المبعوث الدولي يغادر صنعاء ملوحا بالعقوبات.. واستمرار المواجهات مع «القاعدة»

مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط»: بن عمر التقى نجل صالح.. وابن أخيه سلم شكليا منصبه لتفادي العقوبات

TT

غادر صنعاء أمس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر بعد مباحثات أجراها لعدة أيام مع الأطراف اليمنية المختلفة. في حين تستمر المواجهات مع عناصر «أنصار الشريعة» في محافظة أبين جنوب البلاد.

وقالت مصادر سياسية مطلعة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن إن «جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة التقى في صنعاء بعدد من القيادات اليمنية مدنيين وعسكريين»، وأضافت المصادر أن بن عمر «التقى كلا من العميد أحمد علي عبد الله صالح قائد قوات الحرس الجمهوري ونجل الرئيس السابق، واللواء علي محسن الأحمر قائد (الفرقة الأولى مدرع)، بالإضافة إلى ياسين سعيد نعمان نائب رئيس لجنة الاتصال التي شكلت مؤخرا للتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني». وأكدت المصادر المطلعة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن «المبعوث الدولي لمح إلى إمكانية اتخاذ عقوبات دولية بشأن من يعرقل سير عملية التحول السياسي في البلاد في ضوء الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي باراك أوباما لوزارة الخزانة الأميركية بتجميد أموال من يعرقل جهود التسوية السياسية».

وفي موضوع إعادة هيكلة القوات المسلحة، أكدت المصادر أنه جرت عملية تسليم وتسلم شكلية لقيادة اللواء الثالث حرس جمهوري المتمركز حول العاصمة صنعاء والذي يعد أهم ألوية الحرس، وأضافت: «نظرا للخوف من تطبيق العقوبات الدولية قامت قيادة اللواء الثالث حرس جمهوري بعملية تسليم وتسلم شكلية لتفادي العقوبات بين القائد السابق طارق محمد عبد الله صالح (ابن أخي صالح) والقائد الجديد عبد الرحمن الحليلي، حيث أوعز القائد السابق إلى الضباط الموالين له في اللواء بمنع دخول القائد الجديد لقيادة اللواء، وهذا يعد تمردا عسكريا على قرارات الرئيس هادي».

وأجرى بن عمر سلسلة من المباحثات مع الأطراف اليمنية بمن فيهم الرئيس السابق ونجله، قائد الحرس الجمهوري، والأطراف الأخرى، في آخر زيارة له إلى اليمن قبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة المشكلة اليمنية في 29 مايو (أيار) الحالي، وتوقعت مصادر سياسية أن يركز التقرير الذي سيرفعه بن عمر إلى مجلس الأمن على أسماء الأشخاص والجهات التي تعوق مسار التسوية السياسية، كي يتخذ المجلس قرارا بهذا الخصوص، هذا في وقت من المتوقع أن تصعد فيه القوى التي ترابط في الشارع منذ أكثر من عام للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل رموزه، من أنشطتها قبيل اجتماع المنظمة الدولية، وتسعى هذه القوى إلى الضغط من أجل رحيل من تبقى من رموز النظام وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة في اليمن.

إلى ذلك، تستمر المواجهات العسكرية في جنوب اليمن بين قوات الجيش وعناصر تنظيم القاعدة، وقالت مصادر محلية إن أكثر من 20 متشددا قتلوا في أحدث المواجهات التي دارت قرب مدينة جعار، فجر أمس، في حين قال مسؤول عسكري يمني بارز إن قوات الجيش اليمني تحقق تقدما ملحوظا يتحدث عن نفسه على جبهات القتال في محافظة أبين ضد عناصر «أنصار الشريعة» أو تنظيم القاعدة، وقال اللواء الركن علي سعيد عبيد، الناطق باسم اللجنة العسكرية الخاصة بإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر القتلى في صفوف «القاعدة» خلال الساعات الـ48 الماضية، هم من الأجانب وإن أغلبيتهم من حاملي الجنسية الصومالية.

ورفض المسؤول العسكري اليمني تحديد سقف زمني معين لقيام قوات الجيش باقتحام مدينتي زنجبار وجعار في أبين، مؤكدا أن وتيرة المعارك عالية وأن الجيش يحقق انتصارات كبيرة، فيما يمنى الطرف الآخر بخسائر فادحة في الأرواح، وقال: «من الصعب تحديد موعد لانتهاء المعارك؛ فهي مستمرة».

وقال اللواء علي سعيد عبيد لـ«الشرق الأوسط» إن عملية إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية اليمنية (القوات المسلحة والأمن) مستمرة وتقوم بمتابعتها لجنة خاصة تتبع اللجنة العسكرية، لكنه أشار إلى أن «الكثير من الناس لا يفهمون ما إعادة الهيكلة، حيث يعتقد البعض أنها استبدال قائد عسكري بقائد آخر»، واستطرد: «المسألة تسير وفقا للخطط التنفيذية لإعادة الهيكلة، وهذه الخطط تسير متوازية مع الخطط السياسية الخاصة بالتسوية السياسية وستستمر حتى عام 2014»، مشددا على أن عملية إعادة هيكلة الجيش اليمني وقوات الأمن يجب أن تتم وفقا لما يتم إنجازه على الصعيد السياسي «بمعنى أنه يجب أن نعرف هوية وشكل النظام المقبل، هل سيكون رئاسيا أم برلمانيا؟ وفي ضوء ذلك، سيتم تعديل الدستور وأيضا تعديل المواد الدستورية المتعلقة بالقوات المسلحة والأمن».

هذا، وتؤكد مصادر مطلعة أن وزير الدفاع اليمني رأس، أمس، اجتماعا لفريق عسكري يمني - أميركي لمناقشة موضوع إعادة هيكلة الجيش، في ضوء المساعدات الغربية والأميركية على وجه الخصوص لليمن في هذا المضمار.