رئيس حزب أحرار سوريا: قصف الجيش السوري للمنطقة يحول دون إطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين

الجيش الحر: قطاع طرق ومسلحون هم من خطفوا الزوار اللبنانيين في حلب

TT

لا تزال الاتصالات اللبنانية جارية على أكثر من صعيد لتوضيح مصير 12 لبنانيا تحتجزهم جماعة سورية غير معروفة، فيما قال الشيخ إبراهيم الزعبي، رئيس حزب أحرار سوريا، إن المخطوفين سالمين وبخير، وإنه يسعى لإطلاق سراحهم، لكن قصف الجيش السوري للمنطقة يحول دون ذلك حتى الآن. وكشف أن الخاطفين سيذيعون شريطا مرئيا أو صوتيا للمخطوفين قريبا لإظهار أنهم في حال جيدة. وقال إن الخاطفين يريدون تسليم المخطوفين للسلطات اللبنانية.

واختبر العمال السوريون خلال اليومين الماضيين أقصى درجات الحذر والخوف في ضاحية بيروت الجنوبية، تحسبا لأي أعمال ثأرية تمارس بحقهم من قبل مجموعات غاضبة نتيجة اختطاف 11 لبنانيا في ريف حلب قبل يومين. وعملت القوى السياسية الفاعلة في المنطقة، وتحديدا حزب الله وحركة أمل، على تهدئة الشبان الذي توعدوا بالرد على اختطاف اللبنانيين، عبر الاعتداء على العمال السوريين.

وشهدت المنطقة، حتى ساعات متأخرة من ليل الثلاثاء والأربعاء، تحركات كثيفة لمسؤولين من حزب الله وحركة أمل، في محاولة لامتصاص غضب الشارع، وثني الشبان الذين تربطهم صلات قرابة ومعرفة بالمختطفين اللبنانيين، عن التعرض لأي سوري مقيم في المنطقة، وذلك بعد الاعتداء الذي تعرض له اثنان منهم على طريق المطار ليل الثلاثاء، فور شيوع خبر اختطاف الزوار العائدين من إيران.

وأتت تلك التحركات بعد إعلان أفراد من عائلات المخطوفين، عبر شاشات التلفزيون، أنهم سيردون على اختطاف ذويهم «إذا لم يتم إطلاق سراحهم عاجلا»، متوعدين العمال في المنطقة بالثأر. وقالت مصادر معنية بالتهدئة لـ«الشرق الأوسط» إن «جهودا حثيثة تُبذل على هذا الصعيد، منعا لتوتر الشارع، وحفظا للسوريين في لبنان الذين لا ناقة لهم ولا جمل بما حصل في ريف حلب»، مشيرة إلى أن التهدئة «تتضمن إطلاع أهالي المختطفين على سير العملية التفاوضية لإطلاق سراحهم». وفي حين لم يُسجل أي اختراق للمساعي الرامية إلى حماية العمال السوريين في ضاحية بيروت الجنوبية، كشفت معلومات في منطقة الزهراني في جنوب لبنان أن «مجهولين أقدموا فجر أمس على إلقاء إصبع ديناميت على مجمع سكني كبير يقطنه عمال سوريون في منطقة العاقبية في جنوب لبنان»، مشيرة إلى أن «الانفجار لم يؤد إلى وقوع إصابات واقتصرت أضراره الطفيفة على الماديات».

ولفتت مصادر أمنية لموقع «لبنان الآن» الإلكتروني إلى أن «الانفجار أحدث حالة من الهلع في صفوف العمال السوريين الذين يعملون في المنطقة ويقيمون في هذا المجمع منذ سنوات حتى بات يعرف باسم (مجمع سوريا) بين أبناء المنطقة»، مرجحة أن تكون الحادثة أتت ضمن إطار «ردود الفعل الغاضبة على خلفية اختطاف اللبنانيين في حلب بسوريا»، من دون أن تنفي احتمال «دخول (طابور خامس) على خط التوتير». وأكدت المصادر أن «الأجهزة المعنية باشرت تحقيقاتها في الحادث للوصول إلى معرفة المرتكبين وتوقيفهم».

من ناحية ثانية، أكد عمال سوريون في الضاحية الجنوبية «إننا نمارس الحذر الشديد في هذه المرحلة، منعا لأن نتعرض لأي حادث». وقال أحدهم من محافظة دير الزور لـ«الشرق الأوسط»، إن السوريين المقيمين في مناطق صبرا والغبيري وبرج البراجنة الواقعة داخل الضاحية وعلى تخومها «لا يخرجون مساء، خوفا من عمليات ثأر واعتداءات عليهم»، فيما «التزم آخرون منازلهم، ولم يلتحقوا بالورش التي يعملون فيها، ريثما يُفرج عن اللبنانيين المختطفين». وأكد أن تلك الإجراءات الاحترازية الشخصية «اتخذناها بغرض الابتعاد عن المشهد الغاضب، والذي يترجم بقطع الطرقات بالدواليب المشتعلة حينا وبتوعد السوريين حينا آخر بالثأر».

وفي سياق متابعة المختطفين اللبنانيين في حلب، لم يُسجل أي جديد على صعيد الإفراج عنهم، خلافا للوعود التي قُدمت بأن إطلاق سراحهم سيكون خلال ساعات.

وأكد الأمين العام لحزب الأحرار السوري، الشيخ إبراهيم الزعبي، أن «وجود الشبيحة والأمن السوري والدبابات المنتشرة يحول دون الإفراج عن اللبنانيين المخطوفين» بسوريا. وقال في حديث تلفزيوني إن «المختطفين اللبنانيين هم في الداخل السوري ولو كانوا في تركيا لكانوا أصبحوا في لبنان»، مشددا على أن «النظام السوري هو من يحول دون تسليمهم إلى ذويهم».

وأشار الزعبي إلى أنه «لا مطالب حتى الآن للخاطفين»، لافتا إلى أنهم «مجموعة عشوائية وغير منظمة وليست تابعة لأحد لا للجيش السوري الحر ولا لحزب الأحرار السوري، كما ادعت بعض الصحافة اللبنانية، ولا تخضع لأي آيديولوجية». وطالب الزعبي بإيجاد «ممرات آمنة سرية ليخرج هؤلاء اللبنانيون»، معتبرا أن «النظام لا يمكن أن يتسلمهم لأنه غير أهل لذلك»، مطمئنا إلى أن «المحتجزين في أمان».

من جهته، أكد وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور أن «الاتصالات لا تزال جارية على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة بما يتعلق بموضوع المختطفين»، مشيرا إلى أن «هناك متابعة لهذا الملف مع الجهات المختصة، لكنه يبقى بحاجة إلى قليل من الوقت». وأكد «إننا نتابع المسألة بدقة وسرية كاملة، ولا نريد كشف شيء الآن لنتمكن من إطلاق سراح المختطفين بسلام وأمان».

وجدد الجيش الحر نفيه أي علاقة له بعملية اختطاف الزوار اللبنانيين في حلب، وقال المقدم المظلي خالد الحمود إن «قطاع طرق ومسلحين هم من خطفوا الزوار اللبنانيين في حلب». وأشار الحمود إلى أن «اللبنانيين موجودون على الأراضي السورية وبحوزة قطاع الطرق»، لافتا إلى أنه «قد يكون الأمر ماديا ولا علاقة لهم بالثورة السورية»، كاشفا أن «أحد الخاطفين اسمه عبد الله حسين وهو من قطاع الطرق ويتمتع بسمعة سيئة».