عشرات آلاف الجورجيين يتظاهرون ضد الرئيس

أغنى رجل في البلاد يطلق أكبر حملة معارضة ويعد بضم جورجيا إلى النادي الأوروبي

مظاهرة حاشدة ضد الرئيس ساكاشفيلي في العاصمة تبليسي أمس (إ.ب.أ)
TT

تظاهر عشرات آلاف الجورجيين في العاصمة تبليسي أمس دعما للرجل الأغنى في البلاد الذي أطلق حملته للتغلب على الحزب الحاكم برئاسة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي في الانتخابات التشريعية المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتجمع أنصار تحالف الحلم الجورجي المعارض بزعامة رجل الأعمال بيدزينا ايفانيشفيلي في ساحة الحرية في العاصمة، وذلك في أكبر مظاهرة تنظمها المعارضة الجورجية منذ عام 2009.

وقال ايفانيشفيلي للمتظاهرين إن «هذه المعركة ستنتهي بفوزنا» في الانتخابات، مضيفا أن «ساكاشفيلي جبان يفتقر إلى أي حجة باستثناء الأكاذيب وأعمال العنف»، واعدا بضم جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ومحاربة الفقر. وقالت إحدى المتظاهرات جولييت تسولايا: «نحتاج إلى ديمقراطية فعلية وحرية فعلية». ويحتل تحالف ايفانيشفيلي المرتبة الثانية بعد الحزب الحاكم في استطلاعات الرأي. ويتهم الملياردير الجورجي، الذي تقدر ثروته بـ4.8 مليار يورو، الرئيس الجورجي بارتكاب «أخطاء لا تغتفر» ويطالبه بالاستقالة.

وجاءت هذه المظاهرة الكبيرة للمعارضة غداة حضور الرئيس ساكاشفيلي تدشين المقر الجديد لبرلمان البلاد إثر نقله من العاصمة تبليسي إلى مدينة كوتايسي (وسط) بمناسبة عيد الاستقلال. وقال ساكاشفيلي في مراسم افتتاح الدورة البرلمانية الأولى في ثانية مدن جورجيا إن «هذا المبنى الجديد لبرلماننا يشكل رمزا لجورجيا الجديدة». وأدان مراقبون مشروع بناء البرلمان الجديد الذي تكلف 85 مليون دولار، معتبرين أنه هدر للمال، بينما رأى مؤيدون أنه سينعش مدينة لكوتايسي.

وقالت نانوكا ميسورادزي وهي تتابع عرضا عسكريا نظم في هذه المدينة بمناسبة عيد الاستقلال إن «مدينتنا كانت منسية والآن ولدت من جديد، وهذا يسعدنا». وكانت أشغال بناء البرلمان شهدت مقتل سيدة وابنتها في 2009 عند تفجير نصب لجنود الحرب العالمية الثانية من أجل إقامة المبنى في مكانه.

وانتخب ساكاشفيلي الموالي للغرب لولاية ثانية في يناير (كانون الثاني) 2008 بعدما تسلم السلطة مع نهاية 2003 إثر انتفاضة سلمية. وسيظل رئيسا لجورجيا حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2013. وتحتفل جورجيا كل سنة بعيد الاستقلال عن الإمبراطورية الروسية في 1918. وقد استعاد الجيش الأحمر السوفياتي بعد ذلك سيطرته على البلاد في 1921 قبل أن تستعيد استقلالها في 1991. وشارك في العرض العسكري آلاف الجنود ودبابات وطائرات مقاتلة وللمرة الأولى أسلحة مصنوعة في جورجيا، بينها طائرات بلا طيار وقاذفات صواريخ. وتواجهت جورجيا وروسيا في حرب خاطفة في أغسطس (آب) 2008 اعترفت موسكو بعدها بالمنطقتين الجورجيتين الانفصاليتين ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. وقال ساكاشفيلي في خطابه أول من أمس إن روسيا ما زالت تسعى إلى «تحقيق حلمها بإطاحة الحكومة في جورجيا، لكنني واثق من أن الشعب الجورجي سيدافع عن استقلال جورجيا».