أوباما يقيم احتفالا خاصا لتسليم الرئيس الإسرائيلي أرفع وسام أميركي

في إطار الدعم المميز لإسرائيل والحملات الانتخابية

بيريس متحدثا إلى أعضاء الجالية اليهودية في مونتريال في كندا في 10 مايو الحالي (رويترز)
TT

في خطوة اعتبرها الإسرائيليون «مظاهرة تأييد غير مسبوقة»، قرر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عدم منح وسام الحرية للرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، سوية مع الفائزين الأميركيين بعد ثلاثة أسابيع، بل قرر إقامة حفل خاص له في البيت الأبيض بعد شهرين. وقالت مصادر مقربة من بيريس، إن أوباما يريد أن يكون منح الوسام إليه بمثابة حفل دعم لإسرائيل كلها، ولا يريد توزيع الاهتمام على 13 شخصية.

وكان أوباما قرر منح بيريس هذا الوسام، الذي يعطى عادة للأميركيين، وذلك للتعبير عن مدى تقديره له. ومنحه أيضا لـ12 شخصية أميركية أخرى مثل المغني بوب دلان ورجل الفضاء جون غلان، والأديبة طوني موريسون والقاضي جون بول ستيفانس ومدربة كرة السلة بيت ساميت والطبيب ويليام فوجغ وغيرهم. وسيسلم هؤلاء الأوسمة في 13 يونيو (حزيران) المقبل. لكن أوباما خشي أن يضيع بيريس بين هذه الكوكبة من النجوم الأميركيين فقرر إقامة حفل خاص به.

ورأت مصادر إسرائيلية في هذه الخطوة جزءا من الحملة الانتخابية للرئيس أوباما. فمع الاقتراب من يوم الانتخابات يتخذ سلسلة قرارات تظاهرية لدعم إسرائيل، حتى يواجه منافسه من الحزب الجمهوري الذي يتهم أوباما بالإساءة لإسرائيل من أجل إرضاء العرب. ولفتت في هذا السياق إلى المعركة التي يتسابق فيها نواب ديمقراطيون وجمهوريون في الكونغرس على زيادة الدعم الأميركي لإسرائيل، وبسبب هذا التنافس باتت الأكثرية البرلمانية في الكونغرس مضمونة لتقديم مساعدات اقتصادية وأمنية لإسرائيل لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، إنه إلى جانب المساعدات الأمنية السنوية التي تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار، والمساعدة للحماية من الصواريخ بقيمة تصل إلى نحو مليار دولار، فإن أعضاء في الكونغرس يعملون مؤخرا على سن قانون لتطوير التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل لعام 2012.

ويتضمن اقتراح القانون تعاونا في المعلومات الاستخبارية التي تعتمد على الأقمار الصناعية، ونقل طائرات للتزود بالوقود في الجو، ونقل العتاد الفائض من الحرب على العراق، وتسريع الإجراءات وخفض تكلفة الطائرات القتالية المستقبلية «إف 35». كما يضاف إلى اقتراح القانون بند خاص يتضمن نقل «ذخيرة خاصة» إلى إسرائيل.

وبحسب الصحيفة فمن المتوقع أن يتم تمرير القانون في الأيام القريبة بغالبية وربما بالإجماع، وذلك لأن نصف أعضاء مجلس الشيوخ كانوا شركاء في صياغة اقتراح القانون. وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن اقتراح القانون في مجلس الشيوخ سيقدم من قبل السيناتورة اليهودية بربارة بوكسر، ويتضمن إمكانية أن يتاح لإسرائيل حتى عام 2015 استخدام أموال الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل ولم يتم استغلالها. كما يتضمن اقتراح القانون تعهدات بإجراء مناورات عسكرية مشتركة على مستوى أعلى من مستوى المناورات الحالية. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن اقتراح القانون يدعو الإدارة الأميركية إلى تحديث المساعدات الأمنية لإسرائيل في المجالات التي ترفع من قدرات جيشها على العمل في مواجهة إيران. كما يدعو في هذا الإطار إلى إتاحة المجال لسلاح الجو الإسرائيلي بإجراء تدريبات في الولايات المتحدة، وزيادة دور إسرائيل في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك زيادة حضورها في مقر شمال الأطلسي والتدريبات. إلى ذلك، تابعت الصحيفة، أنه في أعقاب الانسحاب الأميركي من العراق، وفي حال تم تمرير القانون الجديد، فإن الولايات المتحدة ستسلم إسرائيل كميات هائلة من العتاد والآليات الدفاعية.