«الشرقية» تستعد لتسلم شارة قيادة مصر من «المنوفية» لأربع سنوات مقبلة

ينتمي إليها المرشحان في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسية

TT

بعد 41 عاما احتكرت فيها سدة الحكم في مصر؛ تتخلى محافظة «المنوفية»، طواعية عن موقعها التاريخي كمسقط رأس رئيس مصر، تاركة ذلك الموقع أمام محافظة «الشرقية» التي ينتمي إليها كل من أحمد شفيق ومحمد مرسي طرفا جولة الإعادة بحسب النتائج غير الرسمية للجولة الأولى في انتخابات الرئاسة. وتقع المحافظتان إلى الشمال من القاهرة.

وتستعد الشرقية لقيادة البلاد لأربع سنوات مقبلة، بعد أربعة عقود قبضت فيها المنوفية على زمام الأمور، حيث شغل اثنان من أبنائها منصب الرئيس، الأول هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمدة 11 عاما، وعقب وفاته تولى الحكم نائبه محمد حسني مبارك لمدة 30 عاما إلى أن أطاحت به ثورة 25 يناير 2011، في مقابل 16 عاما احتكر فيها صعيد مصر الحكم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي ينتمي لمحافظة أسيوط، في جنوب البلاد.

وانعكس عدم وجود أي مرشح «منوفي» من بين الـ13 مرشحا الذين يخوضون انتخابات الرئاسة الحالية على مواطني المنوفية، ما بين مشاعر السخرية والحزن، وعلى النقيض سادت مشاعر الفرح بين مواطني الشرقية، الذين رأوا أن محافظتهم ستقدم رئيسا لمصر «شرقاوي» كما قدمت من قبل الزعيم أحمد عُرابي.

وتعد قرية العدوة بمركز ههيا هي مسقط رأس المرشح محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للإخوان المسلمين، بينما ينتمي المرشح أحمد شفيق إلى قرية قطيفة مباشر التابعة لمركز الإبراهيمية.

وبقراءة في نسبة التصويت للمرشحين في الشرقية، حصل شفيق على 627 ألفا و808 أصوات، فيما حصل مرسي على 536 ألفا و634 صوتا. أما في المنوفية فحصل شفيق على 586 ألفا و345 صوتا، وحصل مرسي على 203 آلاف و503 أصوات.

وتشير تلك النتائج إلى أن الشرقية من أكبر المحافظات التي صوتت لصالح أحمد شفيق، على الرغم من أن محافظة الشرقية تعتبر من أكبر معاقل الإخوان على مستوى الجمهورية. كما أنها النتائج التي نالت بسببها المنوفية كثيرا من الانتقادات منذ إعلان النتائج الأولية، حيث وصفت بـ«محافظة الفلول».

وشهدت المنوفية أمس وأول من أمس تجول أنصار شفيق في الشوارع العامة للاحتفال بالفوز، مؤكدين أنهم يراهنون على الأغلبية الصامتة بالإضافة لمن يسمونهم «حزب الكنبة» بأنهم سيصوتون لشفيق في جولة الإعادة، كما توعدوا أنصار الدكتور محمد مرسي بالاكتساح في جولة الإعادة.

لكن في جهات أخرى من المحافظة عبر عدد من المواطنين «المنايفة» عن استيائهم من فوز شفيق بأكثر الأصوات. وقال أحمد نبوي (26 عاما): «لا أعرف سر تفوق شفيق في المنوفية، وما قام به الناخبون بها بالتصويت لصالحه أصبح نقطة سوداء على جبين كل فرد من أفراد المنوفية».

وعلق الناشط السياسي محمد كمال، منسق حركه شباب 6 أبريل بالمنوفية على اكتساح شفيق لأصوات الناخبين بالمحافظة: «إنها بلد فلول وأنا هغير بطاقة هويتي لبلد تانية».

وعلى العكس، يلخص الشاب الثلاثيني، عماد عبد الحفيظ، شعور كثير من أبناء محافظته، قائلا: «اخترنا الفريق شفيق لأنه شخصية إدارية ناجحة، كما أنه الأقدر على إعادة الأمن للبلاد بشكل سريع».

وفيما تتخذ الشرقية «الحصان» شعارا لها، يراهن أبناء المحافظة على من يمتطي الحصان لقيادة البلاد، بين «الميزان» رمز مرسي الانتخابي و«السلم» رمز شفيق.

وقال مدحت حسن، ويعمل مدرسا: «مقعد رئيس مصر أصبح في انتظار الشرقية، وأيا كان الفائز سنهدي رئيسا لمصر لكي يقود الجمهورية الثانية ويتمرد على فساد النظام البائد، مثلما أنجبت المحافظة الزعيم أحمد عرابي الضابط الذي تمرد على الخديوي توفيق في ثمانينات القرن التاسع عشر».