سفير اليمن لدى بريطانيا: «القاعدة» تنهزم في أبين ولا بد من تفعيل دور المسجد لمواجهة التطرف

قال لـ «الشرق الأوسط»: بريطانيا تدعم وحدة اليمن.. والسعودية أكبر داعم للاقتصاد اليمني

عبد الله الرضي سفير اليمن لدى المملكة المتحدة («الشرق الأوسط»)
TT

صرح عبد الله الرضي سفير اليمن في لندن بأن اليمن يدخل مرحلة جديدة مع التهيئة لمؤتمر الحوار الوطني في البلاد، والمزمع عقده قريبا، وأكد الرضي ما سبق وأكده مسؤولون يمنيون آخرون من أن جميع الأطراف مدعوة للمؤتمر للاتفاق على شكل النظام السياسي والانتخابي ولصياغة دستور للبلاد. وقال الرضي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في لندن: «هناك تهيئة لمؤتمر الحوار الوطني الذي من المقرر أن يبدأ أعماله قريبا ليلتقي فيه اليمنيون ويتدارسوا فيه شكل النظام السياسي الذي يريدونه في المستقبل، وسيصوغون الدستور الذي يريدون ونظام الانتخابات الذي يتوافقون عليه، وغير ذلك من القضايا المهمة. والحقيقة أن الوضع في اليمن يحتاج إلى جهد وصبر ووقت لأن اليمن اليوم يواجه تحديات أمنية واقتصادية ومجتمعية كبيرة، وهذه التحديات تتطلب من الجميع تحمل مسؤولياتهم إزاءها».

وأكد الرضي أن الرئيس عبد ربه منصور هادي يتمتع بشرعية واسعة جدا «أو ما اصطلح على تسميته الشرعية الدستورية ولا يوجد أحد يشكك في الشرعية الدستورية التي يمثلها فخامة الرئيس الذي يتصرف بحكمة وحنكة سياسية وصبر، وقراراته نافذة» غير أن الرضي ذكر أنه «قد تحصل بعض الإشكالات هنا أو هناك بسبب الظرف السياسي الذي مرت به اليمن غير أن الحوار هو وسيلة اليمنيين للخروج من المشاكل والتوافق على الحلول».

ونفى السفير اليمني في لندن ما تردده وسائل إعلام يمنية من أن السفير الأميركي هو المتحكم في مجريات العملية السياسية في البلاد قائلا «السفير الأميركي في صنعاء كغيره من السفراء المعنيين بالوضع في اليمن يحاول إيجاد حلول مناسبة بما يتفق مع المصالح المشتركة للبلدين». وأضاف: «وأما ما يطرح حول تدخلات غير مقبولة من قبل السفير الأميركي في صنعاء في الشأن اليمني فهذا كلام إعلامي لا يبنى عليه».

وفيما يخص الدور البريطاني قال الرضي: «أستطيع القول إن الدور البريطاني خلال الأزمة التي مرت بها البلاد العام الماضي كان دورا إيجابيا، ونحن في اليمن نقدر عاليا هذا الدور. وفي أكثر من مناسبة كان البريطانيون واضحين بشأن موقفهم من وحدة وسيادة اليمن وأمنه واستقراره. ولا بد من الإشارة أيضا إلى الدور البريطاني لدعم اليمن اقتصاديا خلال الأزمة حيث تركز الدعم على الجوانب الإنسانية وتلعب بريطانيا دورا مهما ضمن مجموعة أصدقاء اليمن للنهوض بالاقتصاد اليمني».

وعلى الرغم من أن الرضي نفى وجود مخاوف حقيقية على الوحدة فإنه ذكر أن هناك «مشاكل حقيقية، وهناك أوضاعا معينة فيما يخص المحافظات الجنوبية والشرقية، وهناك إجماع على ضرورة معالجة هذه الأوضاع ضمن مؤتمر الحوار الوطني المزمع، وأنا على يقين من أن مطالب إخواننا في المحافظات الجنوبية سوف يكون لها أولوية ضمن الحوار، وعند معالجة هذه القضايا فإن الوحدة لن تكون في خطر».

وبخصوص الحرب على «القاعدة» قال الرضي: «الواقع أن تنظيم القاعدة قد انتشر في اليمن في الآونة الأخيرة بشكل كبير، مستغلا عدة عوامل من أهمها الفراغ الأمني الذي حدث خلال الشهور الماضية، بفعل الأزمة التي مرت بها البلاد. ومع ذلك فإننا في اليمن قد قطعنا شوطا مهما في سبيل التخلص من هذه الآفة التي ابتلينا بها مؤخرا». وعلى الرغم من أن الرضي أكد أن تنظيم القاعدة «مني بهزائم متلاحقة في لودر وما حولها»، فإنه أضاف: «والواقع أن الحل الأمني في رأيي لن ينفع وحده» مؤكدا أن الفقر «هو البيئة المناسبة لتفريخ العناصر المتطرفة في أي مكان». مؤكدا أنه «كان للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة العربية السعودية دور مميز في دعم اليمن خلال السنوات الماضية، ونحن ندعوهم إلى مواصلة هذا الدور لأن اليمن يعتبر جزءا لا يتجزأ من المنطقة، وأمنه واستقراره مهم لأمن واستقرار دول الخليج والمملكة العربية السعودية». ودعا الرضي إلى أن «الحوار مع عناصر التنظيمات المتطرفة ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء مهم لثنيهم عن أفكارهم» كعامل مهم للقضاء على التطرف، كما دعا إلى «تفعيل دور المساجد في مواجهة التطرف، لأن المسجد من أقوى المؤسسات التي يمكن أن تواجه التطرف، كما أن الاهتمام بأوضاع المناطق القبلية، ومحاولة دمج أبناء القبائل ضمن المجتمع المدني، سيحرم تنظيم القاعدة من بعض وسائل الدعم التي توفرها له بعض المناطق حسب الأعراف القبلية» وفيما يخص قرار بريطانيا وقف رحلات «اليمنية» إلى لندن وما يسببه ذلك من مصاعب لأبناء الجالية اليمنية في بريطانيا «نأمل من الأصدقاء البريطانيين تفهم الحاجة الملحة لاستعادة (اليمنية) رحلاتها إلى لندن، نظرا لحجم الجالية اليمنية الكبير في بريطانيا» خاصة وأن «اليمنية لا تزال تأتي إلى باريس وروما وألمانيا» حسب تصريحاته. وفيما يخص الرسوم التي يدفعها البريطانيون ثمنا لتأشيرة الدخول إلى اليمن، قال الرضي: «أريد أن أؤكد لأبناء الجالية اليمنية في بريطانيا أن اليمنيين الذين يحملون الجواز البريطاني، والذين يحتفظون بجوازاتهم اليمنية، أو بطاقة الهوية الإلكترونية فإننا في السفارة نعطيهم الفيزا على الجواز البريطاني مجانا لأنهم مواطنون يمنيون لا يجب عليهم دفع رسوم لهذه الفيزا، هذا إذا كانوا يسافرون بالجواز البريطاني. أما الذي يسافر بالجواز اليمني إلى اليمن فهو بالطبع لا يحتاج أصلا إلى الفيزا». مؤكدا أن التأشيرة تمنح لحملة الجوازات البريطانية من اليمنيين المحتفظين بجوازات سفرهم اليمنية أو بطاقاتهم الوطنية الإلكترونية مجانا وأن «هذا هو قرار من الحكومة اليمنية وليس لأحد فضل فيه».