء، بينما كان خارجا من اللجنة: «صوتت لموسى لمواقفه الوطنية الكثيرة ضد إسرائيل، هو فخر الخارجية المصرية».