انعقاد أولى جلسات البرلمان من دون خطاب الرئيس

استنفار أمني كبير في محيط القصر الرئاسي وعموم العاصمة

TT

رغم تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قادرة على «الخروج من الأزمة» فإن حالة من الاستنفار الأمني غير الاعتيادي لوحظت يوم أمس الخميس في منطقة المهاجرين حيث يقع القصر الجمهوري، وعدد من مكاتب ومنازل كبار المسؤولين في الدولة، كما تقوم الأجهزة الأمنية بعملية مسح لسكان المنطقة لا سيما الأحياء القريبة من مقرات الجهات الحكومية والأمنية، وقال سكان في حي المهاجرين منطقة العفيف إنه تم نشر عدد من القناصة على أسطح المباني العالية، كما زرعت كاميرات مراقبة في الشوارع الرئيسية القريبة من المقرات الأمنية، وشوهد أكثر من 200 جندي بالعتاد الكامل ينتشرون صباح أمس في العفيف وطريق المهاجرين مع نصب حواجز طيارة لتفتيش المارة. وقال ناشطون إن تلك الإجراءات المشددة زادت على خلفية خروج مظاهرة ليل الأربعاء على بعد 200 متر من القصر الجمهوري، ولفتوا إلى أن «منطقة المهاجرين لها خصوصية كبيرة لدى النظام فعدا قربها من معقل الرئاسة فإنها منطقة محتقنة على خلفية مشاريع استملاك التي تهدد آلاف العائلات بإزالة منازلها»، وأضافوا أن «النظام ومنذ بدء الثورة بذل جهودا أمنية كبيرة لمنع حصول اضطرابات فيها وأن هناك العشرات من أبناء المهاجرين اعتقلوا منذ بدء الثورة» فيما رجح آخرون أن الانتشار الأمني الكثيف لم يقتصر على المهاجرين بل «شمل عدة مناطق وبالأخص وسط العاصمة حيث تم قطع الطرق إلى مقر البرلمان في الصالحية شارع العابد، حيث عقدت الجلسة للبرلمان الجديد».

وعلى خلفية ذلك الاستنفار الأمني توقع السوريون أن يلقي الرئيس الأسد خطابا في مجلس الشعب، وأن يكون ذلك مناسبة لظهور عدد من القيادات الذين وردت أسماؤهم في أنباء عن عملية اغتيالهم بالسم، بغية تكذيب تلك الأنباء. إلا أن الرئيس الأسد لم يذهب إلى مجلس الشعب ولم يظهر أي من الذين قيل إنهم قتلوا بالسم وفي مقدمتهم صهر الرئيس ورئيس المخابرات العامة، آصف شوكت ووزير الدفاع داوود راجحة، وهشام بختيار رئيس جهاز الأمن القومي، وحسن تركماني معاون نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، ونائب رئيس حزب البعث محمد سعيد بخيتان. غير أن تركماني والشعار ظهرا على شاشة التلفزيون السوري مكذبين خبر اغتيالهما، ومتهمين قناتي «الجزيرة» و«العربية» اللتين نقلتا الخبر، ببث أخبار كاذبة.

وفي المقابل وبالتزامن مع انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان ظهر الأسد أمس وهو يستقبل وزير الاتصالات والتقنية والمعلومات الإيراني رضا تقي بور المبعوث الشخصي للرئيس الإيراني، الذي سلمه رسالة من أحمدي نجاد «تضمنت دعوة لحضور قمة دول عدم الانحياز في طهران في سبتمبر (أيلول) المقبل». ونقل بيان رسمي سوري عن الأسد تأكيده خلال اللقاء أن سوريا قادرة على «الخروج من الأزمة» وأنها «تمكنت من تجاوز الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها منذ سنوات، وهي قادرة بصمود شعبها وتمسكه بوحدته واستقلاله على الخروج من هذه الأزمة»، وقال البيان إن الحديث تناول «الأوضاع في سوريا»، موضحة أن تقي بور رأى أن «ما تتعرض له سوريا يأتي في إطار مخطط أوسع يستهدف المنطقة برمتها». وأكد المبعوث الإيراني «ثبات موقف بلاده الداعم للشعب السوري في مواجهة الظروف الاستثنائية التي يواجهها».

من جانب آخر وفيما استمر القصف على مدينة الرستن - وسط - مع تصاعد التوتر الأمني في حي دير بعلبه في مدينة حمص، والاضطرابات في ريف دمشق وغيرها من المناطق السورية عقد مجلس الشعب السوري الجديد جلسته الأولى صباح يوم أمس، واختير النائب محمد جهاد اللحام رئيسا بأغلبية 225 من أصل 250 صوتا، واللحام بعثي ورئيس فرع نقابة محامي دمشق.