واشنطن قلقة من انتقال النزاع السوري إلى لبنان

بان كي مون: المعارضة تسيطر على أجزاء «كبيرة» من المدن السورية

TT

بينما قال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إن المعارضة السورية تسيطر على أجزاء «كبيرة» في سوريا، وحذر من أن ذلك يزيد المواجهة الدموية، حذرت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، من أن العنف في سوريا «يساهم في زعزعة استقرار» لبنان.

وتعليقا على المواجهات المسلحة التي كانت اندلعت مؤخرا بين معارضين ومؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في طرابلس وبيروت، قالت كلينتون في بيان صحافي: «الولايات المتحدة قلقة لأن التطورات في سوريا تساهم في زعزعة استقرار لبنان». وأضافت: «نحن نشجع كل الفرقاء على إظهار الاعتدال والاحترام تجاه أمن لبنان واستقراره».

وجددت كلينتون دعوتها للرئيس الأسد لتطبيق الخطة التي قدمها كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. وقالت: «نحن ندعو النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه، ولتطبيق خطة أنان بالكامل. على النظام البدء بانتقال سلمي وديمقراطي الآن».

وفي نيويورك، أعلن مون، في تقريره الأخير الدوري بشأن الوضع في سوريا، أن المعارضين لنظام الأسد يسيطرون على أجزاء «كبيرة» من مدن سوريا. وحذر من خطر اندلاع نزاع دموي شامل في سوريا.

في نفس الوقت، أعلنت الأمم المتحدة أن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، سيزور دمشق في الأسبوع المقبل، وذلك للمرة الثانية منذ أن تولى المنصب، في محاولة لدفع خطة البنود الستة التي كان قدمها لحل الأزمة.

وقال مون في التقرير الذي رفعه إلى مجلس الأمن، والذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات السورية مسؤولة عن انتهاكات «كبيرة» لحقوق الإنسان. وأشار إلى أن المعارضة المسلحة صعدت عملياتها. وإلى دور «مجموعات إرهابية» في عدد من الهجمات الدامية. وأضاف: «الأزمة مستمرة على الأرض، وتتسم بأعمال عنف متكررة، وبتدهور في الأوضاع الإنسانية، وبانتهاكات لحقوق الإنسان، وبمواجهة سياسية متواصلة».

وقال بأن بعثة المراقبين الدوليين في سوريا لاحظت «دمارا ماديا كبيرا ناجما عن النزاع في مناطق عدة، ولاحظت أضرارا كبيرة في بعض مناطق المعارضة». وأضاف: «أجزاء كبيرة من بعض المدن أصبحت على ما يبدو فعليا تحت سيطرة عناصر المعارضة».

وقال: إن مواكب المراقبين تعرضت لخمس هجمات بقنابل على الأقل، وتتعرض باستمرار لإطلاق النار. وأكد وجود المراقبين في 7 مواقع على الأقل في سوريا. وقال: إن لهذا «أثرا مطمئنا». وأكد أن «مستوى العنف بشكل عام لا يزال مرتفعا».

وعبر مون عن قلقه من وجود «قوة ثالثة» إرهابية في البلاد تعرقل فرص التوصل إلى اتفاق محتمل بين النظام والمعارضة. وأشار إلى زيادة في التفجيرات في مدن مثل دمشق وحلب وإدلب ودير الزور. وأيضا، أشار إلى مقتل عشرات المدنيين في تفجيرات انتحارية. وأضاف: «الطابع المتطور للقنابل وحجمها يدفع إلى الاعتقاد بوجود مستوى متقدم من الخبرة قد يدل على تورط مجموعات إرهابية موجودة».

ولم يسم مون أي تنظيم، لكنه كان، في بداية الشهر، عبر عن تخوفه من تورط منظمة القاعدة في التفجيرات في سوريا.

وحذر مون من تزويد النظام السوري أو معارضيه بمساعدات عسكرية. وقال: إن «تشجيع أي طرف في سوريا على مواصلة العمل لتحقيق أهدافه عن طريق العنف يناقض الجهود التي نبذلها». ودعا «الذين يفكرون في دعم هذا الطرف أو ذاك بالأسلحة أو بالتدريب العسكري أو بأي مساعدة عسكرية أخرى» إلى «إعادة النظر» في مواقفهم.

