«مقاطعون».. الحاضر الغائب في الانتخابات المصرية

اختلفت بينهم الأسباب والتوقعات

TT

بينما يتجادل المصريون حول الأفضل في رأيهم من بين 13 مرشحا للرئاسة، في الانتخابات الأولى بعد الثورة المصرية التي أطاحت بالنظام السابق، والأولى الحقيقية منذ مئات السنين.. تقف فئة لا بأس بها بعيدة عن هذا الجدل، وإن اشتبكت مع جميع الأطراف في جدلية موازية؛ حول أهمية المشاركة من عدمها.

ويقاطع الانتخابات الحالية عدد من فئات المجتمع المصري، منهم من يقاطعها بصورة إرادية علنية، ومنهم من يقاطعها نتيجة عدم اهتمام.

وأعلنت عدة اتجاهات خرجت من رحم الثورة المصرية مقاطعتها للانتخابات مبكرا، وذلك تحت شعار «لا انتخابات تحت حكم العسكر».. ويرى هؤلاء، بحسب قول أحدهم ويدعى أحمد عصام (35 عاما) لـ«الشرق الأوسط»: «الانتخابات تحت حكم العسكر لا تجوز، لأننا وقتها نكون رضينا بقواعد اللعبة كما فرضها علينا، لا كما تفرضها الإرادة الشعبية للمصريين.. وعند خروج النتيجة لن يتمكن المشاركون في تلك المسرحية من الاعتراض، لأن الرد سيكون أن عليهم الالتزام بقواعد الديمقراطية».

ويضيف علي عبد الحفيظ (27 عاما) وهو من ذات الفصيل، أن «الإعلان الدستوري (الذي شمل بعض المواد التي تحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات) رسخ لإمكانية تزوير الإرادة الشعبية.. وذلك لأنه جرَّم الاعتراض على قرارات لجنة الانتخابات»، مضيفا في سخرية: «من الممكن أن تقول اللجنة إن الفائز في الانتخابات هو الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ ولا نستطيع الطعن في ذلك.. لن نشارك في هذه الجريمة».

لكن المقاطعين ليسوا كلهم أصحاب دواع سياسية، فمنهم عبد السلام (42 عاما) عامل، والذي يقول: «أنا مش عاجبني ولا واحد من المرشحين.. شايفهم كلهم أصحاب مصالح». كما أن منهم أيضا بعض المضطرين، مثل محمد كمال (32 عاما) والمغترب في بريطانيا، والذي قال لـ«الشرق الأوسط» في خجل: «كنت أتمنى المشاركة، لكن موقفي القانوني في الإقامة ببريطانيا غير سليم تماما.. ولا أستطيع حتى أن أذهب إلى سفارة بلدي؛ رغم أنني كنت أتمنى المشاركة»، مؤكدا أن حاله ينطبق على ملايين المصريين المغتربين.

وتظل تلك الفئات، رغم ذلك، تمثل جزءا من المقاطعين للانتخابات المصرية، إذ إن هناك فئة أخرى، لم تقاطع الانتخابات تماما، ولكنها من فرط الحيرة فضلت تأجيل مشاركتها إلى المرحلة الثانية من العملية الانتخابية، بعد أن أكدت كل المؤشرات استحالة حسم النتيجة من المرحلة الأولى؛ وفقا لقواعد العملية الانتخابية التي تنص على ضرورة حصول أحد المرشحين على نسبة 50 +1 من عدد أصوات الناخبين.

وبتردد يقول شريف محمود (42 عاما) طبيب: «قتلتني الحيرة في ترجيح أحد المرشحين.. استبعدت من استبعدت، ولكن ظل أمامي نحو 3 مرشحين لم أستطع الحسم فيما بينهم.. فضلت أن أوفر مجهودي للمرحلة الثانية التي سيكون فيها اسمان أو ثلاثة للاختيار بينهم».

لكن عبد الله طلعت، وهو أحد الشباب الذي شارك بالثورة المصرية، ويشارك بحملة أحد المرشحين الرئاسيين، يقول في أسف: «كل المقاطعين يفتحون بسلبيتهم الباب لترجيح كفة الآخرين.. وسوف يسفر ذلك عن فوز المعسكرات الأخرى بالأصوات، ووقتها سنضطر للانتخاب بين أسوأ الخيارات الموجودة».