الحولة.. من بؤرة للمظاهرات المعارضة للنظام إلى دير ياسين سوريا

ناشطون: شبيحة الأسد تصرفوا في المدينة كالعصابات الصهيونية

TT

يرى معارضون للنظام السوري أن مدينة الحولة، شمال شرقي حمص، لم تعد تختلف عن قرية دير ياسين الفلسطينية إلا بالموقع الجغرافي، فالمدينة التي يقطنها أكثر من 123000 نسمة تعرضت فجر أمس لمذبحة مروعة على يد مجموعات قالت المعارضة السورية إنها موالية للنظام راح ضحيتها أكثر من 110 أشخاص، 50 منهم أطفال صغار تم تقييد أيديهم وذبحهم بالآلات الحادة، وفقا لمصادر المعارضة.

تلك المذبحة التي صدمت صورها العالم، يرى ناشطون أنها تتقاطع بالسلوك والممارسة والدوافع مع مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية سنة 1948 ضد الشعب الفلسطيني. ويقول عدنان أحد أعضاء تنسيقيات ريف حمص: «منذ بداية الثورة والنظام يتصرف كالاحتلال الصهيوني ويتعامل مع مواطنيه تماما كما يتعامل الصهاينة مع الفلسطينيين؛ يقتل ويسجن ويعذب ويهجر، لكن هذه المجزرة بينت بوضوح كم هو مجرم، لقد فاقهم حقدا ووحشية». ويضيف: «في دير ياسين ذبح الأطفال والنساء والمدنيون العزل، وفي الحولة كذلك. في دير ياسين كان القصد تهجير الفلسطينيين عن بلدهم، وهذا ما يقوم به النظام منذ فترة في مختلف أرجاء مدينة حمص، وقد وصل في سياسته التهجيرية إلى منطقة الحولة ويريد أن يرتكب المجازر الوحشية ليخيف الناس ويهجرهم».

وتقع منطقة الحولة إلى الشمال الشرقي من مدينة حمص على مسافة 25 كيلومترا، والجنوب الغربي لمدينة حماه بنحو 30 كيلومترا، وإلى الجنوب من مدينة مصياف بنحو 30 كيلومترا، وإلى الشرق من مدينة الرستن بنحو 30 كيلومترا، وهي اليوم تتبع إداريا محافظة حمص بعد أن فصلت عن محافظة حماه التي كانت تتبعها إلى منتصف الثمانينات بعد مجزرة حماه.

ويؤكد أحد منظمي المظاهرات في منطقة الحولة أن «المدينة كانت تشهد مظاهرات متواصلة ضد نظام الحكم، لا سيما بعد اقتحام حمص ودخول بابا عمرو من قبل الجيش النظامي الموالي للأسد»، ويشير الناشط إلى أن «استمرار المظاهرات في المدينة وتحولها إلى بؤرة للثوار بعد انخفاض وتيرة الثورة في محافظة حمص دفع النظام إلى تركيز حملته ضدها، خاصة بعد يوم الجمعة، حيث شهدت المدينة أكبر المظاهرات وأكثرها حشدا».

وبسبب المجزرة التي ارتكبت أمس في المدينة فقد نزحت الكثير من العائلات نحو مناطق سورية أخرى، حيث نشرت تنسيقية منطقة الحولة على صفحتها في «فيس بوك» شريطا يظهر امرأة مع ابنها نزحا عن المدينة بسبب القصف المتواصل كما قالا.

تتكون الحولة من بلدات تلدو، تلذهب والطيبة كفرلاها. ويقع فيها سد شهير يدعى سد الحولة يتبع بلدة تلدو، يتسع السد لنحو 100 مليون متر مربع من المياه تستخدم للري في فصل الصيف، بالإضافة إلى تربية السمك وتلطيف الجو. وتقسم البلدة إلى قسمين: قسم سهلي تتركز فيه زراعة الخضار والحبوب (بشكل خاص في تلدو وكفرلاها والقسم الشرقي من تلذهب)، وقسم جبلي يزرع بالزيتون واللوز والعنب (الطيبة والقسم الغربي من تلذهب). كما أن معظم شباب المنطقة ذوو خبرة ومهارة عالية في جميع المجالات مما يجعل المنطقة أكبر مورد للأيدي العاملة إلى دول الخليج.

وتضم الحولة مراكز تجارية مهمة وتعتبر أو تكاد تكون الموزع الرئيسي لكثير من حاجات المستهلكين ومواد البناء في المنطقة، إضافة إلى أن معظم منطقة تلذهب من موظفي الدولة، أما مدينة كفرلاها فهم من التجار المهمين في سوريا المتخصصين في صناعة وتجارة السجاد. وسميت الحولة بهذا الاسم بسبب تحول مجاري الأنهار الآتية من القرى الجبلية مثل قرية رباح وقرية فاحل وجبل الحلو وجبل قرية كفرام إليها.

تجدر الإشارة إلى أن مدينة الحولة قد تعرضت للاقتحام للمرة الأولى من قبل أجهزة الأمن السورية في أواخر شهر يوليو (تموز) من العام الماضي بسبب انضمامها إلى الثورة الشعبية المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.