«المنوفية» تتخلى عن كرسي رئاسة مصر

سكانها يخشون التهميش بعد أربعة عقود من حكم السادات ومبارك

TT

بعد واحد وأربعين عاما احتكرت فيها سدة الحكم في مصر، يخالف الحظ محافظة المنوفية، لتتخلى طواعية عن موقعها التاريخي، تاركة فضاء كرسي الرئاسة مفتوحا أمام محافظات أخرى ينتمي إليها مرشحو الماراثون الرئاسي الذي يترقب العالم نتائجه اليوم. ومن الطريف أن بعض أهل المنوفية صوتوا للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح اعتقادا منهم أن جذوره من المنوفية.

ولمدة أربعة عقود شغل اثنان من أبناء المحافظة سدة الحكم؛ الرئيس الراحل أنور السادات، الذي حكم مصر 11 عاما، وعقب وفاته تولى الحكم نائبه حسني مبارك لمدة 30 عاما، إلى أن أطاحت به ثورة 25 يناير في عام 2011.. في مقابل 16 عاما احتكر فيها صعيد مصر الحكم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وانعكس عدم وجود أي مرشح «منوفي» من بين الـ13 مرشحا، الذين يخوضون انتخابات الرئاسة الحالية، على مواطني المنوفية، ما بين مشاعر السخرية والحزن.

«الشرق الأوسط» زارت المحافظة «المخلوعة» القابعة في أحضان دلتا مصر، وتجولت بعدد من قراها وبين سكانها البالغين نحو 3.5 مليون نسمة، بينما يحق التصويت الانتخابي لنحو 2.2 مليون في 562 لجنة انتخابية على مستوى المحافظة.

العملية الانتخابية بالمحافظة سارت على مدار يومين في هدوء تام. ويميل كثير من الناخبين للمرشح أحمد شفيق، الذي نال تأييد حزب «مصر القومي»، وهو حزب يرأسه عفت السادات ابن شقيق الرئيس الأسبق أنور السادات. ويلخص الشاب الثلاثيني عماد عبد الحفيظ شعور كثير من أبناء قريته، قائلا: «اخترنا الفريق شفيق لأنه شخصية إدارية ناجحة، كما أنه الأقدر على إعادة الأمن للبلاد بشكل سريع».

وتشير تقارير حقوقية إلى أن أنصار شفيق قاموا بخرق الصمت الانتخابي أمام عدة لجان في المحافظة بعد قيامهم بحشد الناخبين في سيارات تحمل دعاية له أو تعلق صوره على ملابسهم.

وعلى العكس، قال أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان، بالمنوفية: «نتوقع إقبالا كبيرا في التصويت لمرشحنا الدكتور محمد مرسى»، في وقت كان فيه البعض يصوت لأبو الفتوح بعد أن انتشرت شائعة تقول إن جذوره منوفية.

وبينما يختار الناخبون مرشحا رئاسيا جديدا لا ينتمي لمحافظتهم؛ يتندر كثير منهم على وضع المحافظة وأبنائها في ظل ما ستسفر عنه الانتخابات من مرشح غير منوفي منذ أربعة عقود.

ويوضح أحمد نبوي (26 عاما) بقوله: «ما اقترفه نظام مبارك في حق مصر، أصبح نقطة سوداء على جبين كل فرد من أفراد محافظة المنوفية».

وقبل عدة أشهر قام محاميان من أبناء المحافظة برفع دعوى قضائية تطالب مبارك، بتعويض قدره 50 مليون جنيه لتسببه في ازدراء أبناء المنوفية من باقي أبناء المحافظات.

وقال عصام شوقي (43 عاما) إنه أعطى صوته للمرشح أبو الفتوح، وهو في رأيه الرئيس التوافقي. ويضيف ضاحكا: «كما أنه أقرب المرشحين للمنوفية، فقد أعلن أن أصوله تنتمي لمحافظتنا».

أما محمد طه (30 عاما) فيوضح: «لم أختر مرشحي على أساس الانتماء الجغرافي.. المهم أن نجد رئيسا يحقق مطالب الثورة: عيش، حرية، عدالة اجتماعية».