المصريون يختتمون التصويت.. ويحبسون أنفاسهم انتظارا للنتيجة

تراشق بالبيانات بين موسى وشفيق.. وإشادة أميركية بالانتخابات

سيدة ترفع طفلها ليسهم على طريقته في الانتخابات من خلال وضع صوت والدته بالصندوق أمس (رويترز)
TT

اختتم الناخبون المصريون أمس التصويت في الجولة الأولى لأول انتخابات رئاسية تشهدها بلادهم بعد ثورة 25 يناير من العام الماضي، والتي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك بعد ثلاثين عاما من الحكم.

وشهدت بعض اللجان في اليوم الثاني للتصويت تأخرا في فتح الصناديق أمام الناخبين لمدة ساعة، وتفاوتت نسب الإقبال على صناديق الاقتراع أمس، حيث اختفت طوابير الناخبين في كثير من اللجان والمدن منذ الصباح، في حين استمرت كثافة الإقبال على الصناديق بمناطق أخرى بنفس نسبة اليوم الأول.

وقالت مصادر قضائية في غرفة عمليات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية إن ارتفاع درجة الحرارة أمس هو السبب الرئيسي لضعف الإقبال على التصويت، مشيرة إلى أن نسب الإقبال تزايدت في نهاية اليوم وقبل غلق باب التصويت، لافتة إلى أن نسبة الإقبال في اليوم الأول من التصويت بالانتخابات وصلت إلى 40 في المائة من إجمالي عدد الناخبين.

وقالت وحدة الانتخابات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان إن الشكاوى الواردة للمجلس تتعلق بفتح باب التصويت في اليوم الثاني بسبب تأخر بعض القضاة ومندوبي المرشحين، لأن القاضي لا يستطيع فتح الصناديق للتصويت إلا في حضور اثنين من مندوبي المرشحين على الأقل.

وعلى صعيد متصل، أشاد وفد الكونغرس الأميركي برئاسة ديفيد رايد، عضو الكونغرس ورئيس لجنة سن التشريعات القانونية، والذي تجول باللجان المختلفة بالقاهرة، بمستوى الانتخابات الرئاسية عند زيارته لأعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان ووحدة الانتخابات، خاصة وأن نسب المخالفات كانت أقل بكثير من مخالفات انتخابات البرلمان، وفقا للمراقبين. وكان وفد الكونغرس الأميركي الذي يتابع سير العملية الانتخابية قد قام بالتجول في اللجان المختلفة لرصد أجواء الانتخابات الرئاسية، ومن المقرر أن يصدروا بيانا بملاحظاتهم على الانتخابات الرئاسية مع غلق باب التصويت في الجولة الأولى.

وكشف المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية عن أن اللجنة تلقت 57 طلبا من المحبوسين احتياطيا في السجون المصرية على ذمة قضايا متهمين بها للتصويت في الانتخابات الرئاسية، إلا أنه لم يحدد أسماء الذين طلبوا التصويت، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن اللجنة تلقت الطلبات دون النظر لأسمائهم وقامت بتوفير الإجراءات القانونية لتصويتهم في الانتخابات بالتعاون مع وزارة الداخلية ومصلحة السجون.

ونفت مصادر قضائية بلجنة الانتخابات انتداب لجنة خاصة للمركز الطبي العالمي المحجوز به الرئيس السابق حسني مبارك للإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية، حيث أشارت إلى أن مبارك لم يطلب التصويت في الانتخابات.

وأصدرت لجنة الانتخابات الرئاسية تعليمات لكافة القضاة المشرفين على العملية الانتخابية ببدء فرز الأصوات داخل اللجان الفرعية بعد نصف ساعة فقط من غلق باب التصويت؛ في حضور مندوبي المرشحين ومراقبي منظمات المجتمع المدني المرخص لها ومندوبي وسائل الإعلام.

وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية قد قررت مد فترة التصويت إلى الساعة التاسعة من مساء أمس بدلا من الثامنة في ظل تزايد أعداد الناخبين في فترة المساء، كما سمحت اللجنة لكافة الناخبين الموجودين بداخل اللجان بالإدلاء بأصواتهم حتى لو تجاوز الوقت المحدد لغلق باب التصويت.

وقال المستشار عمر سلامة عضو الأمانة العامة للجنة الانتخابات الرئاسية إن اللجنة وضعت خطة لمتابعة عمليات الفرز في مختلف لجان الانتخابات مساء أمس لتأمين أصوات الناخبين من أي تهديد أو تلاعب، ولضمان انتهاء عمليات الفرز دون أي أحداث شغب وخاصة من أنصار أي من المرشحين.

ووفقا لقانون الانتخابات الرئاسية، يفوز المرشح في الانتخابات من الجولة الأولى إذا حصل على أكثر من 50 في المائة من أصوات الناخبين، وإذا لم يتحقق هذا الشرط لأي من المرشحين تجرى جولة إعادة بين أعلى اثنين من المرشحين حصولا على أصوات الناخبين.

من جهة أخرى، شهد يوم أمس تراشقا بالبيانات بين حملتي المرشحين عمرو موسى وأحمد شفيق، بسبب شائعة ترددت عن تنازل موسى لصالح شفيق، فأصدر موسى بيانا نفى فيه الأمر قائلا: «إن مصر ستدخل في صدام غريب سيصيب كل الناس بضرر بالغ من منطلق الشائعات التي يصدرها شفيق، والتي تمتاز بالعنف والعصبية»، ودعاه للتنازل لصالحه.

وقال موسى في بيانه «أرجوك يا شفيق لا تفسد الديمقراطية واتركها لمصر، وخطأ كبير أن نترك الماضي ونتجاهل الشهداء وترشح نفسك للرئاسة.. ولا يجوز أبدا أن يكون رئيس مصر القادم هو رئيس وزراء مصر في عهد موقعة الجمل».

واعتبر موسى أن «كل هذه الشائعات التي تصدرها حملة شفيق تستهدف إنتاج نفس أساليب النظام البائد، وبالذات لجنة السياسات التي تدير الحملة الانتخابية للفريق شفيق»، على حد قوله. ووصف موسى نفسه قائلا: «أنا أستهدف إعادة الأمن والاستقرار لمصر، وشفيق يستهدف القهر والذل مرة أخرى».

وردت حملة شفيق ببيان أكدت فيه أن مرشحها مستمر في السباق الرئاسي حتى النهاية وبات قاب قوسين من حسم الانتخابات من الجولة الأولى، وأنه لا صحة لما أثاره المرشح عمرو موسى من انسحاب شفيق والتنازل لصالحه.

وقالت الحملة إنها «تقدر الحالة النفسية للسيد عمرو موسى نظرا لخروجه المبكر من السباق، ومخالفة كافة التوقعات التي سبق وأعلن عنها». وأهابت الحملة بكافة وسائل الإعلام أن تراعي الدقة فيما تنقله عن المرشحين المنافسين وألا تنقل أخبارا مثل هذه إلا عبر الحملة مباشرة.

وفي الإسكندرية، واصل ملايين الناخبين تصويتهم في آخر أيام الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في إقبال وصف بالمتوسط، وتأخر فتح اللجان في بعض المناطق مثل بقية المحافظات.

وفي محافظة قنا بصعيد مصر، تبادل أنصار المرشحين الاتهامات بارتكاب خروقات انتخابية متعددة، وسط إقبال متوسط من الناخبين بسبب حرارة الطقس، وهو نفس الأمر الذي تكرر في محافظة الأقصر المجاورة، التي شهدت مشاجرة في مدينة إسنا بسبب قيام حملة أحد المرشحين الإسلاميين بتوجيه الناخبين لصالحه.

وإلى الشرق من القاهرة، وفي محافظات قناة السويس (بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس)، ومحافظتي شمال وجنوب سيناء، شهدت اللجان الانتخابية إقبالا محدودا في ساعات النهار وحاول المرشحون حشد أنصارهم للإدلاء بأصواتهم.