مهدي عاكف لـ «الشرق الأوسط»: نراهن على الشعب المصري رغم أنف المفسدين والمشككين

مرشد «الإخوان» السابق قال إن ما تردد عن تصويته لـ«أبو الفتوح» غير حقيقي و«قلة أدب»

عجوز مصري فقد ابنه في ثورة 25 يناير في مكان اعتصامه بميدان التحرير انتظارا لتحقيق أهداف الثورة (رويترز)
TT

أشاد محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، بانتخابات الرئاسة المصرية التي اختتمت جولتها الأولى أمس، وقال «إنها تثبت أن الشعب المصري شعب حضاري من الدرجة الأولى»، رافضا في الوقت نفسه الإفصاح عن تصوره لفرص الدكتور محمد مرسي مرشح الجماعة في الانتخابات الرئاسية.

وقال عاكف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس: «هذه الانتخابات تدل على عظمة الشعب المصري وحضارته التي نراهن عليها رغم أنف كل المفسدين والمشككين»، إلا أنه رفض الإفصاح عن هوية من وصفهم بالمفسدين والمشككين.

وأضاف «ذهبت إلى صندوق الاقتراع أول من أمس، وسعدت جدا بهذا الزخم من الناخبين وهذا التنظيم الراقي للعملية الانتخابية»، رافضا في الوقت نفسه الإفصاح عن توقعاته بشأن فرص الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وقال عاكف «الشعب هو الذي سيختار الفائز؛ سواء مرسي أو غيره، وأنا أثق في اختيار الشعب أيا كان وسنستجيب له».

ونفى عاكف ما تردد عن أنه صوت في الانتخابات الرئاسية للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي المفصول من جماعة الإخوان المسلمين، قائلا «هذا الكلام غير حقيقي وغير معقول وقلة أدب»، مضيفا «صوتي لمحمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، فمرسي لم يرشح نفسه وإنما رأت الجماعة ترشيحه، وثانيا كل المرشحين أصدقائي ولكن مرسي هو أفضلهم جميعا خلقا وعلما وسياسة لإدارة هذه الأمة»، ووصف التقارير التي تحدثت عن تصويته لعبد المنعم أبو الفتوح بأنها تأتي في إطار الحملات غير الدقيقة على «الإخوان المسلمين».

وقال عاكف، الذي تولى منصب مرشد عام الجماعة خلال الفترة من عام 2004 حتى عام 2010: «منذ أن نجح (الإخوان المسلمون) في الانتخابات البرلمانية وهم يواجهون حملات هجوم شرسة في غاية السوء وقلة الأدب ولا تمل ولا تكل وتتفانى في التضليل بأموال لا أول لها ولا آخر، ومع ذلك ظلت جماعة الإخوان المسلمين صامدة وشامخة، وأسأل الله أن يعينهم على تلك الفلول التي لا أخلاق لها ولا دين».

ووجه عاكف تحية إلى الشعب المصري الذي أثبت في كل وقت أنه أهل للحرية والنهضة. وأضاف «أؤكد أن الشهداء في أعناقنا وهم أحياء عند ربهم وحقوقهم لن تضيع».

ويعتبر عاكف، أول مرشد عام لجماعة الإخوان المسلمين يحمل لقب سابق في حياته، وهو السابع في تاريخ الجماعة، إذ إنه رفض الاستمرار في منصبه بعد انتهاء فترة ولايته عام 2010، ورفضه الترشح لفترة جديدة، ليخلفه المرشد الحالي محمد بديع.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها جماعة الإخوان المسلمين مرشحا للرئاسة في مصر منذ تأسيسها عام 1928 على يد الإمام حسن البنا، لكونها جماعة ظلت محظورة لعشرات السنوات بموجب الدستور المصري، وتعرض أعضاؤها على مر التاريخ إلى إجراءات أمنية قمعية وقبع عدد منهم في السجون لفترات طويلة في عهد رؤساء مصر؛ بدءا من جمال عبد الناصر مرورا بأنور السادات ونهاية بحسني مبارك.

ولم يشفع حصول جماعة الإخوان المسلمين على نحو 20 في المائة من مقاعد مجلس الشعب عام 2005 في توقف تلك الإجراءات، بل زادت بعدها بعدما اعتبر نظام مبارك أن هذه النسبة تمثل تحديا له وعمل بعدها على قمع أعضاء الجماعة وقياداتها.