باكستان: مقتل 4 متمردين في غارة لطائرة أميركية من دون طيار

استهدفت منزلا قرب وزيرستان معقل طالبان

TT

أعلن مسؤولون أمنيون باكستانيون أن أربعة متمردين على الأقل قتلوا صباح أمس في هجوم لطائرة أميركية من دون طيار على منطقة قبلية شمال غربي باكستان على الحدود مع أفغانستان. وأوضح هؤلاء المسؤولون أن الهجوم استهدف منزلا قرب ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان المعروفة بأنها معقل لطالبان والمقاتلين المرتبطين بـ«القاعدة». وقال مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طائرة أميركية من دون طيار أطلقت صاروخين على منزل وقتل أربعة متمردين على الأقل»، موضحا أن «هوية المتمردين القتلى لم تعرف على الفور». وأكد مسؤولان آخران الهجوم. وأشار قرويون يقيمون في المنطقة إلى أنهم أوقظوا بهدير الطائرة التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض بدوي القصف. وقال أحد السكان لوكالة الصحف الفرنسية طالبا عدم كشف هويته إن «النار اندلعت في المنزل بعد القصف وطوق المتمردون المنطقة على الفور ويقومون بعمليات بحث في الأنقاض».

وتعتبر واشنطن الحزام القبلي الواقع شمال غربي باكستان والذي يتمتع بشبه حكم ذاتي المعقل الرئيسي لحركة طالبان والمقاتلين المرتبطين بـ«القاعدة» الذين يخططون لهجمات ضد الغرب وفي أفغانستان. ويشكل شمال وزيرستان معقلا لشبكة حقاني التي تضم متمردين أفغانا نسبت إليهم سلسلة هجمات على أهداف غربية في كابل، وكذلك لزعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود. وتقاوم باكستان حتى الآن الضغوط الأميركية لشن هجوم واسع على الناشطين في المنطقة.

وكانت غارة جوية شنتها طائرة أميركية من دون طيار على مخبأ لناشطين الخميس أدت إلى مقتل ثمانية متمردين في المنطقة. وقال مسؤول أمني إن «الطائرة أطلقت صاروخين على منزل في مدينة حاسوخيل» التي تبعد 25 كلم شرق ميرانشاه كبرى مدن منطقة شمال وزيرستان.

وتعتبر باكستان أن غارات الطائرات من دون طيار لا تأتي بالنتيجة المرجوة وتهدد جهود الحكومة لإبعاد القبائل عن تأثير الناشطين وتنتهك سيادة البلاد وتزيد مشاعر العداء ضد الولايات المتحدة.

وقد تراجعت وتيرة الغارات في الأشهر الأخيرة إلا أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أنها مفيدة وبالتالي لا يريدون وضع حد لها.

وهي رابع ضربة توجهها طائرة أميركية من دون طيار في باكستان منذ أن طلب البرلمان في مارس (آذار) وقف هذه الهجمات.

وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان ساءت العام الماضي عندما قام متعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بقتل اثنين من الباكستانيين.

وتلا هذه الحادثة اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية أميركية في الثاني من مايو (أيار) ثم غارة جوية أميركية راح ضحيتها 24 جنديا باكستانيا في نوفمبر (تشرين الثاني).

وعلى أثر ذلك، أغلقت باكستان حدودها أمام قوافل إمداد الحلف الأطلسي في أفغانستان وأمرت برحيل الطاقم الأميركي من قاعدة جوية كانت تستخدم مركزا للطائرات من دون طيار.

وفي مارس وافق البرلمان الباكستاني على استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة شرط أن تقدم واشنطن اعتذارا على مقتل الجنود وأن تضع حدا لغارات الطائرات من دون طيار على أراضيها.

وباتت إسلام آباد التي يعتقد أنها كانت موافقة ضمنيا في السابق على شن هجمات ضد أهداف من «القاعدة» وحركة طالبان، أكثر حزما في معارضتها لما تعتبره انتهاكا لسيادة أراضيها. وقدمت الولايات المتحدة أكثر من 18 مليار دولار من المساعدات إلى باكستان منذ اعتداءات 11 سبتمبر، إلا أن بعض المسؤولين الأميركيين أعربوا مرارا عن قلقهم من مواصلة أعضاء في الحكومة الأفغانية دعم التنظيم.

وتشير حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الطائرات الأميركية شنت 45 غارة على الحزام القبلي في باكستان في 2009 السنة التي تولى فيها أوباما مهامه الرئاسية، مقابل مائة غارة في 2010 و64 في 2011.