مصريون يرتبكون أمام بطاقات الاقتراع في امتحان المستقبل

سيدة بكت بعد منح صوتها للمرشح الخطأ

ضابط جيش مصري يعين سيدة قعيدة أصرت على المشاركة للدخول إلى لجنتها الانتخابية أمس (رويترز)
TT

دوت صرخة من خلف ساتر الاقتراع داخل لجنة رقم 3 في مدرسة السادات بمدينة العاشر من رمضان (شرق القاهرة)، كانت الصرخة لسيدة مصرية جعلها ارتباكها أمام ورقة الاقتراع تخطئ بوضع علامة أمام مرشح غير ذلك الذي تنتوي اختياره، في أول انتخابات ديمقراطية في البلاد.

لم تفلح توسلات السيدة في إقناع القاضي المشرف على اللجنة منحها ورقة تصويت أخرى غير تلك التي استخدمتها، فقد وضعت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات ضوابط لتعزيز ثقة المصريين في الانتخابات التي طالما فقدوا الثقة فيها طوال العقود الثلاثة الماضية.

وشارك المصريون بكثافة في الانتخابات البرلمانية والاستفتاء على التعديلات الدستورية خلال العام الماضي، لكن انتخابات الرئاسة لا تزال تحظى باهتمام خاص.

ويعتقد كثير من الناخبين أنهم شاركوا في أول تجربة ديمقراطية في تاريخ البلاد. وقد عكس حرصهم الزائد وارتباكهم أمام بطاقة الاقتراع، شعورا بأهمية وخطورة هذه اللحظة التي وصفها الكثيرون بالتاريخية.

وتقول أسماء محمود إنها وضعت خطا خفيفا بالقلم أسفل اسم المرشح الذي منحته صوتها لتتأكد من أنها وضعت العلامة بشكل صحيح، وعند خروجها من لجنة الاقتراع في مدينة العاشر من رمضان أيضا، عادت للاستفسار عما إذا كان ذلك الخط يبطل صوتها أم لا. ورغم تطمينات القاضي المشرف على لجنة الاقتراع، فإنها لا تزال قلقه.. «أشعر بالندم كان يمكنني تجنب أي خطأ».

ولم يفلح المراقبون للشأن السياسي في توقع نتائج المنافسة بين 13 مرشحا في الانتخابات الرئاسية، والتي من المنتظر أن تظهر المؤشرات الأولية لنتائجها اليوم (الجمعة)، الأمر الذي ساهم في تنامي شعور المصريين بأهمية كل صوت.

ويقول محمد حسن الذي أدلى بصوته في محافظة الجيزة إنه ظل يراجع بطاقة التصويت عدة مرات قبل أن يضعها في صندوق الاقتراع.. «توقفت أكثر من مرة خلف الساتر داخل اللجنة.. ثم عدت وفتحت البطاقة بعد أن طويتها أمام الصندوق ليطمئن قلبي». ويرى مراقبون أن اليد المرتعشة أمام صناديق الاقتراع تعد تعبيرا صادقا عن المنافسة الشرسة التي تشهدها البلاد، خاصة وأن الصراع ربما يحسم مؤقتا صراع هوية الدولة خلال السنوات الأربع المقبلة، حيث الاستقطاب الحاد بين مرشحين إسلاميين وأنصار الدولة المدنية، بالإضافة لنوع آخر من التمييز بين مرشحين محسوبين على تيار الثورة، وآخرين محسوبين على نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وبينما ينتظر الناخب مايكل أسعد ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية، يقول: «رغم تفوقي الدراسي كنت دائما أشعر بالقلق في اللحظة التي أقوم فيها بتسليم ورقة الإجابة.. وقد انتابني نفس هذا الشعور وأنا ألقي بورقة الانتخاب في الصندوق.. شعرت بألم خفيف في معدتي وبدأت أتصبب عرقا.. وكنت أود لو تأكدت ألف مرة من ورقة الانتخابات». وأضاف: «في الامتحان أنت تجني مجهودك.. لكن مشكلة الانتخابات هو أنك مجبر على أن تنتظر نتائج الآخرين».