تظاهرات أمام بيت نتنياهو تطالب بوقف الاعتداءات العنصرية على الأفارقة

بعد يوم من الهجمات العدوانية

TT

بعد يوم من الاعتداءات العنصرية في تل أبيب على اللاجئين الأفارقة، تظاهر المئات من الإسرائيليين ومعهم مجموعة من الأفارقة، في مظاهرتين إحداهما أمام بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس الغربية، والثانية في حي شبيرا في جنوب تل أبيب، رافعين شعارات تطالبه بوقف التحريض على الأفارقة ووقف الاعتداءات الدامية التي نفذت بحق هؤلاء اللاجئين.

وهتف المتظاهرون ضد نتنياهو متهمينه بأنه أول المحرضين. ورفعوا شعارات تقول: «العنصرية متفشية في الكنيست، الدولة انهارت»، و«كفى للعنصرية» و«نحن جميعا لاجئون». وهاجموا رئيس بلدية تل أبيب، رون خولدائي، الذي يقود الحملة لطرد الأفارقة، فنعتوه بـ«الحقير».

وقالت إحدى منظمات المظاهرة في تل أبيب، ياعل فيسباخ، التي تتطوع في جمعية لتوزيع وجبات طعام ساخنة على اللاجئين، إن «هناك حملة تشويه مقصودة ومنظمة للاجئين، تحاول الحكومة من خلالها إظهارهم مجرمين ومغتصبين. والحقيقة أنني أعمل معهم منذ خمس سنوات ولم أتعثر بأي مشتبه منهم. أنا لا أقول إنه لا يوجد بينهم مجرمون. بل بالعكس. يوجد وبنسبة غير قليلة، لكن نسبة الجريمة في إسرائيل لا تقل عن نسبتهم بل تزيد». وحذرت فيسباخ من خطر الاعتداءات العنصرية فقالت: «أنا وغيري من البشر، عندما شاهدنا الاعتداءات الدامية على اللاجئين من يهود بيض وسمعنا عضو الكنيست ميري ريغف تصفهم بسرطان في جسد إسرائيل، لم نستطع أن نتحرر من الشعور بأننا نشاهد فيلما عن المحرقة اليهودية ومطاردة النازية الألمانية لليهود».

وقال ليئور كيي، وهو من منظمي المظاهرة في القدس وكان من بين قادة ثورة الخيام في الصيف الماضي، إن العنصرية الإسرائيلية ضد السودانيين وغيرهم من اللاجئين الأفارقة هي ليست أقل بشاعة من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تصيب إسرائيل. ولذلك فإن حملة الاحتجاج المتجددة ستضع قضية مكافحة العنصرية جزءا لا يتجزأ من مطالب الحملة. وأضاف أن ما حصل ضد الأفارقة مقلق. وحمل الحكومة كامل المسؤولية عن ذلك لأن «رئيسها ووزراءها هم أول المحرضين على العنف».

وحيا المتظاهرون وزير الشرطة، يتسحاق اهرونوفتش، على توصية قيادة الشرطة للحكومة باستيعاب اللاجئين وتدبير عمل ومساكن لائقة لهم إلى حين تحل مشكلتهم ويعودون لأوطانهم. وتوجه أهرونوفتش إلى زملائه الوزراء والنواب في اليمين طالبا أن يكفوا عن إطلاق تصريحات معادية لهم.

من جهة ثانية، كشفت تحقيقات الشرطة مع معتقلين، أن العصابة العنصرية المنظمة عملت بقيادة رجل من اليمين العنصري عمره 40 عاما. وخلال عدة شهور مضت، كان يقود عشرة شبان صغار تتراوح أعمارهم ما بين 14 و21 عاما، فيتجولون كل ليلة في الأحياء التي يقطنها الأفارقة ويعتدون عليهم. وقال مقرب من ملف التحقيق إنه صعق من برودة أعصاب المعتدين، «إذ ذكرتني بأحداث وقعت ضد اليهود في أوروبا في وقت من الأوقات».

وروى أن هؤلاء الشبان وقائدهم كانوا يتفننون في ابتداع أساليب التعذيب والتنكيل ضد الأفارقة. ومن أبرز هذه الأساليب، أنهم كانوا يرشون اللاجئ الذي يرونه في الشارع بالغاز المسيل للدموع ثم ينهالون عليه بالضرب المبرح بالعصي وغيرها من الأدوات الحادة، ثم يهربون. وأعرب عن قلقه بأن هذه الاعتداءات نفذت خلال شهور على مرأى ومسمع الكثير من المارة الإسرائيليين، لكن أحدا لم يفكر في التوجه بشكوى إلى الشرطة لكي تتدخل.

وانتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التحريض الإسرائيلي على اللاجئين الذي ورد بشأنه انتقاد لاذع في تقرير قضايا اللاجئين في العالم. ورفض التقرير التعامل الإسرائيلي معهم كمتسللين وقال إنهم لاجئون وعلى إسرائيل أن تعاملهم على هذا الأساس. كما هاجم التقرير تصريحات مسؤولين إسرائيليين زعموا كذبا أن الأفارقة جلبوا معهم لإسرائيل الجريمة والأمراض والإرهاب. وقال إن هذه اتهامات غير مثبتة ولا يوجد لها أساس.

من جهتها ذكرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنه في السنة الأخيرة قدمت للحكومة الإسرائيلية 4603 طلبات من أفارقة يريدون الاعتراف بهم كلاجئين، وهناك 6412 طلبا من سنوات سابقة، معظمهم سودانيون وإريتريون. وقد رفضت إسرائيل رسميا 3692 طلبا وقبلت فقط طلبا واحدا ولم ترد على بقية الطلبات. واعتبرت الوكالة هذا التصرف بمثابة مماطلة مقصودة تلحق ضررا بالقضية.