اللجان الشعبية تستعيد أيام الثورة أمام اللجان الانتخابية

شاركت في تنظيم الطوابير وتوفير سبل الراحة لكبار السن

TT

شهدت الكثير من مقار اللجان الانتخابية عودة للجان الشعبية التي انتشرت إبان أحداث الثورة لتعويض غياب الأمن. ففي مدرسة عزيز أباظة بمنطقة أرض الغولف بضاحية مصر الجديدة اصطفت آلاف السيدات للإدلاء بأصواتهن، وبسبب الزحام الشديد أحاطت الطوابير بأسوار المدرسة من الجهات الأربع. وقادت شابة في العشرين من عمرها اسمها ياسمين إيهاب، أحد أعضاء «شباب أرض الغولف المتحضر»، إحدى اللجان الشعبية لتنظيم الصفوف وإرشاد الناخبين إلى الأماكن المخصصة لهم.

تقول ياسمين لـ«الشرق الأوسط»: «نأتي منذ الصباح لننظم دخول وخروج الناخبين ونلبي احتياجات كبار السن من كراس للجلوس عليها أو الشماسي نظرا للشمس الحارقة، ونحاول أن نمنع حدوث أي تجاوزات».

وتضيف: «ما يساعدنا أن الناخبين أنفسهم لا يقبلون حدوث أي تجاوزات سواء باختراق الطوابير أو توجيه الناخبين لمرشح بعينه أو السماح بالدعاية للمرشحين». وكان اللافت في لجنة شباب أرض الغولف أن غالبية المتطوعين دون سن المشاركة في العملية الانتخابية، إلا أنهم قرروا المشاركة «بطريقتهم» في أول انتخابات رئاسية في مصر بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وشهد حي الزمالك حملة مراقبة ومساعدة للمواطنين في تسهيل العملية الانتخابية الخاصة بهم من حيث التنظيم خارج اللجان، تقودها مجموعة «حراس الزمالك»، والذين بدأوا نشاطهم الاجتماعي خلال الأيام الأولى لثورة 25 يناير. وتقول صافي كمال (40 سنة) إن الترتيبات للإعداد ليومي الانتخاب تمت قبلها بفترة كافية لتوزيع الأدوار بين المتطوعين من سكان الزمالك، وقمنا بتوفير نقاط نظام لتنظيم المرور أمام اللجان الانتخابية المنحصرة في كلية التربية الفنية وكلية التربية الرياضية بالزمالك، وكذلك أماكن انتظار السيارات تسهيلا على الجميع.

وتضيف كمال أنهم وضعوا لافتات لتحديد أرقام اللجان أمام الأماكن المخصصة لطوابير السيدات والرجال، وتم تحديد الطوابير بالحبال حتى لا يتم اختراقها كما وضعوا العديد من سلال المهملات، وارتدى أعضاء اللجنة قمصانا مميزة لهم من اللون الفوسفوري. وتابعت كمال: «وجدنا صعوبة فقط مع السيدات، لأن نسبة الإقبال والمشاركة بينهن كانت كبيرة».

ومن أمام مدرسة القنال بحي زهراء المعادي شهدت اللجان هناك أيضا بعض نقاط التنظيم من قبل سكان الحي، وقال محمد السيد (38 سنة) لـ«الشرق الأوسط» إن «مجموعة من الشباب شاركوا رجال القوات المسلحة في تنظيم صفوف الناخبين والنداء على أرقام اللجان الخالية لاختصار الوقت على الجميع، وفصل كبار السن لتسهيل دخولهم».

ولفت السيد إلى التزام المواطنين بمغادرة اللجان الانتخابية دون تذمر بعد اعتذار أفراد القوات المسلحة لهم بسبب انتهاء الوقت المحدد للاقتراع في اليوم الأول، على الرغم من عدم تمكنهم من الإدلاء بأصواتهم بعد طول فترة الانتظار.