حرب زعامات داخل اليمين الفرنسي بعد رحيل ساركوزي

فيون وكوبيه يتنافسان بهدوء على رئاسة الحزب اليميني قبل أسابيع من الانتخابات التشريعية

المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني يشارك في امتحان لغة خلال زيارته مدرسة في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا أمس.. وشارك الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس في نقاش حول التعليم وقال إن المخصصات الفيدرالية التي يتضمنها برنامجه للتعليم سيمنح أطفال العائلات ذات الدخل المحدود حق التسجيل في أي مدرسة بولايتهم (أ.ف.ب)
TT

اندلعت حرب زعامات داخل اليمين الفرنسي إثر هزيمة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي انسحب من الحياة السياسية وذلك قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات تشريعية يأمل الاشتراكيون الذين تولوا السلطة، في الفوز بها. وكان أول من دشن هذه الصراعات فرنسوا فيون رئيس الوزراء السابق الذي كان بقي في ظل ساركوزي طوال السنوات الخمس لرئاسته.

فقد أكد أول من أمس أنه لم يعد «هناك زعيم طبيعي» على رأس حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية»، واضعا بذلك حدا لوحدة مزيفة أراد قادة اليمين إظهارها حتى هذا الموعد الانتخابي.

وكان فيون يشير تحديدا إلى جان فرنسوا كوبيه الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي يسعى مثله إلى أن يكون مرشح الانتخابات الرئاسية في 2017 ويعرف عن نفسه بأنه «زعيم الحزب» في صفوف اليمين.

ومنصب رئيس الحزب الذي كان يتولاه ساركوزي قبل توليه الرئاسة في 2007 «جمد» خلال فترة ولايته، ومن المقرر إسناده في الخريف، وهو يمنح لمن يتولاه أفضلية كبيرة في سباق الترشح للانتخابات الرئاسية في 2017. وعلاوة على كوبيه وفيون لمح قادة آخرون في معسكر اليمين إلى اهتمامهم بالمنصب مثل وزير الخارجية السابق آلان جوبيه، لكن دون إعلان ذلك صراحة.

وكان ساركوزي، 57 عاما، أعلن في يوم هزيمته أمام الاشتراكي فرنسوا هولاند في 6 مايو (أيار) أنه ينوي أن يصبح «فرنسيا مثل باقي الفرنسيين» لكنه أبقى على الغموض بشان نواياه. ومنذ ذلك التاريخ أكد مقربون منه أن ساركوزي الذي وصف لفرط حركيته بـ«الرئيس فوق العادة»، أن ساركوزي انسحب نهائيا من الحياة السياسية. وحال إنهاء تسليم السلطة لهولاند، توجه ساركوزي إلى المغرب مع أسرته بدعوة من العاهل المغربي محمد السادس الذي سبق أن استضافه في السابق. وهو يرتاح في إقامة فاخرة وضعت تحت تصرفه في مراكش ويقرأ ويمارس الرياضة «ولا يطلع على القضايا السياسية» بحسب ما ذكر الثلاثاء وزير الداخلية السابق بريس اورتفو الصديق المخلص لساركوزي.

وقد بادر اورتفو بتشكيل «جمعية أصدقاء نيكولا ساركوزي» ووصف الأمر بأنه «بادرة عاطفية وليس سياسية». وقال فيون أمس: «بديهي أن الاتحاد من أجل حركة شعبية يشتاق لساركوزي فهو من أسهم بشكل كبير في نجاح هذه التشكيلة السياسية وهناك فراغ منذ رحيله».

وانتقد العديد من قادة اليمين بشدة تصريحات فيون في الوقت الذي يواجه فيه الحزب استحقاق الانتخابات التشريعية في 10 و17 يونيو (حزيران) المقبل وحدته تتصدع تحت تأثير اليمين المتطرف. وتسعى الجبهة الوطنية (يمين متطرف) المعززة بنتيجة زعيمتها مارين لوبن في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية (17.9 في المائة)، إلى إيجاد ظروف لتحالفات محلية مع اليمين التقليدي. ودعا كوبيه «كل أصدقاء الاتحاد من أجل حركة شعبية» إلى «الحكمة» والتركيز فقط «على التعبئة للانتخابات التشريعية».

وفي الأثناء، اعتبرت رشيدة داتي وزيرة العدل السابقة والتي اضطرت للتنازل عن الترشح في دائرتها الباريسية لحساب فيون، أن فيون «لم يكن مخلصا» تجاه كوبيه وكان «غير معترف بالجميل» إزاء ساركوزي. ومن جانبه قال جوبيه «آمل أن يكون الأمر مجرد تصريحات مؤسفة» لفيون، مشيرا إلى أن «أولوية الأولويات هي الوحدة» لمواجهة الانتخابات التشريعية. وفي معسكر كوبيه يعتبر البعض أن رئيس الوزراء السابق سحب سلاحه بشكل متسرع مخاطرا بإغضاب مناضلي الحزب وكوادره الذين يحلمون بالثأر لهزيمتهم في الانتخابات الرئاسية من خلال الانتخابات التشريعية.