ناطق باسم كتائب فتح في غزة: انتظار التوحيد لفترة أطول يعني خسارة المزيد

قال لـ «الشرق الأوسط» إن التشكيلات العسكرية ستندمج وملتزمة بقرار الرئيس

كتائب الأقصى الجناح العسكري الرئيسي لفتح في عرض عسكري سابق («الشرق الأوسط»)
TT

قال أبو هارون، الناطق الرسمي باسم الكتائب العسكرية لحركة فتح في قطاع غزة، إن توحيد هذه التشكيلات تحت قيادة واسم واحد على غرار باقي التنظيمات الفلسطينية الأخرى، يواجه عقبات من بينها موقف قيادة الحركة «الضبابي» من هذه التشكيلات. وأضاف أبو هارون في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل على توحيد التشكيلات قديم ومستمر ووصل إلى مرحلة تبنيها موقفا موحدا من العمل على الأرض، لكن الفجوة الكبيرة ما بين قيادة الحركة والأجنحة المسلحة، يمنع خطوة التوحيد الكامل في هذه المرحلة».

ويتفهم أبو هارون الظروف السياسية التي تحكم الحركة، لكنه يقول إنها كانت وما زالت حركة تحرر وطني «ونحن هنا لا نتحدث عن السلطة الفلسطينية التي تحكمها اتفاقات». وتعترف فتح بعناصر التشكيلات المسلحة، كعناصر أو موظفين في فتح والسلطة، وليس كمسلحين كما قال أبو هارون «وهذا هو سبب الأزمة».

وأضاف «نريد قرارا واضحا ومحددا من قيادة الحركة في ما يخص الموقف من التشكيلات وتوحيدها ووضع آليات عمل لها». وتابع القول إن «جميع الفصائل لها مشروع مقاوم وأجنحة مسلحة موحدة. ويجب أن تتبنى فتح هذا المشروع». واستطرد قائلا «نعرف أنه لا يمكن مثلا للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أن يتبنى ذلك بسبب موقعه الدولي المهم، لكن هناك آليات كثيرة ومختلفة».

وبالنسبة لأبو هارون فلا يعني توحيد أجنحة فتح والاعتراف بها، خروجا عن موقف الحركة المعروف في ما يخص أشكال المقاومة. وقال «بالعكس، هذا يخدم فتح، عندما يتم توحيد جميع عناصرها تحت قيادة واحدة.. هذا يخدم الحركة وموقفها بما في ذلك الموقف من التهدئة مثلا».

وأضاف «التشكيلات الآن وغدا، ملتزمة بالقرار السياسي للرئيس محمود عباس وعلى الأرض أيضا». لكن أبو هارون حذر من أن الانتظار أكثر، يعني خسارة المزيد من عناصر الحركة، وقال «الأزمة ليست بسيطة، وسنخسر أكثر وأكثر». وأوضح «نريد توحيد التشكيلات حتى لا يتم استقطاب المزيد أو تمويل البعض من جهات أخرى».

وهو بذلك يشير إلى ما كانت «الشرق الأوسط» قد نشرته في عددها أمس عن وجود انشقاقات داخل هذه التشكيلات تمولها وترعاها إيران وحزب الله اللبناني.

وأضاف «فقدنا الكثير من عناصرنا قبل ذلك، فألوية الناصر وكتائب الأحرار والمجاهدين، خرجت من رحم فتح، لا نريد أن نخطئ مرة أخرى».

وأردف «ما الذي يمنع تبني هذا المشروع.. انظر إلى حركة حماس، فهي توسع من علاقتها وتعزز شرعيتها، ولا تتخلى عن كتائب القسام».

وأقر أبو هارون بوجود بعض الخلافات داخل التشكيلات التي أدت إلى ظهور تشكيلات جديدة، لكنه نفى أن يكون ذلك انشقاقا داخل فتح.

وقال «بخصوص ما نشرتموه، نعم هناك تشكيلات جديدة تظهر على الساحة، لكنني أنفي أن تكون هناك انشقاقات». وأضاف «في النهاية وفي الأول والآخر، جميعنا تجمعنا فتح، وجميع التشكيلات تدعم مشروع التوحد في مجلس عسكري واحد»، موضحا أن «لا أحد يختلف على مسألة التوحيد».

وقال أبو هارون «حركة تحرر لها نقابات ومؤسسات، يجب أن يكون لها جناح عسكري». وأضاف متسائلا «في ظل هذه الظروف الصعبة في غزة.. لماذا يتم التغاضي عن هذا الملف؟». وأكد أبو هارون أن تشكيل أي قوة لفتح، ليس موجها ضد أحد، وقال «بندقيتنا موجهة فقط للاحتلال ولا نسعى لتشكيل قوة في مواجهة أي فلسطيني».

وتضم التشكيلات العسكرية لفتح الآلاف من العناصر، وكان يعمل الكثير منهم في أجهزة السلطة السابقة في غزة، قبل أن تسيطر حماس على القطاع أواسط عام 2007 ولا تتبنى فتح الرسمية الآن، أيا من هذه الجماعات المسلحة، بعد أن حلت قبل أعوام كتائب الأقصى بشكل رسمي، وأحالتهم في الضفة الغربية إلى الأجهزة الأمنية.

لكن أبو هارون يرى «أن الوضع مختلف في غزة تماما»، ملمحا إلى إمكانية نقل هذه التجربة إلى غزة إذا ما عادت السلطة للعمل في القطاع، وتغيرت الظروف. وقال «كل شيء مرتبط الآن بالمصالحة»، مؤكدا «نحن ملتزمون وسنلتزم بأي قرار في وقته، لكن الواقع في غزة الآن مختلف، الاحتلال يستبيح كل شيء، ومطلوب منا أن نبقى في الساحة ندا لند».

ورفعت تشكيلات فتح هذا الطلب للجنة المركزية منذ أكثر من عامين، وتواصلت أيضا مع قيادة فتح الجديدة في القطاع. وقال أبو هارون «المطلوب منهم الآن أن يضعوا ملف الجناح العسكري في مقدمة ملفاتهم».