قادة العراق يؤبنون باقر الحكيم.. ومساع لاحتواء الصدر داخل «التحالف الوطني»

المتحدث باسم المجلس الأعلى لـ «الشرق الأوسط»: بنود طالباني الثمانية هي الأساس

صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الحكومة نوري المالكي وهو يلقي كلمة في الحفل التأبيني الذي أقيم في بغداد أمس في ذكرى اغتيال محمد باقر الحكيم
TT

عكست الكلمات التي ألقاها قادة الخط الأول من الزعامات السياسية في العراق في ذكرى مقتل زعيم المجلس الأعلى الإسلامي في العراق محمد باقر الحكيم عام 2003 بعد أقل من ثلاثة أشهر من دخوله العراق بعد الاحتلال الأميركي - عمق الخلافات والرؤى المتباينة التي ينطلقون منها سواء لحل الأزمة السياسية المتفاقمة حاليا أو للكيفية التي يمكن بموجبها إدارة الدولة.

وكان المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم قد أقام أمس احتفالية كبيرة في مقره ببغداد لمناسبة ذكرى مقتل زعيمه التاريخي محمد باقر الحكيم الذي كان أحد أبرز وجوه المعارضة العراقية قبل سقوط النظام العراقي السابق عام 2003. وعلى الرغم من الخلافات العميقة التي تجمع بين كبار الزعامات السياسية في العراق، فقد حضر جميع قادة الخط ممن هو موجود في بغداد مثل رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، بينما أرسل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ممثله في بغداد نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس لتمثيله في الحفل. وفي السياق نفسه، فعل زعيم «العراقية» إياد علاوي الذي ابتعد عن العاصمة بغداد منذ شهور عقب الإعلان عن وجود محاولة اغتيال له، حيث ألقى القيادي في «العراقية» عدنان الدنبوس كلمة نيابة عنه في الحفل.

وبينما اعتبر المالكي خلال حفل التأبين أن «نهج الانتقادات والاصطفافات لن يأتي للعراق بالخير، بل إن نهج الحوار هو السبيل الوحيد الذي يجب على الجميع التحرك من خلاله والذي يقتضيه بناء البلد بالشكل السليم»، فإن رئيس البرلمان أسامة النجيفي شدد من جانبه خلال كلمته بالحفل على أن «الوضع في العراق يحتاج إلى التأكيد على استقلالية الهيئات المستقلة، لأنها هيئات دولة ثابتة وليست متحولة مع تغير الحكومة والنأي عن المساس باستقلالية القضاء ورفض تفرد الجيش والابتعاد عن عسكرة المجتمع». وأضاف النجيفي أنه «يجب احترام الحريات والحقوق العامة والشخصية وصيانة المال العام من الفساد والهدر وتقديم العابثين به إلى القضاء لينالوا ما يستحقونه والابتعاد عن جذب المواطن لأغراض حزبية أو طائفية أو عرقية».

أما الرئيس طالباني، فقد أكد خلال كلمته أن «مصلحة الوطن تقتضي الجنوح إلى الحوار ووضع المشاكل على طاولة الحوار يكون الدستور خيمتها من أجل إقامة برنامج إصلاحي وفق سقوف زمنية تتفق عليها الأطراف السياسية»، مؤكدا أن «العراق متعدد المكونات ولا يمكن أن تكون إدارته حكرا على حزب أو طائفة معينة». وأكد طالباني أن «شهيد المحراب وعزيز العراق كانا من أشد المؤيدين للفيدرالية وإعطاء المحافظات صلاحيات واسعة، وكان يؤكدان أن الاختلاف يجب ألا يكون على المصالح وإنما على بناء الوطن». وبين طالباني «نحن اليوم بأمس الحاجة إليهما لحل الخلافات القائمة والإسراع في عقد طاولة الحوار والعمل على الابتعاد عن لغة التشنج»، موضحا أن «التوتر القائم غدا أمرا خطيرا يؤدي إلى عرقلة مسار عمل الدولة وإضفاء حالة التشنج في الشارع العراقي».

وتزامن الاحتفال مع انتهاء المهلة التي حددها لقاء النجف الذي عقد الأسبوع الماضي لـ«التحالف الوطني» باستبدال رئيس الوزراء نوري المالكي بمرشح آخر، الأمر الذي كرره زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قبل يومين، داعيا في الوقت نفسه المالكي لزيارته إلى مدينة النجف. وبينما كان متوقعا أن يعلن «التحالف الوطني» الشيعي رؤيته النهائية للأزمة السياسية خلال اجتماع حاسم في وقت لاحق أمس، فقد أكد المتحدث باسم المجلس الأعلى الإسلامي حميد معلة الساعدي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاجتماع الذي يعقده (التحالف الوطني) سوف يتم من خلاله بلورة موقف إيجابي مما يجري في ضوء المبادئ الثمانية التي تضمنتها رسالة رئيس الجمهورية جلال طالباني». وردا على سؤال بشأن تركيز اجتماعي أربيل والنجف، وبخاصة الصدر، على ضرورة استبدال المالكي، قال الساعدي إن «هناك وفدا رفيع المستوى سيزور النجف خلال ساعات للقاء الصدر، وسيكون هذا اللقاء حاسما»، وحول ما إذا كان المالكي هو من سيرأس الوفد، تجنب الساعدي الإشارة بشكل صريح إلى ذلك، مشيرا إلى أنه «لا يمكنه الدخول في التفاصيل الآن». من جانبه، طلب الصدر من أنصاره تأجيل مظاهرة كانوا ينوون القيام بها في جميع المحافظات تأييدا له. وقال في رد على سؤال بهذا الشأن «أتمنى منكم تأجيل التظاهر لأجل مصالح العراق». وأضاف الصدر «اعلموا أن هناك جهات خارجية تسعى حاليا إلى تشتيتكم وإبعادكم عنا، دافعوا الأموال لأجل ذلك ليفرقوكم عن الحق، ظنا منهم أنهم سيلقون أذنا مصغية منكم». وتابع مخاطبا أنصاره «أملي بكم أن تتوحدوا من أجل نصرة الحق ومن أجل عدم ضياع حقوقنا مستقبلا في الدين والدنيا وعند الانتخابات الآتية التي يردون فيها شتاتكم».