سان سو تشي تستعد لأول جولة خارجية منذ 24 عاما

«العفو الدولية» تتهم الجيش في ميانمار بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

أونغ سان سو تشي (أ.ف.ب)
TT

تستعد زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي لبدء أول رحلة إلى الخارج منذ 24 عاما، الأسبوع المقبل، في خطوة اعتبرها محللون دليل ثقة غير مسبوقة من قبل سو تشي، في النظام الحالي. وستبدأ سو تشي جولتها بزيارة تايلاند ثم أوروبا.

وقال نيان وين، المتحدث باسم الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، إن سو تشي، حائزة جائزة نوبل للسلام والتي أمضت 15 عاما في الإقامة الجبرية «ستشارك في منتدى اقتصادي عالمي (لشرق آسيا) في تايلاند، وستكون أول رحلة لها إلى الخارج»، منذ عودتها إلى ميانمار عام 1988. وسيعقد المنتدى بين 30 مايو (أيار) الحالي و1 يونيو (حزيران) المقبل.

وبعد أن فرضت على سو تشي الإقامة الجبرية عام 1989، أمضت ما مجمله 15 عاما أسيرة في منزلها قبل الإفراج عنها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010. ولم تتجرأ سو تشي منذ عودتها إلى بلادها على مغادرة ميانمار خوفا من أن لا يسمح لها النظام العسكري الذي كان يتولى الحكم حتى العام الماضي بالعودة، حتى إنها بقيت في رانغون عام 1999 بينما كان زوجها يحتضر إثر إصابته بالسرطان في بريطانيا.

إلا أن ثين سين الجنرال السابق، قلب الموازين السياسية منذ توليه الحكم وقيام المجموعة العسكرية الحاكمة بحل نفسها في مارس (آذار) 2011. وباتت سو تشي التي حصلت على جواز السفر الأول لها منذ 20 عاما حرة في تحركاتها. ومن المفترض أن تلقي سو تشي كلمة في 14 يونيو (حزيران) في جنيف أمام منظمة العمل الدولية على أن تتوجه بعدها إلى أوسلو حيث ستلقي كلمة كان من المفترض أن تلقيها قبل 21 عاما عندما نالت جائزة نوبل للسلام. وبعدها ستتوجه إلى لندن حيث تابعت دراستها وعاشت لسنوات مع زوجها الراحل وأبنائها.

وأعلن مجلس العموم البريطاني (النواب) أن سو تشي قبلت دعوته لإلقاء كلمة أمام نواب المجلسين في 21 يونيو (حزيران) المقبل. ورحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي التقى سو تشي في رانغون في أبريل (نيسان) الماضي بهذا الحدث النادر، وقال كاميرون إن «تمكنها من السفر والإدلاء برأيها بحرية خصوصا أمام هذا البرلمان، إشارة لا تصدق على مدى التغيير الحاصل في بلادها».

ويرى محللون أن هذه الرحلة دليل على ثقة سو تشي غير المسبوقة بالنظام الحالي. وستستند سو تشي إلى هذه الثقة عندما ستشرح في العواصم الأوروبية استراتيجيتها إزاء العقوبات الدولية المفروضة على النظام في بلادها. وتأمل سو تشي برفع هذه العقوبات تدريجيا من أجل إبقاء وسيلة ضغط داخل النظام، خصوصا الجيش الذي يمكن أن يفكر في إعادة النظر في الإصلاحات. ودخلت سو تشي ابنة الجنرال أونغ سان أحد أبطال الاستقلال، المعترك السياسي عند عودتها إلى ميانمار عام 1988 لزيارة والدتها المريضة، حيث شهدت البلاد احتجاجات شعبية تعرضت لقمع دموي. وبدأت سو تشي مرحلة جديدة من مسيرتها السياسية في 1 أبريل الماضي عندما انتخبت نائبة في انتخابات جزئية بينما دخل حزبها الرابطة الوطنية للمرة الأولى في مجلس النواب.

ورغم الإصلاحات التي ينتهجها النظام، فإن منظمة العفو الدولية اتهمت في تقريرها السنوي الذي صدر أول من أمس، الجيش في ميانمار بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مناطق تقطنها أقليات عرقية حيث ألقت معارك مع المتمردين ظلالا من الشك حول الإصلاحات الحكومية. وقالت المنظمة في تقريرها إن «الحكومة أجرت إصلاحات سياسية واقتصادية محدودة لكن انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي في المناطق التي تقطنها أقليات عرقية قد ازدادت» في عام 2011، مضيفة أن «بعض هذه الانتهاكات تشكل جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب».