مرسي وشفيق يستأثران بأصوات «الصعايدة»

لعبا على وتر الأمية والطابع القبلي.. والتنظيم نقطة الحسم

TT

حيث تنتشر العصبيات القبلية وتزيد نسبة الأمية والفقر في أقصى صعيد مصر، أفضت صناديق الاقتراع بحسب المؤشرات الأولية بتوجهات الجنوبيين، وكان لافتا للنظر تصدر مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق لنتائج محافظات الصعيد الثماني. وأرجع مراقبون النتائج إلى غلبة الاستقطاب الديني بمحافظات الصعيد، حيث تتركز في عدد منها الأقلية المسيحية، بالإضافة إلى استغلال أمية الناخبين ونسبة الفقر المرتفعة بالصعيد.

ويسكن الصعيد ما يقرب من 37.1 في المائة من سكان مصر، تبلغ نسبة الأمية بينهم ما بين 35 إلى 40 في المائة، وذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن ستا من محافظات الصعيد الثماني تعاني جميعها من ارتفاع في معدلات الفقر، وانخفاض في مستويات التنمية البشرية، خاصة في مجالي التعليم والعمل.

وقال عبد العزيز شحاتة، أحد المواطنين بمحافظة المنيا جنوب مصر «أعطيت صوتي لمرشح (الإخوان المسلمين) لأنهم سينصرون الإسلام». وتابع شحاتة (64 عاما) «حرصت أيضا على إرشاد من لا يعلمون لاختيار مرسي لأنه الاختيار الأفضل للبلاد والذي سنحاسب عليه أمام الله». وعلى الرغم من انتشار جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتمركزها في محافظات الدلتا والوجه البحري، فإن التنظيم الجيد الذي تحظى به الجماعة ساعدها على الوصول إلى الناخبين في كل مناطق صعيد مصر، خاصة النائية منها، وقال شهود عيان إن الجماعة استغلت البعد الديني لديها في كسب تعاطف البسطاء والفقراء في الصعيد وتوجيههم من أجل انتخاب مرشحها، وأكدوا أن المنتمين للجماعة كانوا يوجهون الناخبين خاصة الأميين منهم للإدلاء بأصواتهم لمرشح الجماعة.

إلا أن الجماعة التي رفعت شعار «النهضة إرادة شعب» في هذه الانتخابات بديلا عن شعارها السابق «الإسلام هو الحل»، لم تكن وحدها المستأثر بأصوات الصعايدة، لكن الفريق أحمد شفيق، الذي يرى مراقبون أنه اعتمد على قواعد الحزب الوطني المنحل في الوصول للناخبين، والتي تتركز نسبة كبيرة منها بالصعيد، حصل هو الآخر على أعلى الأصوات بمحافظات الصعيد، وتبادل المركز الأول والثاني مع مرسي في هذه المحافظات. وإذا كان مرسى اعتمد على استخدام الدين، فإن شفيق، وهو آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، اعتمد بالأساس على العصبيات القبيلة التي تنتشر في الصعيد، خاصة بمحافظتي قنا وأسوان اللتين كان كثير من أهلهما متحالفين مع قيادات الحزب الوطني السابق بالصعيد، بالإضافة إلى اعتماده على أصوات مسيحيي الصعيد الذين يتمركزون في محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج، حيث تبلغ نسب المسيحيين فيهما خاصة من الطائفة الأرثوذكسية أعلى منها في أي منطقة أخرى بمصر.

وعبر سامي أمير، مسيحي من محافظة المنيا، عن مخاوف المسيحيين من تولي أحد الإسلاميين لحكم البلاد، وقال «كنا في عهد مبارك نحارب من أجل بناء كنسية لنتعبد فيها، ماذا سيحدث إذا تولى إسلامي متشدد للحكم؟ مبارك لم يكن إسلاميا وكنا نعاني في عهده التمييز ضدنا، ولم يكن المسيحيون يصلون للمناصب العليا في الدولة، ولذا انتخبت شفيق فهو أخف الضررين بالنسبة لي، لأن اضطهاد عهد مبارك أفضل من قهر الإسلاميين».