وختم مون تقريره بالقول بأنه لا يملك «الخطة ب» إذا فشلت مهمة أنان، وعبر عن تفاؤله بأن المهمة ستنجح.

وفي واشنطن، علقت الخارجية الأميركية على تقرير مون بالقول بأنها تدعم أنان، وبالتفاؤل بنجاحه، في نفس الوقت الذي قالت فيها إن أساس المشكلة هو نظام الرئيس الأسد، وإنه يجب أن يذهب «اليوم وليس غدا».

وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية: «دائما نريد أن نفعل ما يمكن أن نفعل لإنجاح خطة أنان. ومع ذلك، نحتفظ بحق العودة إلى مجلس الأمن، كما كانت قالت الوزيرة (هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، في باريس في الشهر الماضي). وبالنظر في الفصل السابع، وفي اتخاذ مزيد من الخطوات».

ورفضت نولاند التعليق على «الخطة ب»، إذن من جانب مجلس الأمن أو الحكومة الأميركية، وقالت: «التركيز كثير الآن على عمل المجموعة الكاملة من المراقبين والذي لا يزال عددهم يزيد. والتركيز أيضا على ضغوط قوية على النظام السوري، بفرض عقوبات، وبالجهود المبذولة لسد جميع الثغرات في العقوبات، وبالتعاون مع (أصدقاء الشعب السوري)، وبالتعاون مع المعارضة السورية، وكافة مكوناتها، بما في ذلك القبائل، وبالتعاون مع الأكراد، وبالاتفاق على خطة محددة، وبالمساعدات غير القاتلة». وقالت: إن عدد المراقبين وصل إلى 270، ويتوقع أن يرتفع إلى 300. وفي إجابة على سؤال، في مؤتمرها الصحافي اليومي، عن زيارة أنان المتوقعة إلى سوريا، قالت: «واضح أن مجلس الأمن قد فوضه ليعمل كل ما يستطيع لإنهاء العنف في سوريا، وللتمهيد لحلول سلمية. وإذا كان كوفي أنان يعتقد أن زيارته ستساعد على استمرار الحوار في دمشق، نحن لن نعارض ذلك. لدينا جميعا نفس الهدف».

وفي إجابة على سؤال عن اعتقاد الحكومة الأميركية بأن الحل في يدي أنان، قالت: إن الولايات المتحدة تؤيد جهود أنان. لكن، كررت بأن الولايات المتحدة ترى أن أساس المشكلة هو نظام الأسد وأنه يجب أن يذهب. وفي إجابة على سؤال: «هل هناك شكوك حول قدرة أنان؟»، قالت: «نحن نتابع ما يقول وما يفعل، وما يعتقد أنه سيفعل خلال هذه الزيارة (إلى دمشق)».

وفي إجابة على أي تفاؤل في مجلس الأمن في الشهر القادم لأن الصين سوف ترأس المجلس، قالت نولاند: «كانت لدينا فرصة للحديث بشيء من التفصيل مع القيادة الصينية حول سوريا عندما كنا (مع الوزيرة كلينتون) في بكين لمؤتمر الأمن والحوار الاقتصادي. ونحن نتحدث أيضا مع الروس. أعتقد أننا جميعا نتفق على الضغط من أجل تنفيذ مهمة المراقبين بإشراف أنان. أيضا، نأمل أن ينضموا إلينا (الصينيون والروس) في العمل مع المعارضة حول خطة انتقالية».

ورفضت نولاند تأكيد تقارير إخبارية عن تسميم رئيس المخابرات السورية، صهر الأسد. وقالت: «المعلومات لا تزال غامضة، وهناك كثير من التقارير المتضاربة».

وتعليقا على خبر «أسوشييتد برس» بأن الولايات المتحدة على وشك إعطاء الضوء الأخضر للحلفاء لتسليح المتمردين، قالت نولاند: «لم تتغير سياستنا. نحن نقدم المساعدة غير القاتلة. ودول أخرى اختارت غير ذلك. ونحن نتشاور معهم». وأضافت: «هناك تقارير ومبالغات لا أساس لها من الصحة».